X
    Categories: اعمدة

الطيب قسم السيد .. يكتب.. وفي اذاعة وادي النيل شئ من حتى الحلول!

واحدة من المبادرات الاعلامية التى فطن لها منذ وقت مبكر المهنيون من رواد العمل الاذاعي في البلدين الشقيقين السودان ومصر كانت فكرة انشاء اذاعة وادي النيل التى انظلق بثها في العام ١٩٨٤م لتعمل كخدمة ثنائية تكاملية مشتركة بين البلدين الشقيقين تقوم رسالتها على مبدا تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات اقتصادية وثقافية واجتماعية وتعمل علي تشجيع المبادرات المدنية والحكومية في هذا المجال.والبعد بالمحتوي الذي تقدمه عن كل مايفرق بين الشعب الواحد الذي يقطن دولتين ونكريس كل مايقرب بين فئاته وشرائحه في كل المجالات هذا ما نص علي برتكول انشائها الموقع عليه من قبل القيادة الاعلامية فيهما وقتذاك.
وظلت هذه الاذاعة تطلع بدورها هذا عبر برمجة ثنائية مشتركة على نسق فريد جديد على انماط الاذاعة المعروفة في العالم موجهة متخصصة اوحكومية
يؤكد هذا كونها الاذاعة الوحيدة التي تنتج برامجها شراكة بين دولتين وتدار عبر ادارة مشتركة.. مدير عام بالقاهرة واخر مناوب بالخرطوم. وتقتسم حصة البرامج فيها مناصفة بين الطرفين.
لقد ظلت هذه الاذاعة تحظى باستماع واسع على امتداد البلدين حتى مطلع تسعينات القرن الماضي بسبب اندلاع حرب الخليج حيث عمدت دولة (المصب)لتحويل الموجات القوية التي كانت تبث عليها برامج اذاعة وادي النيل لتعمل في خدمة اذاعة صوت العرب ويتراجع بذلك مستوى التقاط الاذاعة في مناطق كان يرتبط سكانها في مصر والسودان ببرامج اذاعةوادي النيل التي كانت تحظى بمشاركات رفيعة من المبدعين والمثقفين والمختصين في المجالات المتعددة..وتحتوي مكتبتها حتى الآن على تسجيلات نادرة لمطربين سودانين غير متوفرة في مكتبة الاذاعة الام ام درمان..
ظللنا في كل لقاء يجمع مديري الاذاعة في القاهرة والخرطوم ندعو المسؤلين في البلدين لمعالجة العقبات الفنية والهندسية التي تواجه هذه الاذاعة العريقة وكان اخر محضر رفع لجهات الاختصاص في ديسمبر من العام الماضي حينما زارنا الاستاذ على سلمى المدير العام بالقاهرة لسلم المحضر للاستاذ فيصل محمد صالح وزير الاعلام الحالى بحضور وكيل اول الوزارة السفير رشيد يعقوب والمستشار الاعلامي بسفارة مصر بالخرطوم الاستاذ عبد النبي صادق والاستاذ ابراهيم محمد ابراهيم البزعي المدير العام المكلف للهيئة العامة السودانية للاذاعة والتلفزيون. وقتها ومدير اذاعة وادي النيل بالقاهرة الاستاذ علي سلمي وشخصى الضعيف بصفتي المدير المناوب للاذاعة بالخرطوم.
وباستثناء الوزير الاسبق للاعلام دكتور كمال عبيد كان وزير الاعلام الحالى فيصل محمد صالح هواول من اتاح لهذا اللقاء ان يتم بذلكم الشكل الموسع.منذ عقدين ويزيد .
ما اود الختم به هو ان التجاهل الذي ظلت هذه الاذاعة تناله بشكل راتب من مسؤولى سفارة مصر الشقيقة فيما يوجهونه من دعوات لرجال الصحافة الورقية.. فيه ظلم لمبادرات جيل نادر من المهنيين (الاقحاح) من رواد الاعلام الاذاعي المسموع في البلدين وفيه كذلك حجب لرؤي وافكار يحملها الجيل الحاضر من اذاعيي البلدين فالاذاعة هذه بماضيها وحاضرها وتطلعات القائمين على امرها في البلدين الذين نال بعضهم درجات علمية قيمة حملت نتائج وتوصيات ربما اسهمت الي جانب الدعوات المتكررة لسفارة مصر الشقيقة لرجال الصحافة الورقية في تاسيس دور لاعلام البلدين الشققين تجاه القضايا المشتركة بين البلدين ثنائية كانت اوثلاثية الابعاد.
والله من وراء القصد