X
    Categories: اخبار

السفير المقال حيدر بدوي: “المدنية” في خطر و”وزارة الخارجية” معطُوبة

الخرطوم : ترياق نيوز

أصدر الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الذي تمت إقالته بسبب تصريحاته بشأن العلاقة مع إسرائيل السفير حيدر بدوي صادق بيانا اكد خلاله بأن الدولة المدنية التي يطالب بها الشعب السوداني في خطر وان وزارة الخارجية مغيبة تماما عن ملف العلاقات مع اسرائيل وان منصب الناطق الرسمي معطوب وهو يرفض ان يكون مرتزق.. نص البيان تاليه :

بيان من ثائر للشعب السوداني العظيم

حيدر بدوي صادق

أيها الشعب العظيم، البطل، أصبحت اليوم أرضك الطاهرة المقدسة -المروية بدماء أعظم الشهداء في التاريخ الإنساني- شهداء الحرية والسلام والعدالة- قبلة للعالم منذ أن سطرت في كتاب التاريخ أعظم ثورة عرفها التاريخ! ولأنك طالبت بالمدنية وضحيت من أجلها بالغالي والنفيس لم يهن عندي الهوان الذي تعرضت له المدنية في وزارة الخارجية. فخرجت على الناس بتأكيد خط الدولة في شأن التطبيع مع إسرائيل منذ الزيارة التي قام بها الرئيس البرهان لعنتيبي لمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي. فعلت ذلك بعد أن خلصت لكون وزارة الخارجية مغيبة عن هذا الملف تماماً. ذلك بعد أن ألحَّ علي الصحفيون، بحكم منصبي السابق كناطق رسمي للخارجية، بأسئلة تتعلق بتصريحات أدلى بها وزير الاستخبارات الإسرائيلي عن اتصالات تجري بين إسرائيل والسودان.

وكنت قد أخطرت قيادة الوزارة بشأن هذه التصريحات يوم صدورها. واتضح لي بعد أيام من ذلك أن وزارتنا “السيادية” مغيبة تماماً عن ملف العلاقات مع إسرائيل. وهذا الملف من أهم الملفات في المرحلة الحاضرة في مسيرة انفتاحنا، بندية، مع باقي العالم. أن يكون هذا الملف غائبًا عن الخارجية، فهذا لا يجوز أبداً! وهذا في حقيقة الأمر يقدح في مدنية دولتنا وفِي سيادية وزارة الخارجية.

ظلت وسائل الإعلام تلاحقني على مدى أيام وأنا لا أملك لها إجابات بشأن تصريحات الوزير الإسرائيلي! ولَم يتم استدعائي من أية جهة في شأن تلك التصريحات، ولا حتى لمجرد التفاكر. فكان أن رأيت الاتكال على الله وعلى الشعب السوداني وعلى سلطة الرأي العام الحر لتحريك الساكن. وقد كان. وحدث ما حدث!

كثيرون، ومنهم زملاء مهنة أعزهم وأجلهم وأقدرهم، يرون بأن منبر الناطق الرسمي لم يكن المنبر المناسب لفعل ذلك. ومع هؤلاء أختلف وأقول: الوظيفة العامة مجرد أداة لتحقيق الخدمة العامة على الوجه الأكمل. فإن هي فشلت في فعل ذلك تصبح أداة معطوبة. ويصبح التمسك بها، وهي معطوبة، مجرد ارتزاق. وكان شعوري في الأيام السابقة لتصريحاتي هو أن وظيفة الناطق الرسمي في الخارجية أصبحت أداة معطوبة بفعل حكومتنا، التي غيبتني وغيبت الخارجية برمتها، عن واحد من أهم الملفات في علاقاتنا الخارجية. ولذلك بينت للشعب السوداني خط الدولة بما أفهمه عن توجهنا نحو إقامة علاقات مع إسرائيل من ذلك المنبر المعطوب. وكان تقديري هو أن المساهمة بالرأي الحر في إصلاح العطب الكلي سيسهم في إصلاح عطب منبر الناطق الرسمي للخارجية في نهاية المطاف. ولَم ينف أي مسؤول، حتى الآن، مضامين تصريحاتي، وإن نفى السيد وزير الخارجية المكلف تكليف الخارجية لي بالإدلاء بأي تصريحات، وهو محق في ذلك.

ختاماً أقول: إن ما حصل في الأيام الفائتة يؤكد استفحال أزمة الحكم في السودان. والدليل على ذلك أن مدنية الحكم -التي ألحَّ عليها الشعب السوداني في ثورته المجيدة بتعبير “مدنياوو”- في خطر عظيم!!! وستجد في كل وزارة، بل في كل مرفق من مرافق الحكم المدني المسلوب، تمظهرات مشابهة لأزمة الحكم التي تعاني منها وزارة الخارجية في الوقت الراهن.

٢٠ أغسطس ٢٠٢٠