X
    Categories: اعمدة

علي سلطان .. يكتب .. البرق الخاطف.. تحية للشرطة


سنعيش أسوأ أيامنا إذا انفلت عقال الأمن في السودان.. ولن نهنا بحياة مستقرة ابدا.. وأن اي تراخٍ من قبل السلطات الأمنية سيكون خصما على الوطن والمواطن.. فكثير من ضعاف النفوس من مجرمين ولصوص وارهابيين نشطوا في غياب الأمن وفي تراخي القبضة الامنية.. وظنوا أن هذا البلد وهذا المواطن هو لقمة سائغة وهدفا سهلا لاجرامهم وللصوصيتهم وارهابهم فعاثوا فسادا ورعبا في الأحياء والأسواق والطرقات..ومع كل ذلك لا نجد أثرا للشرطة في التصدي لهذه العصابات وهذا التفلت الأمني.. ورغم المحاولات الجادة للجان المقاومة والشباب في الأحياء الا إنهم لا يستطيعون منع هذه الجرائم التي تتعرض لها البنات والأمهات وكبار السن وخاصة خطف الحقائب النسائية والسرقات مع الأذى الجسيم خاصة من عصابات النيقرز.
لقد أصبح الخوف والهلع يسيطران على أولياء الأمور فهم في خوف وقلق كلما خرج الأبناء والبنات خارج البيت مع كثرة ما يسمعون من قصص تفلت أمني وحكايات مثيرة لا نصدق إنها تحدث في السودان.
ومع هذه الظروف الصعبة والاحساس الطاغي بأن هناك فلتانا أمنيا وتراخيا في بسط هيبة الامن.. أثلج صدورنا بالأمس تصريح مدير عام الشرطة بأن الشرطة ستعزز قبضتها الأمنية وستكون عينا حارسة ويدا قوية من اجل بسط الأمن والاستقرار.. وما سمعناه عن عملية (البرق الخاطف) في ام درمان اسعدتنا حقا ونأمل أن تتواصل الحملات الأمنية في كل ارجاء ولاية الخرطوم وفي كل ولايات السودان..
إن الأمن الشامل وخاصة الأمن الغذائي والاستقرار هو المطلب الأول لنا جميعا.. ومن بعدُ المطلوبات الأخرى.. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.. (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).. صدق الله العظيم.. فالجوع خطر عظيم جسيم على الإنسان والأسرة والمجتمع وقد يدفع ضعاف النفوس إلى ارتكاب الجرائم من أجل سد الرمق و الجوع.. وما أقسى الجوع الذي يخرج الحليم شاهرا سيفه وخارجا عن قيمه وأخلاقه.. صحيح أننا نحتاج إلى أن نوفر الطعام والشراب وكلمة أشمل هي الغذاء لكل فرد.. ثم نبسط الأمن حتى يعم الاستقرار والطمأنينة المجتمع.
ولذلك فإن عملية بسط الأمن الشامل يجب أن يسير متوازيا معها توفير الغذاء وخاصة الخبز الذي ماتزال صفوفه تتزايد وقد أصبح صف الرغيف علامة بارزة في حياتنا اليومية ولن تجد مخبزا خاليا من التجمهر والصفوف.
إننا مع كثرة ما نتعرض له من ابتلاءات وظروف صعبة من فيضان للنيل.. وعدم استقرار في الأسواق وغلاء فاحش طال كل شئ.. وحالات فقر ومسغبة وبؤس لا تخطئها العين.. وقسوة في الحياة أصبحت تشمل كل مرفق ومجال.. وتردٍ مخزٍ في الخدمات وفي اصحاح البيئة.. وانتشار الأمراض.. ناهيك عن الكورونا العدو المتربص بنا في كل حين.
إن حالنا وحال بلادنا لا يسر. ليس هناك أي علامات مبشرة أو مطمئنة لمستقبل قريب أفضل حالا..!
ومع ذلك علينا أن لا نياس ولا نتهاون في ما يخص مستقبلنا وحياتنا ودنيانا وديننا.
وعلينا أن نسعى جاهدين من اجل وحدة حقيقة تلم شمل السودانيين وتزيل تلك الاضغان والأحقاد وان نفوت الفرصة على الذين يعلمون جاهدين ليل نهار لاغراق البلاد في مستنقع القبلية والاثنية والجهوية والحزبية والطائفية.. وقد نجحوا إلى حد ما في إيقاظ الفتنة النائمة.. لعن الله من ايقظها.
ينتظرنا مشوار طويل وعمل دؤوب لكي نخرج السودان من عمق الهاوية والمتاهة.. وأن نضع بلادنا وانسانها على الطريق المستقيم القويم.. وذلك عمل شاق لا يتم إلا باتحاد الكلمة ونبذ الفرقة والتشتت والثقة بالله والتوكل عليه.
وشكرا جزيلا للشرطة على البرق الخاطف وننتظر الرعد الكاسح والصيب النافع.