X
    Categories: اعمدة

زينب زيتون.. تكتب.. لماذا خفت صوت حملة جمع السلاح؟!

الخرطوم : ترياق نيوز

واحدة من آفات دارفور انتشار السلاح وتوفرة بأيدى المواطن ، وملابسات عديدة ساهمت فى ذلك ، مما فاقم من تردى الأوضاع الامنية بالأقليم وتم استخدامه فى غير مكانه . وجاءت التدفقات الأولى من السلاح لاقليم دارفور ابان الصراعات التشادية التشادية واعقبتها الصراعات الليبية التشادية ، كل هذه سرعت من وتيرة التدفقات ووصولها لأيدى المواطن، بالطبع لسهولة تخطى الحدود والانتقال بين السودان وهذه الدول يسر من عمليات تهريب الاسلحة من جهة ومن جهة اخرى كانت بعض اجزاء من اراضى دارفور تعد مسرحا لتحركات المعارضة التشادية وللتداخل القبلى بين البلدين كان ضلعا ساهم فى انتقال السلاح عبر الحدود ، ربما فى فترة الصراعات التشادية التشادية انواع الاسلحة مألوفة وغير فتاكة ولذلك تأثيراتها فى السنوات الأولى لم تكن بذات الحجم والأثر الذى حدث لاحقا عندما وقع الصراع بين الجارتين ليبيا وتشاد واستخدمت اراضى دارفور فى اقصى حدودها الغربية مسرحا لعمليات الكر والفر وقد خلفت هذه الصراعات مآسى وآلام ومنها دخلت الى دارفور انواع متطورة من السلاح وتعد فتاكة فى ذات الوقت، وبتوفر السلاح تبرز التطلعات والاطماع ، والسلاح ايضا فى بادىء الأمر كان وسيلة بأيدى المتفلتين وقاطعى الطريق ، ولما دخلت القبائل فى دارفور فى صراعاتها القبلية وجد السلاح طريقه للاستخدام ولذلك يحدثنا التاريخ عن أبشع المعارك التى وقعت ودارت بين ابناء الاقليم الواحد وتم فيها حصد الارواح وانتهكت فيها الحقوق وتمزقت وحدة الاقليم شر ممزق وتقسم الناس وفقا للاعراق وتولدت مفاهيم جديدة لم يعهدها الاقليم من قبل وهو المسمار الذى دق فى رأسه لينفرط عقده وكيانه كوحدة واحدة جامعة وهو ما نراه اليوم من كيمان متفرقة رغم وحدة اللغة والدين والاعراف والتقاليد باتت نافرة متنافرة .

اذن كل ما طرأ على دارفور وفاقم من حدة ازمتها توفر السلاح ، وفى توفر السلاح بأيدى المواطن ساهمت الحكومات السابقة فى ذلك بصورة وأخرى ، اقلها فقدان الهيبة والهوان الذى اصابها فلم تعد قادرة على بسط الهيبة والحماية التى هى من الحقوق وواجب الراعى على الرعية ، والأمن صمام الحياة لما فقد وعجزت الحكومات من توفيره كان على المواطن البحث والسعى لحماية نفسه بنفسه وأول الخطى الى ذلك هو تملك السلاح وهو ما كان وتحورت من تملك الفرد الى تملك القبيلة وصنع ترسانة لها لمواجهة أيما اعتداء من طرف هنا او هناك والسوق موجود والطلب عالى فصارت اسواق دارفور مواقع لعرض كل انواع الاسلحة والتجارة فيها باتت تجارة رابحة خاصة فى ظل الافتقار لهيبة الدولة ، وهى أى الدولة فى فترة من الفترات قامت بتقوية بعض الجهات وتجييشها وتسليحها ضد جهات اخرى ولتقوم بالقتال نيابة عنها .

فى قلب هذه المواقف تنطلق بين حين وآخر دعوات لجمع السلاح وتقوم آليات لذلك ولكنها على الورق فقط ، ففى الأشهر الماضية ارتفعت ذات المسألة لما عادت الصراعات القبلية مرة اخرى بصورة حادة فقدت فيها الارواح وعطلت مسار الحياة وتم سماع الكثيرمن الضجيج والضوضاء فى هذا الملف وتحركات وحراك ولكأنما هى مسكنات اريد لها إخماد نار الصراعات ولكن ليس إطفائها وما يدلل على ذلك سرعة خفوت الصوت وتلاشيه ، فالى متى تبقى دارفور ارضا للمحرقة والموت والدمار بفعل السلاح المنتشر بين كافة المكونات؟!