X
    Categories: اعمدة

زينب زيتون.. تكتب.. صغار الموظفين بين المطرقة والسندان !

 

الوظيفة عقد بين الخادم والمخدم وفقا لشروط عامة تنطبق على مجموعة او شروط خاصة لفرد ، وهى فى الأصل عقد لإنجاز مهام مقابل حقوق محددة يستحقها العامل، هذه الوظيفة عند البعض تصبح كالملك (الحر) والحق خاصة فى القطاع العام وهوالعمل فى الوظائف الحكومية (الميرى)، وتتصاعد وتيرة الإحساس بالتملك والأحقية للوظيفة والجلوس فى كرسيها لعقود من الزمان وتمتد لتكون تماما مثل (الكنكشه) فيحتكر الموظف الترقى ولا يدع المجال للآخرين للإرتقاء ، بل مثل هذا الموظف يمارس ابشع صنوف التحايل ليحول بين هذا الكرسى والآخرين من الوصول اليه وفى سبيل ذلك لا مانع من ممارسة الضغط على صغار الموظفين بالترهيب والترغيب ، فهو بداية يسعى لموالاة الموظف اوالموظفين الذين يمكن ان ينافسوه على ذات المقعد وقد تصل لدرجة التملق وتحقيق مطالبه او مطالبهم المادية على وجه الخصوص لكسب الرضا وخلق مجموعة تابعة له وهى ما تعرف ببطانة المسئول وللأسف الكثير من صغار الموظفين يقع فريسة لمثل هذه الأحابيل المنسوجة بعناية فائقة حتى لا يستطيع الفكاك منها خاصة عند ضعاف النفوس ومن ليست لهم طموحات مستقبلية للترقى والتقدم فى سلم الوظيفة والإرتقاء بقدراتهم الذاتية وتطويرها وهم كثر فى هذا الزمان الضاغط لظروف الحياة والمعيشة وانحطاط الأخلاق وتدنى القيم فيكتفى مثل هذا الموظف بالفتات الذى يلقى اليه بين وقت وآخر ناسيا او متناسيا ان له ذات الحقوق لاعتلاء ذاك الكرسى ولكن بالجهد والمثابرة والاخلاص فى العمل فيركن الى تلك الحياة ويبقى كأحد البيارق فى لعبة الشطرنج يستخدمة الموظف الكبير للقيام ببعض الادوار المنافية للقانون والاخلاق . وهناك صنف آخر على النقيض من هذا عندما تفشل جهود وأحابيل الموظف الكبير فى الايقاع به تبدأ هنا تغييرات فى الإستراتيجية والتعامل من باب الترهيب والتهديد الذى قد يصل الى درجة الفصل من الوظيفة وقفل كل الأبواب أمام هذا الموظف وخلق هالة من الأقاويل والإشاعات عنه بغرض تشويه صورته وتحطيمها أمام زملائه الموظفين او أمام الجمهور الذى يتعامل معه والمجتمع الذى يعيش فيه ، ويستغل الموظف الكبير الذين وقعوا فى براثنه لتنفيذ هذه المهمة فتبدوا الصورة الشائهة عن الموظف اقرب للحقيقة عندما تتضمن الإشاعة بعض المعلومات الدقيقة عن العمل ومجاله فيعطى ذلك فى نظر الآخرين مصداقية الخبر .

للأسف الشديد ان مؤسسات الدولة مليئة بمثل هذا النوع من المسئولين اللامسئولين عديمى الضمير وفاقدى الخلق وهم يمارسون شتى الطرق والوسائل فى خلق المضايقات أمام الشباب الصاعد والمتوثب للعطاء والإنجاز ، انهم يغلقون امامهم المنافذ والسبل ويسعون لتحطيم معنوياتهم وهد قدراتهم وتصويرهم وصبغهم بصبغة الفشل ، نعم انهم كثر بمؤسسات الدولة وبالكاد ان تخلو مؤسسة من مثل هذه النماذج التى تقف حجر عثرة امام طموحات وتطلعات الشباب والبعض يستغل التنظيمات السياسية الحاكمة وقربه او تقربه اليها بالزلفى لابعادهم من طريقه ولا يتوانى فى استغلال واستخدام علاقاته بأطراف الاجهزة الأمنية لممارسة بعض الملاحقات والمضايقات عليهم .

اليوم باتت الوظيفة الحكومية حديقة تخص الموظف الكبير وليس لأى أحد آخر أن يقطف من ثمارها او ان يقترب من أسوارها فهى تماما كالارض المحررة او ممنوع الاقتراب والتصوير لأن فى ذلك كشف لعورة وعوار الموظف الكبير وفضح أوراقه الفارغة الا من الأحقاد والحسد وحب النفس والذات فيقوم بصنع الحواحز وقفل المسير امام اى موظف يتطلع للارتقاء والتقدم سواء فى سلم الوظيفة او تنمية قدراته وتطوير مهاراته ، لذلك ليس غريبا اليوم ان تجد كما هائلا من الشباب المشحون بالاحباطات ومن أصابه اليأس والقنوط جراء هذه الممارسات الخاطئة يقفون على جانب الرصيف وفى الجانب المقابل تجد الموظف المنتفخ الأوداج العاطل عن العطاء الا ما يمكنه من ضرب كل من تطلع للتقدم والإرتقاء .