الخرطوم..وكالات…ترياق نيوز
وقع الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وحركة جيش تحرير السودان في العاصمة المصرية القاهرة على مذكرة تفاهم سياسية، قال الطرفان إنها جاءت في إطار المسؤولية الوطنية التي تستلزم تضافر الجهود وتوحيد الرؤى للتصدي للأزمات التي تواجه البلاد، وكذلك تتويجاً للعلاقة التي تريط الطرفين. ووقع عن الحزب نائب رئيسه جعفر الميرغني فيما تولى رئيس الحركة التوقيع عنها.
وتمثلت أهم بنود المذكرة في إعادة صياغة الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية باستيعاب القوى الموقعة وغير الموقعة على إعلان الحرية والتغيير، بحيث تكون مرجعية الحاضنة هي الشعب السوداني. وطالب الطرفان جميع الأطراف بإعادة صياغة الوثيقة الدستورية، حتى تتواءم مع التطورات خلال الفترة الانتقالية، وتشكيل لجنة مشتركة بين الحركة والحزب تعنى بالمتابعة وتنسيق المواقف السياسية ويخول لها حق تنظيم نشاطات جماهيرية وورش عمل و وفعاليات مشتركة لتحقيق بنودة المذكرة. وأمّن الطرفان على كافة بنود المذكرة التي شددت على دعم الحكومة الانتقالية وفق رؤى جديدة تستهدف إزالة التشوهات التي رافقت السنة الأولى من الحكومة الانتقالية والتي انعكست سلباً على أداء الجهاز التنفيذي.
وجرت في القاهرة اجتماعات بين الطرفين، استعرضا خلالها التطورات السياسية التي تمر بها البلاد وقضايا السلام والحرب وكيفية الدفع بالجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل، ومعالجة خصوصيات الإقليم. وقد تلاقت وجهات النظر بين الطرفين على الثوابت والأسس المتعلقة بالمصالح العليا للوطن، على رأسها التصدي لأي محاولات للنيل من اتفاقيات السلام، واتفق الطرفان على دعم الجهود المبذولة لوقف الحرب وتحقيق السلام، وإقرار مبدأ المواطنة المتساوية لجميع السكان وجعله المعيار الوحيد لنيل الحقوق وأداء الواجبات السياسية والمدنية، كما اتفق الطرفان على ضرورة مراجعة تجربة الحكم الاتحادي وتقييمها وصولاً لنظام فيدرالي ديمقراطي عادل، وأيضاً تم الاتفاق على اعتماد معيار نسبة سكان كل إقليم من المجموع الكلي للسكان لاقتسام السلطة وتوزيع الثروة، وإتاحة فرص متساوية في الخدمة المدنية. واتفق الطرفان على تحقيق العدالة الجنائية في الجرائم والفظائع التي ارتكبتها حكومة الإنقاذ طوال فترة الحرب والنزاع المسلح وإفساح المجال لمثول المطلوبين أمام العدالة. وأمّن الطرفان على تأكيد عودة اللاجئين والنازحين إلى قراهم وحواكيرهم وجبر الضرر. وتوافق الطرفان على بذل جهد مشترك للتحضير للمؤتمر القومي الدستوري ونجاح انعقاده بهدف صياغة دستور دائم للبلاد يرتكز على المواطنة والحكم الرشيد وكفالة الحريات والعدالة الاجتماعية، وأن تتم صياغته بمشاركة الكافة، وعدم استغلال الدين في السياسة حفاظاً على قدسية الأديان. وأكد الطرفان ضرورة توحيد الجهود للمحافظة على أمن وسلامة الوطن، والمساهمة في الخروج بالبلاد من الأزمة الحالية، وتفويت الفرصة على الجهات التي تتربص بالسودان وشعبه.
وفي إطار العلاقات الخارجية اتفق الطرفان على التعاون والتنسيق لبناء علاقات خارجية للسودان تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وحسن الجوار والحفاظ على السلام والأمن الدوليين والتعاون بين الشعوب والدول.
وعبّر الطرفان عن كبير تعاطفهما مع المتضررين من السيول والفيضانات. وأكدا أنهما سيعملان لحشد الجهود لإغاثة المتضررين، وناشدا الدول الصديقة والشقيقة الوقوف مع الشعب السوداني. وأعربا عن شكرهما لجمهورية مصر حكومة وشعباً لحرصها على استقرار وسلامة السودان وأمنه.
وعقب اجتماع اللجنة المشتركة التي تشكيلها بين الطرفين بالأمس، أقام جعفر الميرغني حفل عشاء، على شرف حضور مني أركو مناوي، والتوافق بين الطرفين على بنود المذكرة