X
    Categories: اعمدة

أبوعاقله أماسا.. يكتب.. رفع الدعم.. رصاصة الرحمة..!


تظاهرنا ضد الحكومة السابقة عندما قررت رفع الدعم الجزئي عن المحروقات، وبدأت الصفوف تمتد كظاهرة جديدة ونقلقة، وهتفنا بسقوط الحكومة مع أن المعادلة كانت مقبولة نوعاً ما، من جهة أن دخل القرد كان يساوي شيئاً من الميزانية اليومية، والجنيه السوداني منتصب في صف العملات ولو على استحياء وكنا حانقين على صمت الحكومة حيال قصص الفساد التي كانت تحكى جهاراً نهاراً وتورط بيوت وقيادات فيها، أما الآن فالقرارات تصدر وكأنها رصاصة رحمة على الشعب السوداني الصابر، وبدلاً عن حكاوي الفساد أصبحنا نتفرج بمزيد من الذهول على خلافات المدنيين وضعفهم وقلة حيلتهم.. وفي نهاية المطاف الحصاد واحد عند المواطن السوداني.. فلاهو طال عنب اليمن مع الإنقاذ الفاسدة، ولا هو أكل من بلح الشام مع الحكومة المدنية..!

  • الأوضاع حقيقة أصبحت لا تطاق، وذات التصريحات التي تستفز الإنسان السوداني وطموحاته بدأت تطالعنا كل يوم من المسؤولين.. مع خيباتهم وفشلهم الواضح، ولم يتبق إلا أن يخرج علينا أحدهم ويتحدانا أن (نلحس كوعنا)…!!
    أتعلمون ماذا يعني قرارات رفع الدعم في هذه المرحلة الحرجة؟… تعني أن كل الأسعار ستتضاعف ويشتعل السوق أكثر مماهو الآن، إبتداءً من سعر أعواد الثقاب، وانتهاء بسعر كيلو اللحمة والعدس، مروراً بتعرفة المواصلات وسعر الدواء وتذكرة مقابلة الطبيب.. وتعني كذلك إنتكاسة عظمى للأسرة السودانية التي أصبحت مهددة تكابد من أجل البقاء، وإنهيار لكافة الآمال والطموحات والأحلام بإنصلاح الحال، وتبقى لأولئك الذين يقارنون أسعار المحروقات بالسعر العالمي أن يعلموا ويتيقنوا بأن الشعب السوداني ليس الشعب السعودي، ولا يقارن وضعه بأي من شعوب دول الخليج، ومستوى دخل الفرد عندنا يكاد يشارف الحضيض، ونسبة العطالة الصريحة والمقنعة تبلغ أرقاماً مفزعة.. والجنيه السوداني أيضاً وصل مرحلة التلاشي أمام بقية العملات، حتى النقفة الإرترية والبر الإثيوبي والريال التشادي والسيفا الفرانكفونية والنطيحة والمتردية من العملات الأفريقية أصبحت تستأسد على الجنيه السوداني المتداعي..
    حقيقة.. لا أظن أن هنالك أسوأ من هذه الأوضاع والنتائج، ومن المفارقات أن تخرج علينا وزيرة المالية لتتحدث عن عشر مليارات مطلوبة لمواجهة إستحقاقات السلام في عشر سنوات قادمات، هذه الوزيرة الحالمة.. تتعامل مع الشعب السوداني وكأنهم طلاب دراسات عليا في إحدى تخصصات الإقتصاد، وتتجاهل بغرور أن هذا الشعب وفي الوقت الراهن يقتل بعضه بعضاً من أجل (كيس خبز) بخمسين جنيه…!
    صراحة.. صرخنا في وجه الإنقاذ وقد كان بإمكانهم فعل الكثير لتدارك الأمر، ولكن كانت هنالك أسباب أعمت بصرهم وبصيرتهم عن الحقائق، وهذه الحكومة بمكونيها العسكري والمدني تنشغل بالصراعات أكثر من قضية المواطن، بينما تنشغل الأحزاب بإعداد نفسها للجلوس على تل السلطة وجثمان الوطن وحطامه.. وكأن شماتة أنصار الحكومة البائدة لا تعنيهم… والخلاصة الآن أن المدنيين قد هزموا التجربة المدنية للمرة الرابعة، وخرج الشعب السوداني من مباراته المصيرية من أجل الحياة الكريمة مهزوماً ٨/ صفر.. ولا عزاء للأجيال القادمة..!