X
    Categories: اعمدة

رحاب ابراهيم.. تكتب.. المسافات..البلد دي ساكنها جن ؟!


حقيقة البلد دي اما ساكنها جن او فعلا كل السودانيين تقريبا ربنا راضي عنهم.. فلا يعقل ان يقابل راتب الشخص الشهري مهما بلغ من ارقام مع البدلات والحوافز وغيرها منصرفاته وإحتياجاته واحتياجات اسرته .. كيف ؟ الله سبحانه وتعالى اعلم بذلك .
لان اقل إجار منزل في ابعد بقعة فيك يا خرطوم لن يقل عن 10 الف جنيه والمدارس علي الابواب وإن كان طلاب الشهادتين الاساس والثانوي وهؤلاء سيحتاجون الي مبالغ تشيب الرأس من مصروف يومي ومذكرات وكل يوم رسوم شكل ربنا يعدى السنة دي علي خير بس وطبعا اولياء الامور الكانو يعتمدون علي ترحيل المدرسة مبدئياً التراحيل واقفة بسبب الوقود وإنعدامه .
هذا خلاف حلة الملاح العزيزة جدا علي نفسها ولا تقبل باقل من 500 جنيه اذا ما أكتر لتكون مشبعة للعيال وابوهم وتبقى اكبر مصيبة اذا فاجأك ضيف الساعة 3 يبدأ الاستنفار والبحث في مخابئ الثلاجة عسى ولعل يكون هناك متبقي من غداء امس او الاسبوع الماضي ما مشكلة..
هكذا اصبحت حياة المواطن السوداني بين كرّ وفرّ وراء قفة الملاح واحتياجات الاسرة الصغيرة البسيطة التي ترتضي بأقل شئ بل ويفرحها وكل يوم اصبحت التنازلات عن الضروريات من السمات العامة والضرورية حتى تدور عجلة الحياة رغم انها ” عاضة ” ، إنعدمت الرفاهيات مثل الباسطة و الحلويات اما النزهات آخر الاسبوع التي كان يحرص عليها رب الاسرة في الماضي اصبحت من المستحيلات الـ ” السبعة ” لان كل المجهود والمصروف ابح محدود الوجهة ويا ليته يكفي ويشبع .اما مصاريف المواصلات فهذه اصبحت شأن آخهر تماماً لانه في ذات المرتب كان المبلغ الذي يكفي لمواصلات الاسبوع اليوم ينقضي فقط في الذهاب الي المكتب دون العودة بزيادة ألف في المائة الآن فقط نسأل ( الحل شنو ) .
اصبحت المعيشة صعبة للغاية علي الميسور الحال والغني ناهيك عن الاصلاً فقير ، وتبقى تحديات جسام تواجه حكومة الفترة الانتقالية، فأصبح المواطن يتمحور فقط حول حلة الملاح الواحدة وكيف يجد مواصلات ومصروف للمواصلات بعيدا عن رهق الوقوف في صف العيش الذي اصبح ” ترند” السودانيين في كل مكان الناس تتحدث عن الرغيف وصفوفه .