X
    Categories: اعمدة

جدية عثمان.. تكتب.. هل بدأنا نفقد الاحساس؟!

هل بدأنا نفقد الاحساس؟ أخشى أن يتحول الأمر إلى واقع ملموس بعد أن تمددت الأزمة الاقتصادية وضربت أطنابها لتطال جوانب الحياة المختلفة ،وأضحت بعبعاً يخيف حتى الأطفال الذين أصبحوا يحلمون بكسرة خبز تقيم أودهم خلال ساعات اليوم الدراسي… أما صراع المدارس الخاصة وأولياء الأمور بشأن زيادة الرسوم، وما قد تفعله وزارة التربية والتعليم فهذا شأن اخر… ما لفت نظري في الأيام الماضية مبادرة إنسانية رائعة روعة الشعب السوداني صاحب الكرامة والإقدام ونكران الذات والمواقف الحاسمة والكرم الحاتمي الذي أصبح صورة فلكلورية متأصلة فينا… المبادرة كانت لمنظمة (سيدسو) التي تُعنى بدعم التعليم… المنظمة تقوم الآن بمبادرة حملة دعم طباعة الكتاب المدرسي، وتتواصل مع أصحاب الضمير الحي من أبناء الوطن داخل وخارج السودان لتحمل كلفة طباعة الكتب المدرسية…و يا لها من مبادرة مدهشة!! لا يقوم بها إلا أصحاب القامات الكبيرة و العقول المستنيرة… شكري بلا حدود للقائمين على أمر هذه المنظمة التي أنشئت عام ٢٠١٨، ورغم قٍصر عمرها إلا أنها قامت بما لم تقم به حكومة السياسات الخاطئة التي دمرت التعليم الحكومي، و جعلت أولياء الأمور يهربون بفلذات أكبادهم إلى المدارس الخاصة ، ليجدوا أنفسهم كالمستجير من الرمضاء بالنار …. و أتساءل كيف تبدل الدولة الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟ الم تكن جامعة الخرطوم صرحاً تعليمياً إقليمياً وعالمياً يشار إليه بالبنان؟ الم يخرج التعليم الحكومي عقولاً وكوادر رفعت اسم السودان في شتى بقاع العالم؟ عجبي من دولة لا تستطيع توفير دعم التعليم الذي يعتبر العمود الفقري للحياة…. أمنيتي الأولى أن تكثر المنظمات الطوعية من قبيل منظمة (سيدسو) التي تقوم بعملها حباً وكرامةً للبلد…. أمنيتي الثانية هي ألا تجعل الانتكاسات والخيبات وقطوعات الكهرباء و الجري وراء الرغيف و البنزين و دفع الفواتير ، السودانيين يتراجعون و يتقوقعون داخل الإحباط واليأس والقنوط.
جدية عثمان
لندن…. اكتوبر 2020