X
    Categories: اخبار

نداء عاجل لانقاذ جامعة ام درمان الأهلية من الانهيار

الخرطوم : ترياق نيوز

أطلق بعض الذين قالوا أنهم أبناء جامعة أم درمان الأهلية نداءا عاجلا لانقاذ الجامعة من الانهيار حيث سردوا المراحل التي مرت بها الجامعة وكيف انها صمدت في العهد البائد حتى أطلقوا عليها المنطقة المحررة ولكنهم اكدوا بأن خطر إنهيارها ما زال قائما وعليه اطلقوا النداء التالي :
جامعة أم درمان الأھلية
نداء للشعب السوداني
أبناء الشعب السوداني الكريم بكل فئاته و في كل أصقاعه، تمر جامعة أم درمان الأھلية بظرف كارثي يستوجب وقوفكم معھا و تدارككم أمرھا و إلا فإن أمر انھيارھا و تشريد طلابھا و العاملين فيھا لا يبعد منكم سوى أيامٍ معدودةٍ.
كلكم يعلم أن ھذه الجامعة تمثل إرثاً قومياً ،بتجلياتهِ الأكاديمية، و الثقافية ،و الاجتماعية، و النضالية السياسية. فقد تنادى قبل ثلث قرن من الزمان نفرٌ كريمٌ من أبنائكم لتأسيسھا استلھاماً لتجربة التعليم الأھلي ،الذي ابتدره آباؤنا المؤسسون في بدايات القرن الماضي ، مستھدفين غايات عظيمة تمثلت في : توفير تعليم نوعي بأقل تكلفة ؛ دعماً لطبقات المجتمع المختلفة، و كان من المخطط لھا أن تقدم ھذه الخدمة مجاناً بعد فترة محدودة ؛ ذلك تحملاً لعبء تأھيل أبناءنا مع الدولة بصورة كاملة.
حقق الدعم المعنوي و المادي الذي توفر للجامعة في بداية تأسيسھا دفعة قوية لھا ،مما مكنھا أن تتبوأ مكاناً رفيعاً بين أقرانھا من مؤسسات التعليم العالي في السودان ، محققة بذلك ھوُية مميزة لخريجھا الذي اتصف بالاستقلالية ،و القدرة على الابتكار ، و التفكير النقدي الحر، كيف لا و ھو ابن الثلاثين فدان المحررة من قبضة الكيزان و سيطرتھم في نظامھم المدحور، إذ أن النظام السابق لم يستطع اختراق ھذه المؤسسة على مدى سنين وجوده ، وعلى الرغم من سيفه المغروس في خاصرة الوطن بكل أشكال القمع والبطش ، إلا أنھا ظلتّ قلعة من قلاع الصمود و التحدي لھذا النظام البغيض.
حققت الجامعة في بداياتھا استقرارا مادياً مميزا بفضل دخلھا من مصروفات الطلاب ، و بفضل ما توفر لھا من ھبات مكنتھا من تحقيق أرصدة مالية قدرت بمآت الآلاف من الدولارات. و لكن و بمرور الوقت أبُتلُيِتْ الجامعة بمجالس إدارات حدث في عھدھا الكثير من سوء الإدارة و مظاھر الفساد المالي ، الذي أدخلھا في ضائقة مالية أثرت على مطالب العاملين لرفع أجورھم ، مما حدا بھم برفع سلاح إضرابھم الشھير في العام 2004، احتجاجاً علي وضع مزري كانوا يرون فيه مقدرات الجامعة تھدر دون رقيب أو حسيب ،و رفضاً لإصلاح أوضاعھم المعيشية.
تمكنت مجالس الجامعة الإدارية في ذلك الوقت من تدارك الأمر و توصلت مع العاملين إلى تسوية بخصوص مستحقاتھم ، و لكن دون الالتفات إلى مطلبھم الأول و الرئيسي : وھو الإصلاح الإداري و المالي ، و الشفافية التي كانت معدومة تماماً.
استمر الأمر في التفاقم إلى أن تفجرت الأوضاع مرة ثانية في العام 2014 لذات الأسباب ، لكن ھذه المرة لم تھدأ احتجاجات العاملين إلا بعد أن أطاحت بكل الطاقم الإداري ، مما أدى إلى تدَخُل الدولة بتعيين مجلس أمناء و مدير جديد للجامعة.
منذ ذلك الوقت لم تتعافَ الجامعة من تعثرھا المالي و الإداري ، و قد تفاقم عليھا الأمر أيام الثورة و ما صاحبھا من توقف تام للدراسة ، ثم جاءت الجائحة فقضت على كل أمل في إمكانية استمرار الجامعة في أداء مھامھا و استمرار رسالتھا الوطنية السامية المقدسة. نحن الآن نوشك أن نقف على أنقاض صرح من أعظم صروح الوطن تسبب بعض أبنائه في إيصاله لھذا الدرك.
نحن أبناء جامعة أم درمان الأھلية نناشد أولاً الدولة باعتبارھا الشريك الأساسي لنا ،و باعتبارنا قد عشنا ثلث قرن من الزمان في عرصاتھا ، بأن ترد الدين لھذا الصرح الجليل. نناشدھا و نحن نؤمن بأننا لا نطلب ما لا تستحق، و نعلم ولكم أن تعلموا أيضاً أن السبيل الوحيد الآن لرفعھا من كبوتھا يتمثل في توفير دعم يشمل تغطية رواتب العاملين بالمعدل الجديد الذي أقرته الدولة لأساتذة الجامعات لمدة كافية ، تستعيد بعدھا عافيتھا من خلال توفير دعم استثماري استراتيجي مستدام. مثل ھذا الدعم في رأينا لا يمكن أن يكون إلا في شكل أصول عقارية مستدامة ، تمُنح و توُقف لصالح الجامعة. ما نطلبه ليس مستحيلا و له سوابق عدة في الجامعات الحكومية التي تمتلك أصول ممنوحة لھا من الدولة تقدر بملاين الدولارات، و حتي جامعتنا الحبيبة فلھا نفس السابقة إذ أن الأرض التي تقيم عليھا مقرھا ما ھي إلا وقفاً أوقفته لھا الدولة.
و ننوه كل أفراد الشعب السوداني بأن ھذا النداء ليس ھو الأول، فقد طرقنا كل أبواب المسؤولين في المجلسين السيادي و مجلس الوزراء و لكن مع عميق الأسف لم نلقى استجابة و ھو ما جعلنا نخرج الأن إلى الرأي العام لتصبح ھذه القضية ھي قضية الشعب السوداني قاطبة لكي يعيد سيرته الأولي في دعمھا و لكي تتحمل الدولة دورھا كما فعلت سابقاً قبل ثلث قرن من الزمان.
عليه فإن مناشدتنا الثانية ھي للشعب السوداني كافة بأن ھيا إلى نجدة صرحكم التليد خيفة أن ينھار ، ھلموا إلى مد يد العون في شكل تبرعات دائمة و استراتيجية يمكن أن تتحول إلى أصول دائمة تكفينا غائلة المعاناة…
عاشت الأھلية قلعةً للصمود ، ونبراسَ علمٍ يضيىءُ غياھب الليل العنيد*