X
    Categories: اعمدة

محمد أحمد الدويخ.. يكتب.. في عزاء الأمام .. أصوات أخرجها الموت..! قافية روضة وقلم حسين خوجلي مثالا ..

في عزاء الأمام ..
أصوات أخرجها الموت..!
قافية روضة وقلم حسين خوجلي مثالا ..
اختلاف الرأي هل يفسد للود قضية..؟

 

أذكروا محاسن موتاكم و..أحياكم أيضا ..!
بعد اندلاع ثورة ديسمبر السودانية وتحقيق هدفها باقتلاع نظام البشير ، تلونت المواقف والتأريخ لدى البعض من الكتاب والساسة والمبدعين وتصنيفهم على غرار _”مع أو ضد”_ ثورة الشعب الظافرة “حينها” ..
بل نتج عن ذلك أن فقدت الساحة اصواتا كانت لها مكانتها الرفعية في تصنيف المجتمع فأنزوت تلك الأسماء “كرها وطواعية” من المشهد كل في مجاله ..
غير ان الموت في السودان يعد المناسبة الوحيد التي تتهاوها في حضرتها جميع الأعذار ..
الآن نحن أمامنا مشهدين (قافية روضة الحاج وقلم حسين خوجلي) يطلان على الناس _بعد غياب_ في عزاء فقيد الوطن الكبير الامام /الصادق المهدي ..
فهل يصبح هذه المناسبة مدخلا للتصالح مع الثوار والشعب أم أن السؤال يظل (ثقيلا) :
اختلاف الرأي هل يفسد للود قضية ..؟!

حسين_خوجلي يكتب :
“مات الامام”
لف الهزيع الثاني من الليل المشفى الأميري الغامض المهيب
دلفتُ إلى الردهة المؤديه للغرفة الشهيرة ..نام الرقيب والطبيب وكست غلالة الكرى أعين الممرضة الآسيوية..دخلت الغرفة بخطوات هامسه وجدته ممدداً كشجرة النخيل المثمرة..غطت الأجهزة بسيقانها البلاستيكية كل خارطة الجسد المرهق النحيل
كان طقس الغرفة مزيجا من رائحة الراتب والمسبحة والديتول..وضعت يدي على جبهته الوضيئة وهمست في أذنه..سيدي إن أعداء السودان قادمون..!!
وحينما لم ينتفض الصوفي الفارس..صحتُ باكياً أيها المضطهدون..
المشفقون ..
الحالمون ..
الصابرون ..
من بلاد السودان المديدة القامة، الحافية القدمين ..
“مات الامام”
روضة_الحاج
ترثي الإمام/ الصادق المهدي..
(….)
أُعزِّي فِيكَ نفسي يا إمامُ
عليكَ تحيتي..ولكَ السلامُ
أُعزِّيها فلا تقوَى… فتهوِي
لمثلِكَ كم يطيبُ لها القيامُ
وحيَّاً طبتَ يا شيخَ المعالي
وميْتاً أيُّها الشهمُ الهُمامُ
رحلتَ الآنَ والسودانُ يعدو
تُصارعُه المجاهلُ والظلامُ
رحلتَ الآنَ يا رمزاً فخيماً
تحيَّرَ في نبالتِه الفِخامُ !
(جُراب الرأي)يا من ظلَّ يعلو
على حظِّ النفوسِ وكم يُضامُ
وكنتُ إذا تهدَّدَنا انشقاقٌ
وحيفٌ وانقسامٌ وانهزامُ
أقولُ لخافقٍ في الصدرِ يبكي
رويدكَ عنده المسكُ الختامُ!
وكم عثرثْ خُطى الوطنِ المُفدَّى
وكم أمسى يُهدِّدُه الحِمامُ
فقمتَ له تردُّ النَبلَ عنهُ
تُقيمُ عِمادَه فيمَنْ أقاموا
ولستُ أقولُ معصوماً فمن ذا
لهُ عن كلِّ ما يأتي عِصامُ
ولكنْ كنتَ أنبلَ من تسامَى
وأكرمَ من سيعرِفُه الخِصامُ!
وحسبُكَ أنَّ قلبَكَ ظلَّ بيتاً
لكلِّ بني البلادِ به أقاموا
وحسبُكَ أنْ ظللتَ تذودُ عنها
مكارمَ زانَها الشرفُ المُقامُ
أتمضي الآنَ يا شيخَ المعالي
وتترُكُنَا يُنَازِعُنا السَقامُ ؟
فمن سيُعيدُ للعدلِ المُسجَّى
بهاهُ وقد تعهَّدَه السُخامُ ؟
ومَنْ سيكونُ درعاً من معانٍ
نبيلاتٍ بها أهلي تساموا؟
ومن سيقولُ للدُخلاءِ كُفُّوا
فهذي الأرضُ سمراءٌ حرامُ!
وأبكي يا كريمَ الروحِ خُلْقاً
رفيعاً قد كساهُ الاحترامُ
وأبكي الفكرَ حينَ يكونُ عيناً
بحكمتِه لنُبصرَ إنْ تعاموا
وأبكي حنكةً نحتاجُ منها
مزيداً كي يُظلِّلَنا الوئامُ
أرى السودانَ في قلبِ الرزايا
تَرصُّدُه الغبائنُ والسِهامُ
فكيف عبورُنا والريحُ تعوي
ونارُ الحُنقِ باتَ لها ضِرامُ؟
وإن لم يفطنِ العقلاءُ مِنَّا
فإنّ على أواصِرِنا السلامُ !
ءالآنَ ارتحلتَ أيَا عظيماً
سما حتى لَيغبِطُه العِظامُ!؟
مصابي فيكَ أكبرُ من حروفي
وحزني لا يُوفِّيه الكلامُ !
سألتُ اللهَ أن يجزيكَ عنَّا
بما يُجزى به الآلُ الكِرامُ
وأن يعفو عن السودانِ طُرَّاً
فيُكشفَ عن بصائِرنا اللثامُ