X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ” عليو ” ترجل أكرم لك !

حرصنا اليوم على حضور مؤتمر صحفي رغم إغلاق الشوارع المؤدية للقيادة العامة والتي أحدثت ” ربكة” في الحركة الأمر الذي جعل الوصول ل ” سونا ” بصعوبة رغم ذلك حضر عدد مقدر من الزملاء الصحفيين والصحفيات الذين أتوا ” رجالا” وليس لديهم ضامرا والحمد لله غاب أصحاب الفارهات الذين دائما يكونون ” جوقة” معتبرة لمثل هؤلاء الولاة، حيث كان هذا المؤتمر على شرف والي ولاية شرق دارفور وللأسف هذا المؤتمر الصحفي الذي كان أشبه ب ” كمين” نصبه لهذا الوالي المغلوب على أمره زملاء من قبيلة الصحفيين فالنظن فيهم خيرا بأنهم ارادوا أن يخدموه كان على الأقل أن يرتبوا له خطابا يخدم قضيته.. بدلا من تعريته وكشف ضعفه على ملأ، تسمر حينا امام منصة منبر “سونا” وتمايل حينا آخر لا يعلوه شموخا ولا تملأه همة ولا يحدوه أملا ، بل عبر حزنا بدلا أن يبعث بسمة لبؤساء ولايته، وتماهى في الانكسارات بدلا أن يكون سندا لضعفاء تلك الولاية التي ابتليت به.. هذا الوالي اذا كان يمتلك ذرة من الحياء لا يمكن أن يعود لمكتبه في تلك الولاية التي أعتقد أقل شيخ قرية فيها سيكون فيه شئ من العبقرية تفوق هذا ال ” عليو” عددا من السنين الضوئية.. تعالوا نستعرض بعض ما جاء في خطابه المرتبك.. ابتداءا هذا الرجل نسى تماما أنه حاكم لولاية بحجم دولة رقم أنها مستقطعة من ولاية أخرى واصبح يكيل الاتهامات للحكومة بأنها لم تفعل كذا ولم تعمل كذا وواصل قائلا ولايته أغنى ولاية وعدد مزاياها بأنها ولاية بترولية وثروة حيوانية وحبوب ذيتية وقوة بشرية لا يستهان بها. وكذلك انه منذ عدد من الشهور لم يسمع صوت طلقة واحدة تعبيرا عن الأمو المستتب كل هذه الايجابيات لم تشفع له ليعود للانكسارات ويتحدث عن انجازاته بأنه عجز عن عمل ردمية تنقذ الاهالي في فصل الخريف بطول ٦٠ كلم من ابكارنكا للضعين. ولانجاز هذا المشروع له تواصل مع وزير الدفاع ويستجدى المنظمات وغيرها من الخيرين لاكمال هذه الردمية، والانجاز الثاني “وعد” من شركة انها ستكمل مطار الضعين وستنزل فيه الطائرات الكبيرة قريبا. والانجاز الثالث تحدث مع مدير السكك الحديد الذي وعده بدوره بأنه سينفض الغبار من قطار الضعين… أما عن امكانياته المالية يبدو أنه ” اباطه والنجم” في ولاية يبدو انها اذا ” حبس الدرب” رسوم قطعان فقط يسفلت الشارع من الضعين للخرطوم.. ويقول أنه لن يلتفت لموضوع الاستثمار بدون انجاز هذه المشروعات حتى تتوفر بنية تحتية للمستثمرين ونسى أو تناسى بأن هذه الوعورة والارض البكر هدف لمستثمرين من الطراز الأول. بعيدا عن ذلك لم بعبر حتى عن احلامه بأن عبقريته تتفتق عن فكرة يستدر بها موارد هذه الولاية لتوظف في التنمية.. أما عبقريته الادارية بأنه ” زاد الطين بله” بأن عمق لمفهوم الانقاذ القبلي حيث طلب من قوى الحرية والتغيير بأن تمثل جميع مكونات الولاية في الحكومة وعددها بخمس مكونات قبلية ولا اعتقد بأن هنالك ولاية او مدينة في السودان فيها خمسة قبائل فقط وياليته قال طالبت بالكفء وبالقوي الأمين. وتبريره في ذلك بأن القبلية “تركة” من النظام السابق لا يمكن التخلص منها بين يوم وليلة، وهذا دليل على أن هذا الوالي لا يحمل مثقال ذرة من مفاهيم وقيم ثورة ١٩ ديسمبر والأدهى والأمر هذا الوالي غير متابع ولم تصله تفاصيل اتفاقية السلام الموقعة في جوبا اخيرا حيث عندما سألناه عن إلغاء نظام الولايات والرجوع للاقاليم قال لا هذا الموضوع ستبدأ المشاورات حوله بعد ستة شهور، وفي رأيه أنه لن يتم وسيخلق خلافات.. يبدو أنه متشبع بالفكر الانقاذي ولا يستطيع الفكاك منه… السيد الوالي عليو لم تفت عليه الفرصة للتعبير عن قضاياه وهمومه الشخصية حيث في ثنايا تعبيره عن المعاناة التي أصبحت ماثلة في جميع اطراف البلاد حيث رغم تناقض هذه النقطة مع حديثه في مستهله بأن ولايته مستهدفة بالاهمال الا أنه عبر عن قضيتة الشخصية قائلا مشروع سوبا الزراعي جنوب شرق العاصمة الخرطوم يعاني الاهمال ايضا وتأكيدا لحديثه قال أنه لديه فيه مزرعة فيها ” بهايم” ثروة حيوانية نفقت والزراعة حرقت من العطش فقال ذهبت لوزارة الري حملت المسؤلية لوزارة الزراعة وذهب لوزارة الزراعة ردت البضاعة لوزارة الري وهو ما زال حائر….
سيدي الوالي “عليو” يبدو أن مساحاتك على صفحات “الانتباهة أو الصيحة ” كانت اوسع وقلمك كان أمضى وأنجع من أن توقع به على قرارات تنقذ أهالي شرق دارفور الذين تشفع لهم صفحات التاريخ وبطولاتهم المسطرة في صفحاته، لن يمحها ضعف حاكم أو قلة حيلته. هامات مرفوعة كالجبال الشم وإن عاشوا سنين الجدب لا بد ل ” الفولة تتملي وبقارة بجوا” مرحبا بك على صفحات الصحف وزاويتك المقروءة ومرحبا بمدير اعلامك زميلنا وحبيبنا عبدالله اسحق في حاله او “ترحاله” أو الأثنين معا…