X
    Categories: اخبار

عضو مجلس السيادة عائشة موسى.. مهاجمة مجلس الشركاء : وثيقة الفشل أهملت توحيد الجيش وجرائم القتل

 

الخرطوم : ترياق نيوز 

أصدرت عضو المجلس السيادي عائشة موسى بيانا تبرأت فيه بما أسمته وثيقة الفشل التي فصلت للمحاصصات واغفلت كما اوصفتها قضايا هامة عن ساحة المتابعة اليوميه مثل التحقيق في جرائم الحرب والدمار في دارفور وجريمة فض اعتصام القيادة العامة وكافة الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية. قالت عائشة هذا الغياب المرتبط بعدم إصلاح المؤسسات العدلية والقوات النظامية في الدولة السودانية فقد غاب عن جند النقاش المستمر بند دمج مختلف القوات العسكرية في جيش واحد ليعيد لقوات الشعب المسلحة هيبتها وعظمتها التاريخية. في الأثناء خاطبت عدة جهات قائلة : .سعادة رئيس وأعضـاء مجلس السيـادة ،
سعادة رئيس الوزراء،
المكرّمين أعضاء تحالف قوى الحرية والتغيير،
السـادة رؤساء حركات الكفاح المسلح،
الشعب السودانى المغوار ،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أخاطبكم اليوم بذات الصفة التي خاطبتكم بها يوم كرمتموني باختياري ممثلة لكم بمجلس السيادة الانتقالي لحكومة السودان
. عــائشة موسي السعيد
بنت نصرة محمد إبراهيم
كان شرفاً تـاريخيــاً عظيمــاً مستحق ـ اً للمرأة السودانية أن تزي ن أعلى المجالس لحكومة السودان – انتصاراً للنداء للمدنية وللحرية والسلام والعدالة.. فأدرجته ضمن قصة حلم النســاء في بلادي. الحلم الذي ظل ينمو مع كفاح المرأة السودانية في الريف وفى الحضر حتى حققته الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم من كرسي البرلمان مسجلة تـاريخا لا ينسى للنـســاء – 4691.
الحلم الذى التقطه هذا الشعب زخماً ثورياً منذ الستينات عبر ثورات عديدة ولكن كلما انتصرت إرادته خي بت الحكومات المتوالية آماله ..ورغم ذلك ظ ل يواصل مسل ماً الراية من جيل لآخرمن أجل سودان حر ديقراطي يسع الجميع ….فتجدهم يعيشون ببـســالة تحت قذائف الأنتنوف..داخل الكهوف.. وفى الصحارى ومعسكرات اللجوء والنزوح ويغالبون الخوف والجوع والمرض على أرصفة المدن. ..فى انتظارالآباء الغائبين في أتون الحروب والبحث عن حياةٍ أفضل، يلوذون بأمهاتهم، بالنســاء القابعات في هياكل البيوت المتآكله أوخلف مواقد الشاي وصيجان الكسرة وموارد المياه ومرابط السعي ة و أطراف الغابات لجلب الوقود …يمشين حافيات على أرضٍ تحتضن الوقود البكر والمعادن بأنواعها وكل ما يرنو اليه العالم بجشع وشراهة ….كالإبل تحمل الماء ويقتلها الظمأ بالفقر والجهل والمرض والتنميه غير المتوازنه!!
وذات يومٍ أغ ر قذف شابٌ جريء الراية الى هذا الجيل الباسل – الذى أتشرف بأن أكون احدى امهاته و ج داته – الذى ه ب فى ثوره شهد العالم بسلميتها وعنفوانها ..فاستجابت لكم المدنية التي سعيتم اليها … والح ريه التي اقتلعتموها ليس فقط بحناجركم نـســاء ورجال بل بدماء غزيرة وأرواح طاهرة صعدت لتعانق الأسلاف في دارفور والنيل الأزرق وكردفان والشمال والشرق وفى قلب الخرطوم النابض.
لا أنعى إليكم اليوم هذا الإنجاز الذي أتى بهذا الثمن الباهظ ،
ولكننى أحذركم بـأ ن المناهج السياسيه التي ارتضاها البعض لن تؤ دي إلى استكمال مهام ثورتكم ولن تـؤ د ى الى تحقيق المطالب التي تحلمون بها.
ولأكون أكثر وضوحـاً …
أقول اننى كنت أتوقع أن يشارك الجميع في وضع السياســات والرؤى وألا ننتهج طرق التكتلات والمحاصصات وهمس الغرف المغلقة لإجراء التعديلات الحكومية الضروريه أواستيعاب أصحاب الحقوق فى هياكل الحكم …
إ ن هـا فرصتنـا الآن لإصلاح التشوهات التـاريخيـة في منهجنـا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. المنهج الذى أبعد النـســاء وه مش الأطراف وأثار الفتنة القبليه والحروب الدينيه وأفقر الوطن – إننا لن نسمح بأن تشُ وه ثورة ديسمبر فيتف رق دمها بين قوى سياسيه بعينها بلا انتخابات ولا مجلس تشريعي يمثلنا جميعــاً بعد أن ظل نا ظل السلام ولم يبق لنـا إلا القليل و لن ترضى تلك المرأة التي شهد العالم حجم مشاركتها أن تعيش على هامش الحياة السياسيه رغم الألق الذي صنعته في درب الثورة والثمن الذى دفعته ولن نرضى إلا أن نرى شبابنا من لجان المقاومه والمنظومات الشبابيه المختلفه جزءاً أصيلاً فى مراكز ات خاذ القرار وهياكل الحكم.
يؤسفني القول بأن نا مازلنا نعيش في مجتمع تحُرم فيه المرأة والشباب عن هذه المواقع وته مش في المشاركه الفعليه عبر كل مؤسسات ال دوله. نحن في مجتمع يتحكم فيه الأقارب في زواج الفتيات بدون مبادرات واضحه لحمايتهن دستورياً… نحن في مجتمع يعمل فيه الأطفال تحت سمعنا وبصرنا في ساعات ينعم فيها رصفائهم بالتعليم .. نحن في أيام ينعدم فيها الدواء فيموت أهلنا بين أيدينا حتى لو كنا نملك المال.
أيها الشعب السوداني العظيم،
أشارككم اليوم للأمانه والتاريخ رؤيتي وتقييمي لمجمل المشهد السياسي،
– هناك فرق بين العمل السياسي الحزبي الضروري لبناء مؤسسات حزبيه تشارك فى السلطه وبين بناء ديمقراطية تعدديه تستوعب الجميع فى هيكل دوله مدنيه تعب رعن كل الأطياف السياسيه والنقابيه والمجتمع المدني بكل مواعينه وخياراته ….. فإن غفلنا الآن عن حراسة هذه الديمقراطيه الوليده وعن التقنين الديمقراطي لكل الحقوق والواجبات وتحديد صلاحيات الدوله التي من المفترض أن تقف مسافه واحده من كل مكونات هذا المجتمع المدني، غلب المشهد العام لصالح فئةٍ دون أخرى وغلبت الأهداف الحزبيه الضيقه ..فانتبهوا حتى نصل بـأمان الى مرحلة الديمقراطية الحقيقيه من خلال انتخابـات نزيهة شف افه تحقق للشباب وللنســاء وكل السودانيين بمختلف أطيافهم السياسيه طموحاتهم وبإشراف لجان مهنيه نزيهه من كل الفئات العمريه.
– قيام المجلس التشريعي هدف لن نتنازل عنه حتى يجد لجان المقاومه ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسويه والنقابات منبراً يليق بآرائهم وماعوناً لحوارٍ جامع وشفافية تو جه لمصلحة السودان وتو سع المشاركه فى ات خاذ القرارات المصيريه والتشريعات المفصليه ..بدءاً بالات فاق على المؤتمر الدستوري لوضع دستور دائم للبلاد ومروراً بوضع اللبنات التي من شأنها أن تقنن وتؤ طر للممارسه السياسيه النزيهه .
– بال رغم من التأخير عن الجدول الزمني المح دد فيما يخص مباحثات السلام ، إ لا أ ن التوقيع كان مبعثاً لطاقه جديده.
– ولكن تبرز اليوم هموم واعتراضات مفصليه على مجمل المشهد السياسي أوجزها في: –
1- كان القفز بدون صلاحية دستورية فوق الوثيقة التي ارتضتها قوى الثورة السودانية تجاوز واضح عن الممارسة الديمقراطية الصحيحة في شكل قيام مجلس الشركاء بديلاً عن المجلس التشريعى – الذى تركناه للحاضنة السياسية وللمكون العسكرى فوضعوه جانباَ بإختلاق الأعذار لتـأجيله من وقت لآخر- وهذا أراه إنقلاباً صريحاً على أجهزة الدولة المدنية بهياكلها المعروفة وقفز فوق صلاحيات هذه الهياكل بمنح المجلس المُبتكر الحق في البت في قرارات مصيرية وتشكيل ثقل سيادى وتشريعى كأنمـا قصد به تقزيم أو محو هياكل الدولة المعروفة وتنصيب مجموعة مح ددة على رأس الحكم بدون الإجراءات الديمقراطيه السليمة مبعدة العناصر الوطنية المستقلة وأى تمثيل آخر يشمل النساء ومجمل القوى الثوريه . هذا من شأنه أن يخلق تر هلاً إداريـاً صارخاً وتضخمـاً في الجهاز الحكومى – المتضخم أصلاً – إضافة الى أنه سيخلق جو من التعتيم وضياع مسئوليات القرارات وبالتالي غياب المتابعة والتقييم والتقويم والمحاسبه .
2- العلاقة التـائهة الغير مفهومة بين الحاضنة السياسية وهياكل الحكم وتحديداً مع المكون المدنى فى المجلس السيادى مما تمخض عن تضارب في القرارات وانعدام التناغم في الأداء. وذلك نتاج التهميش الواضح للمكون السيادى المدنى من الحاضنة السياسية التي قذفت بممثليها إلى المجلس وتناستهم تماماً. وأحسب أن ذلك كان متعمداً وتمهيداً لاستبدال السيادي بمجلس الشركاء.
3- غياب الطريق والأهداف التي من أجلها قامت الحكومة وهى استكمال مهام الثورة بالعدالة والسلام الحقيقيين وإصلاح معاش الناس وتفكيك مفاصل دولة الحزب الواحد. وترتب على هذا وضع عقبات غير مبررة في درب الثورة السودانية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. فطفت على السطح اصطلاحات مثل المصالحة الوطنية الشاملة واتجاهات التسويات السياسية مع رموز الإسلاميين قبل تحقيق العدالة وحسم ملف شهداء نظام الثلاثين من يونيو وضمان استرجاع الحقوق ومحاسبة رموز ثلاثين عاماً من الفساد والقهر والتغول على الحقوق الديمقراطية.
4- غياب قضايا هامة عن ساحة المتابعة اليوميه مثل التحقيق في جرائم الحرب والدمار في دارفور وجريمة فض اعتصام القيادة العامة وكافة الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية. هذا الغياب المرتبط بعدم إصلاح المؤسسات العدلية والقوات النظامية في الدولة السودانية فقد غاب عن جند النقاش المستمر بند دمج مختلف القوات العسكرية في جيش واحد ليعيد لقوات الشعب المسلحة هيبتها وعظمتها التاريخية .
5- وأخيرا وليس آخراً الفشل في توسعة المشاركة الفعلية للنســاء على كل مستويات وأشكال الحكم ومواقع اتخاذ القرار في الدولة عبر قوانين وتشريعات تكفل لهن هذا الحق -رغم تغيير بنود في الوثيقة الدستورية لأسباب أخرى لم تشمل الشأن النسوي في أبسط مطالبه – فأين مفوضية شؤون النسـاء؟
وختام اً
) ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا(
والسلام عليكم
أ.عائشه موسي السعيد
عضو المجلس السيادي الانتقالي