X

سلطنة دار مساليت والذكرى ال “65” لاستقلال السودان

نيالا . ترياق نيوز _ زينب زيتون

 

يمر السودان بالذكرى ال65 لإستقلاله والذى جاء بمجاهدات وبطولات في أجزاء متفرقة من ولاياته المختلفة سطرها التاريخ بأحرف من نور ، وكانت الثورة المهدية هي أم المعارك والانتصار في ابا وشيكان وقدير وحصار الأبيض وتحرير الخرطوم، فشكل غرب السودان حضورا بالمجاهدات ضد الاستعمار الفرنسي الغازي لمنطقة دار مساليت التي أصبحت عصية وتكسرت كل محاولاتهم المستمرة لإخضاع المنطقة ، وبقيادة السلطان تاج الدين ووزير الدفاع القائد العام للقوات داوود بوبلي خاضوا مع الفرنسيين معركتين كبيرتين شكلتا دعامة أساسية للتاريخ فى السودان ، المعركة الأولى في الرابع من أبريل 1910م معركة (كرندنق) التى تقع شرق الجنينة مباشرة وتطل على شاطيء وادى كجا وهي الحاضرة الثانية بعد درجيل تأسست على يد السلطان محمد بحر الدين أبكر إسماعيل سلطان اندوكا في العام 1914م، هزم فيها الجيش الفرنسي الغازي وانتصرت جيوش السلطان تاج الدين بفضل النضال والثبات والإيمان والوطنية التي كانت تجتاح نفوسهم، هزموا الإمبراطورية الفرنسية رغم الفوارق الكبيرة المتمثلة في العتاد والسلاح. معركتي كرندنق ودروتي الشهيرتان غيرتا خارطة وهوية السودان بل حققتا الاستقلال الحقيقي الذي لولاه لامتد الاستعمار الفرنسي إلى الشرق ، فجهودهم منعت الفرنسيين من التقدم شبرا واحدا فى أراضى السودان ، وكان من نتائج تلك المعارك اضافة رقعة دار مساليت إلى خارطة السودان .

 

 

 

 

وقعت فى كرندنق التى تنطق ( كِري ناري) وتعنى بلغة المساليت (احضرهم لنا بسرعة) حادثة السلطان محمد بحر الدين ابكر إسماعيل الذي تسلم مقاليد السلطنة ، وعند عبور الجيش الغازي وادي كجا متعبا نزلوا لأخذ قسط من الراحة لمح القائد الفرنسي السلطان محمد بحر الدين وداوود بوبلي وآخرون ولم يلحظ آثار المعركة فتقدم القائد لمصافحة السلطان ولكن السلطان لم يصافحه فادرك الفرنسي أن هناك أمرا فأخرج مسدسه وأطلق طلقتين الأولى لم تصب السلطان ومن على ظهور الخيل اصطرعا ووقعا في قاع بئر قديم واستطاع السلطان ان يذبح القائد الفرنسي وقد أصيب السلطان بكسر في ترقوته بالطلقة الثانية ومنها كانت الشرارة الأولى لمعركة كرندنق .

 

 

 

معركة كرندنق بقيت فى ذاكرة الفرنسيين وللانتقام ولوا قيادة الجيش للقائد العام للقوات الفرنسية على مستوى أفريقيا الكابتن هنري مول الذى قاد معركة دروتي في التاسع من نوفمبر عام 1910م وقد نظم السلطان تاج الدين جيشه ودارت بينهما معركة طاحنة استطاع السلطان من خلالها وبمعاونة قائده المظفر داوود بوبلي هزيمة الجيش الفرنسي هزيمة تاريخية سطرها إبن مدينة الجنينة الشاعر محمد مفتاح الفيتوري في قصيدة ( مقتل السلطان تاج الدين) والتي كانت مقررة للصف الثاني في المرحلة الوسطى إلا أنها حذفت من المقرر السوداني والأدهى والأمر من ذلك ان هذه القصيدة تدرس في الجامعات المصرية وفي الجزائر كنموذج لمناضل سوداني في أقاصي غرب السودان دافع عن وطنه .

 

 

 

 

 

يبرز دور غرب السودان فى الاستقلال عندما زار الزعيم إسماعيل الأزهري مدينة الجنينة في 25 مايو 1955م ومن داخل النادى الأهلى اعلن استقلال السودان فأضحت اول منطقة مستقلة بالسودان وذلك قبل الجلسة البرلمانية الشهيرة فى يوم 19 ديسمبر 1955م حين قدم الناظر عبدالرحمن دبكة اقتراح استقلال السودان وثناه مشاور جمعة سهل من غرب كردفان وأيده الأعضاء بالإجماع ، تلاه اقتراح عمدة مدينة الجنينة العمدة حسن جبريل سليمان الذي يتضمن اقتراح رأس الدولة في أن يكون من 5 أشخاص سودانيين يديرون دفة شؤون الرئاسة فيما بينهم ، وثني هذا الاقتراح جوشو ملوال من غرب النوير .. أيضا يتمثل دور غرب السودان في وجود المناضل علي عبداللطيف بمنطقة (كرينك) التابعة لولاية غرب دارفور الضابط بالجيش الانجليزي في محلية كرينك وكان يرأس ويراسل جمعية اللواء الأبيض التي تأسست في عام 1924م فاعطي رسائله لمسافر يمتطي حصانا بغرض اطلاع أعضاء الجمعية ومناهضة الاستعمار الانجليزي الفرنسي ، وفى جبل كاورا هجم عليه أسد فقتله مما جعل الرسائل تتناثر على طول الطريق وعثر عليها الجيش الانجليزي وتبين ما يقوم به علي عبداللطيف فألقوا القبض عليه في كرينك وأرسلوه إلى الخرطوم لمحاكمته .

 

 

 

وهذه الأيام السودان يحتفل بعيد استقلاله الخامس والستون فالأمنيات بعام سلام وعدالة وتقدم وعودة اللاجئين إلى حضن الوطن والنازحين إلى قراهم آمنين مطمئنين ليساهموا فى دائرة الانتاج دعما لاقتصاد الوطن.