X
    Categories: اعمدة

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” بُكاء المنابر .. أين كانت هذه الدموع من قبل ؟!

 

 

على خلفية صراع المناهج الذي هو جسر العبور لتصفية الحسابات عاشت البلاد حالة من الجدل والإتفاق والإختلاف حول الموضوع وما اشبه الليلة بالبارحة حيث كانت نفس الحرب الشعواء المنظمة ضد دكتور أكرم على التوم وزير الصحة السابق لأنه كان هو المعني بالإستهداف حيث تضرر النافذين في قطاع الصحة ومافيا الدواء من الإصلاحات في عهده ولكن بمجرد تحقيق الغاية اختفت الأصوات وجف المداد مع أن الوضع الصحي الآن وصل الى مرحلة متقدمة من السوء .. وانا اجزم بأن هذا المنهج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لو تم وضعه في ظل إدارة غير هذه الإدارة لما خلق هذا الجدل والحراك .. وقد تمت ادارة الحملة بواسطة شيوخ المنابر الذين ذرفوا الدمع مدارا وانهارا !!! وإني اعلم يقينا بأن الإنسان المؤمن الغيور على دينه لايكيل بمكيالين حسب توجيه بوصلته الفكرية اوالحزبية وإنما يكون ميزانه بمعيار العقيدة والحق حيث ان الحق لايتجزأ فتسكت عنه احياناََ وتستنهضه احيانا اخرى حسب وجهة المصلحة والغرض .. عليه هناك اسئلة ملحة تطرح نفسها وتشتاق الى أجوية ترويها بدموع الإعتذار …
أين كانت هذه الدموع والنظام البائد يبطش بهذا الشعب المغلوب على امره ثلاثة عقود ذاق فيها الويل والذل والهوان؟!
أين كانت هذه الدموع والحاكم الظالم يعترف امام الملأ بأنه سفك دماء اهل دارفور لأتفه الأسباب واقر بمسوؤليته ابتداء من اعلى هرم السلطة والذي يمثله وكل من معه من تنفيذيين وعسكريين وعلماء سلطان حتى وصل به الأمر وقال بأنه وجد من سفك دما بغير حق لن يستلم كتابه بيمينه .. أين كنتم من كل هذا ؟! لم نرى لكم كلمة ولا دمعة !!! بل كنتم اصفياء السلطان واصحاب مجلسه المقربين
أين كانت هذه الدموع عندما تم فض الإعتصام وسألت دماء الصائمين العُزَّل في ليلة العيد وتم إغتصاب الحرائر وبكى النيل وفاض وهو يحتضن الشهداء المغدورين المثقلين بالحجارة حتى تختفي آثار الجريمة النكراء !! الم تعرفوا حرمة الدم وانها أشد واعظم عند الله ؟! الم تعرفوا ان ميزان الحكم في امر الدين واحد ولاتحركه ميول ولا إنتماء ولا عواطف في كل زمان وفي كل مكان وفي كل موقف ؟! عندما أُريقت دماء الشهداء ونزفت قلوب اهلهم وكل الوطن في أعظم محنة تمر على البلاد خرج علينا شيخ يقول انها اثلجت صدورهم !!! وهو الآن هارب .. لم تسيل دموعكم ولم تتفطر قلوبكم بل اثلجت صدوركم يا علماء السلطان !!!
أين كانت هذه الدموع والأستاذ أحمد الخير وهو المعلم والمربي الذي تم تعذيبه حتى الموت بابشع وسيلة تعذيب عرفتها البشرية .. أين كنتم ؟! لماذا لم تزلزلوا المنابر بصوت الحق وتذرفوا الدموع ؟!
أين كانت هذه الدموع من قضية الشهيد بهاء التي هزت المجتمع السوداني مؤخراََ حيث إستشهد تحت التعذيب بعد ان تم اختطافه ؟! لم نسمع لكم صوتاََ ولم نسمع لكم حساََ ولا خبر
شئ من حتى@
عندما يجالس العلماء حكَّامهم كثيراََ يكون علمهم مرهون بهوى الحاكم وميوله وهنا تحدث الطامة ويختلط الحابل بالنابل