X

الدويخ .. يكتب .. ” رابعة ” حكاية كفاح لا تعرف الانكسار من بيت ” القش ” وبعرق ” الخفير ” الأساس “279” والشهادة السودانية ٩٣%

ام روابه . ترياق نيوز _ محمد أحمد الدويخ يكتب :

 

.

حكايات نوابغ الشهادة السودانية :
رابعة : الشمعة التي أضاءت (بيوت القش) بأم روابة..!
نسبة نجاحها 93 % ..ولهذا السبب اقامت مع معلمتها ..!
………………

 

 

 

 

قبل أكثر من أربع سنوات كانت التلميذة رابعة حديث المدينة حيث ظل مجتمع ام روابة يتناقل حكاية تلك التلميذه التي أحرزت المركز.الأول لامتحانات الأساس بنسبة (279) درجة والحكاية تغلفها الدهشة باعتبار أن رب اسرة المتفوقة رابعة يعمل في حراسة المدرسة التي امتحانات منها (خفيرا) ..غير ان تفوق طموح ابنته كان اسمى ورفعت من اسم أبيها لأ ي بح على كل لسان يتصدر أحاديث المدينة والاعلام..
……
نبوغ رغم الظروف وسوء الحال :
قبل أن تجلس بطلة حكايتنا (رابعة محمود طه) لامتحان الشهادة السودانية للعام (2020 _2021 م ) شاءت الظروف أن يفقد رب الأسرة والد رابعة وظيفته بالمدرسة (خفيرا)..لكبر سنه..!
فأصبح مستقبل رابعة في خطر ويهدده الفشل..ولكن الأقدار سخرت ناشطين عرضوا (حكاية رابعة) على المنابر الاسفيرية مشروبات المدينة ، الأمر الذي جعل مدير مدرسة النوابغ الخاصة بأم روابة الاستاذ الطاهر يتكفل بالموهبة رابعة ويتبنى دراستها وقبولها بمدرسته مجانا..
……..
نسبة نجاح 93 % ولهذا السبب اقامت مع معلمتها :
انعدام الكهرباء في بيت اسرتها جعل الكثيرين يتخوفون على مستقبل رابعة التي احتفى بها الجميع خاصة الجيران الذين يرون فيها مثالا للنبوغ والمثابرة لذلك ..لم يقتصر اعتناء ادارة مدرسة النوابغ بأم روابة بالجانب الاكاديمي فقط للتلميذة رابعة محمود بل كان الجانب النفسي مهما بالنسبة لإدارة المدرسة فتكفل الاستاذ الطاهر ابراهيم الطاهر المدير المؤسس لمدارس النوابغ الخاصة بأم روابة بقبول التلميذة رابعة ورعايتها بل وصل الحال من الانسانية ان تعهدت مديرة المدرسة الاستاذة (نورا) باستضافة النابغة رابعة بمنزلها حتى تتوفر لها فرصة التركيز والمذاكرة باعتبار أن منزل اسرتها لا توجد به كهرباء..فلم تخذلهم لدى إعلان نتيجة الشهادة السودانية واسمها يتصدر قائمة المتفوقين بنسبة نجاح بلغت 93 % باعتبارها أعلى نسبة بمدرستها للعام 2020 _ 2021 م
………….
تفاصيل ومشاهد للعبرة والاعتبار :
مابين عدة صور يظهر السكن متواضع الذي تقطن فيه التلميذة رابعة وأسرتها..وهو عبارة (كرنك) من القش ذلك السكن الذي يأوى اسرة (رابعة) بطلة حكايتنا التي نالت المركز الثاني في شهادة الاساس حينها عام ( على مستوى ولاية شمال كردفان بمجموع (279) درجة بفارق درجة واحدة من المجموع الكلي (280) درجة.
……..
وعود ولكن :
السرد السالف لم يكن هو الغرض الأساس للحكاية التي تخلص ان تكون مناشدة لاسترداد الوعد الأشبه بالحق وهو أن رابعة عندما جلست لأمتحان الأساس حينها كانت اسرتها بلا مأوى وكان والدها (85) عاما يقيم داخل سور ذات المدرسة التي امتحانات منها و يعمل والدها على حراستها..!
..الامر الذي جعل وسائل الاعلام تتبارى على ابراز صورتها ووصفها بالنابغة فأعلن وزير التربية بولاية شمال كردفان حينها /اسماعيل مكي تبرعه بقطعة ارض لاسرة النابغة رابعة محمود طه وتعهد معتمد ام روابه حينها الدكتور احمد عمر كافي بتشييد تلك القطعة فلم يحدث هذا ولم يكن ذلك بل لم يف احد منهما بوعده حتى كتابه هذه السطور ..
………….
للقصة بقية وغصة :
تجاهلت اسرة رابعة تلك الوعود (الكاذبة) وتفرغت لصغارها عسى أن تبرز من بين شقيقات رابعة الخمس نابغة اخرى يفي لها الرسميون بوعدهم غير أن الحلم لم يتحقق بعد .
…….
رواية الام ..وعشم باكر :
تقول (عديلة) والدة رابعة إنها تحمد الله الذي حباها بخمس بنات تخرجت كبراهن من الجامعة عام 2018 م كلية الشريعة والقانون ولم تتوظف بعد .ّ.واصغرهن في الصف الرابع اساس تحت رعاية والد شيخ بلغ ال(85) سنة من عمره ابعدته الامراض عن العمل (خفيرا) بإحدى مدارس المدينة التي لفظته بعيدا بأسمائها الطرفية وتفرغ الوالد المسن لمتابعة العلاج بالخوطوم ..فاقتصرت أحلام الاسرة في منزل يأويها وبناتها _وفي الحواصل__ في غياب الاب وانعدام الابن .ّ!
………
زيارة خاصة ولكن ..
قبل بداية العام الدراسي (2020 م سجل شخصي كاتب هذه السطور (محمد احمد الدويخ) زيارة خاصة لاسرة رابعة باحد احياء مدينة ام روابة الطرفية برفقة ممثلي منظمة اطعام الخيرية بأم روابة ممثلة في شخص المهندسة /جهاد مصطفى والاستاذة زهراء برير بجانب رجل الاحسان الشاب / يوسف ادم بشير (ود العمدة) الذي قدم مبادرات تستحق التقدير ..تمت الزيارة ذات نهار ماطر عانت فيه اسرة رابعة من لسعات المطر تحت مأوى لا يقوى على حجب القطرات المتكررة ..فالبيت عبارة (كرنك) من القش ورغم أن المشاركة اقتصرت على مشمع بلاستيك متوسط الحجم قد يخفف قليلا من لسعات المطر الا أن العشم يظل كبيرا في الخيرين من أبناء الوطن عامة وابناء ام روابة خاصة لمساعدة هذه الاسرة الكريمة حتى تجنى ثمار بناتها النجيبات..وإن أمكن نزع قطعة الارض (الموعود بها و التي اعلن عنها رسميا في السابق وتكفل بها الوزير وتعهد المعتمد حينها استخراجها .. بعض الخيرين تكفلوا بتشييدها في حالة اعتمادها رسميا ..كما تعهد مدير احد المدارس الثانوية الخاصة بام روابة برعاية رابعة واخواتها لاحقا وتبني دراستهم.
……….
مشهد ثان (حوض الزهور) :
على مقربة من حوش القش المتواضع ظلت الطفلة فاطمة شقيقة رابعة تعمل على. رعاية الزهور وسقايتها في طموح لم يغتاله الظرف الذي تعيشه تلك الاسرة الصابرة وقد حرصت ذات الطفلة فاطمة على استقبالنا وهي تحمل الشهادات التقديرية لشقيقتها النابغة رابعة والتي تتخللها عبارات الثناء والفخر بها وتنوعها الفكري..شهادات تقدير من ارفع ادارة تعليم بالولاية (وزارة التربية) وادارة التعليم بالمحلية.. ولكننا تذوقنا مرارة الاسى عندما علمنا أن اسرة رابعة لا تملك مأوى يحمي شهادات ابنتهم من المطر فاستودعتهم الجيران حفاظا عليها من الضياع ..شهادات عز وفخر..
حكاية رابعة مثال واحد لعشرات المواقف التي لم ترصدها أعين الكاميرات وبدونها الاقلام فهي بمثابة الشمعة التي تضئ بيت القش في (عز الليل..)
…..
هذه الحالة بمثابة مناشدة للخيرين بالمنطقة للوقوف مع هؤلاء النوابغ ودعم مسيرتهم العلمية ..في ظل الغياب الرسمي للمؤسسات الحكومية..وإدارة التعليم ذات الصلة…