X
    Categories: اعمدة

عازة إيرا .. تكتب .. “حلو مر ” .. منظمة ” تتلو ” التعليمية بارقة أمل لريف البحر الأحمر

 

 

 

يتأهب مواطني ولاية البحر الاحمر والمهتمين منهم بشأن التعليم لتدشين أكبر مشروع تعليمي أنتظره المجتمع المحلي طويلاً والذي تنفذه منظمة ” تتلو التعليمية ” والتي تعني بلغة البجا “النهوض” حيث أختيار القائمين علي أمرها لهذا المسمى كان له مدلولات كثيرة فهم يعوا مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم وحوجة المجتمع لهذه النهضة ، وبالرجوع للمشروع الذي سيشكل نهضة نوعية في التعليم بشرق السودان وبالأخص ولاية البحر الأحمر وحتما سيتأثر به المجتمع الريفي إيجابا ، و يتبناه شباب آثر علي نفسهِ تقديم كل الممكن وبعض المستحيل لأهله بمبادرة “صناع قادة المجتمع” .
لا يخفي عليكم التعقيد البالغ الذي يكتنف العملية التعليمة في المناطق الريفيه لولاية البحر الاحمر لا سيما التي ينعدم فيها المعلم ، ولتعريف القارئ ، بأن بعض المدارس الثانوية بالريف ينعدم فيها معلمي المساق العلمي ، فنادراً ما تجد مدرسة مكتملة الفريق التدريسي ، لذلك يندر عندهم رواد الكليات العلمية أو ينعدم أحياناً ، فقديمًا حاصر النظام البائد الريف الشرقاوي بثالوث الفقر والجهل والمرض ، لنجد فيما بعد أنه مثلث حصرت فيه الحكومة السابقة بعد التهميش الممنهج الذي أتبعته ، ولتجنب إخراجنا من هذا الاطار ولكن طيلة فترة الثلاثين عام ظل الناشطون المحليين وشباب المنطقة ، يبزلون كل الجهود للنهوض بالعملية التعليمة بالجهود الذاتية عبر أفكار متعددة . حيث أسست لنظام تعليمي تتبناه المنظمات المجتمعية بعيداً عن الأجهزه الحكومية.
ولدت منظمة “تتلو” التعليمة بجهود إمرأة بيجاوية كقريناتها اللواتي أسهمن في بناء المجتمع المحلي بنظرة ثاقبة ، هي سيدة عظيمة أبت علي نفسها إلا وأن تسهم في تطوير المجتمع عبر منظمة ” تتلو التعليمة” التي ألتف حولها شباب المنطقة والحادبين علي مصلحتها ليقوموا بدور وزارة التربية والتعليم الكامل ، فأقامت مؤتمرات التعليم وفصول التقوية للجالسين للشهاده الاساسية والسودانية ، لتنضم لمجهودات المربية الفاضلة والاستاذة الأمة / آمنة أورا التي كان لها القدح المعلا في إنشاء أول مدرسة لمحو أمية لكبار السن .
فقديماً كان التعليم مجرد حلم يراود أبناء الريف الحالمين للوصول لمستويات عالية في السُلم التعليمي ولكن مجهودات الغيورين من أبناء ذات الريف القلة الذين شرعوا في تبني أفكار كما أسلفت أسمهت في تطوير العملية التعليمة ، بإنشاء مدارس تجميعية . ولا يفوتني ذكر مربي الأجيال الاستاذ الفاضل / محمد احمد باكاش صاحب أول مدرسة تجميعية في منطقة أربعات ريفي محلية القنب والاوليب الذي أطر لهذا الفهم التعليمي المتقدم وحارب به أنظمة ديكتاتورية لتطبيق هذه الفكرة وساهم في حل مشاكل كثيرة واستطاع عدد مقدر من أبناء الريف القفزة خطوة ، حيث كانت مستحيلة لولا هذا الجهد .
ليتكرر هذا الفكر التعليمي بعقلية متجددة يرعاها الوالي الثوري عبدالله شنقراي وعدد من المهتمين حملوا مبادرة صناع قادة المستقبل علي أعناقهم ليتحملوا مسؤولية إعداد قادة للمجتمع الذي عاني طويلاً من ويلات التهميش مستصحبين معهم دعم الإدارات الاهلية واليونسيف ورعاية المؤسسات الحكومية لاطلاق مؤتمر التعليم الذي يبشر بمشروع إنشاء مدرستين ثانويتين بنظام الداخليات يتم تخصيصها لأبناء الريف المتفوقين النوابغ في المجال العلمي وتوفير كل معينات التعليم لتسهيل وصولهم لمراحل تعليمة متقدمة .
منفذين بهذا شعار “حنبينهو ” هذا الوعد الذي قطعه هؤلاء الشباب المهتمين بتطوير مجتمعهم ووطنهم القادمين من رحم المعاناة ، مبادرة جميلة نتمني أن يسير شباب الوطن علي خطاهم فهذه الفترة الانتقالية تحتاج لأكثر من يد للعبور بالبلاد لبر الامان .