X
    Categories: اعمدة

أمل أبوالقاسم .. تكتب .. “25” ألف عامل ضحايا تعليق صالات الأفراح !

  • وفوق ما هي عليه من فشل وتخبط وتمكين ومحاصصة وغيره من أمور على وشك أن تورد البلاد مورد الهلاك فإن ثمة قرارت فوضوية وغير مسنودة إلى منطق تصدر من بعض الجهات الحكومية تفاقم من أزمة المواطنين بأي من السبل بدء من إغلاق الصالات وليس انتهاء بقرارات الوالي أو اعتماده بيع الخبز بالكيلو ما فتح عليه الباب واسعا للتندر وغيره من الأقاويل .
    وانا هنا بصدد الأولى _ أي إغلاق الصالات _ صحيح إننا باركنا الأمر أثناء جائحة كورونا الأولى مع بعض التحفظات كون الأمر يصب في مصلحة صحة المواطن في المقام الأول رغم تأثر أصحاب الصالات كغيرهم ممن طالتهم الجائحة في مصدر رزقهم، وعندها رضخت الأسر للأمر وأكمل بعضها زيجته كيفما اتفق. ثم وحال الإعلان عن رفع الحظر والقيود وإعادة الحياة لطبيعتها تداعى الكثير لحجز الصالات بعد ضربه موعد ليلة زفافه على ضوئها. هذا قبيل أن تعود السلطات مجددا لإصدار قرار إغلاقها مع بدء جائحة كورونا الثانية رغم أنه لم يكن هناك حظر هذه المرة لا كلي ولا جزئي، وعندما حاول المحتفلون بمناسباتهم الاستعانة بالمزارع كونها الأكثر براحا وتهوية ويمكنها استيعاب ضيوفهم لاحقتهم السلطات وحرمتهم كذلك من هذه الوسيلة، وهي ربما لا تعلم أو تعلم أن الكثيرين لا تسمح منازلهم محدودة المساحة بهكذا مناسبات ولا حتى شوارعهم في ظل التمدد العمراني والا فما الذي يجبرهم على دفع مبالغ طائلة للصالات.
    كنا سنتقبل الأمر حال انطبق القرار على كل الأماكن التي تستوجب تجمعا لكن ما بدى لا يشى بذلك فإن كانت الجامعات أو جلها باشرت الدراسة، والطلاب كذلك في طريقهم لمدارسهم، وان كانت المباريات مقامة، وبيوت العزاء تضج بالمعزين، بل هنالك مناسبات زواج تقام في الأحياء بكامل طقوسها وضيوفها إذن لم تتمسك السلطات فقط بإغلاق صالات الأفراح مخلفة حيرة ووجوم على الأسر؟ وقد رصدنا منهم من يشتكي مر الشكوى كون زيجاتهم ترتبط ومتعلقة بأمور عدة يصعب تعديل موعدها.
    هل يعلم السيد الوالي كم شخص يمكن أن يتضرر من تمديد إغلاق الصالات؟ دعك أيها الوالي من أصحابها وانظر فقط لعدد العاملين وبينهم طلاب جامعات يسعون لتوفير مصروفهم، وكذا العاملات اللاتي يعتمدن على ما يجنين في فتح بيوتهن، والعمال والمصورين وهم أن كنت لا تعلم حوالي ال(25) الف عامل وعاملة بحسب تقصينا ورصدنا. طبعا هذا الي جانب الخسارة الفادحة لأصحاب الصالات، ترى هل ستتكفل الحكومة بتعويضهم؟ .
    أمس الأول سيدي الوالي افتتح معرض الخرطوم الدولي بمباركة ومشاركة الحكومة نفسها وليس هنالك تجمع أكثر منه ستشهد به قادم الأيام وربما تمتد عقيرة الفنانيين محيية لياليه. وغير ذلك الكثير.. وان ظللت مستمسكا بقرارك رغم أن الصالات أكثر أمان صحي من زحمة البيوت والأحياء فلا توصيف لنا أو اعتقاد بأن ربما الأمر شخصي والا فاورد لنا أسباب منطقية طالما أن الحياة تسير بصورة طبيعية في شتى مناحيها.