X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. قرار فتح المدارس المختل !

القاصي والداني بعلم بأن تعثر العام الدراسي في كافة المستويات السبب الأساسي فيه الازمات المتلاحقة وعدم وضوح الرؤية للحكومة الانتقالية ، وما جائحة “كورونا” إلا زريعة للهروب من المأزق ، والمخرج اصلا لا يحتاج كل هذه اللفة الطويلة التي زادت ” الطين بله لأن ” ، الجميع متفقين بأن تركة النظام البائد ثقيلة ولا يمكن تجاوزها بين يوم وليلة لكن من الخطل محاولة التخلص من هذه التركة ب ” ضربة لازب ” وهذا هو الخطأ الأساسي الذي وقع فيه القائمين على أمر التعليم في البلاد ، مثلا تغيير المناهج يمكن يتم في هدوء وتدريجيا وكذلك تغيير الدوائر التي كانت تسيطر على العملية التعليمية في البلاد ، يمكن تفكيكهم عبر تقديم البديل الناجع وعبر قنوات مدروسة لا تحدث ضجيجا ، مثلا اختلفت وزارة التربية ولاية الخرطوم معركة مع قطاع التعليم الخاص دون أن تملك اسلحتها ولا يمكن أن تحارب من انت تحت رحمته ، أيضا الصراع في نقابات التعليم هذه مسألة لا تتم بفعل ثوري ، ضف الى ذلك الازمات المتلاحقة التي يعاني منها الشعب بسبب الازمة الاقتصادية ، لذلك الضربة التي وجهت للتعليم لا يمكن تجعله يستجمع قواه في القريب العاجل أو المتوسط ، وخاصة حتى الآن لم تكن هنالك بداية صحيحة حتى توصل لنهاية صحيحة ، كل فعل يتعلق بهذا الجانب يعتمد على الارتجال غير المدرس أو أنه تخبط مقصود لذاته .
مثلا قرار فتح المدارس الذي اعلن عنه امس الأربعاء والذي سيكون في الاول من فبراير أي الاثنين القادم ، هذا القرار أتى بعد أن يئس الجميع وتهيئوا لتجميد العام الدراسي ، عسى ولعل تجود قريحة القائمين على الامر برؤية ولو أتت متأخرة تجعل العملية التعليمية اكثر استقرارا وأمانا ، ليس مجرد إعلان فتح المدارس والسلام ، نعم هنالك قطاعات كثيرة تأثرت ونتج عنها فاقد تربوي كبير ، وهنالك أسر كثيرة تضررت حيث بعض المدارس الخاصة حولها اصحابها لمخازن وبعض اصحاب المدارس فقدوا كل مدخراتهم ليوفوا بحقوق دفع الإيجارات ، وقد يكون البعض زج به في السجون ، كل هؤلاء قد لا يكونون يشغلون بال المخططون للعملية التعليمة ، لكن بالتأكيد ضحايا مثل هذه المدارس من التلاميذ مسؤوليتهم المباشرة وبالتأكيد ليس هنالك مواعين تستوعبهم في المؤسسات الحكومية ، قرار الامس بفتح المدارس جاء مختل فعليا والذين اتخذوه فصلوه على فئة معينة ذات حظوة ويمكنها التكييف مع أي وضع ، خاصة في الجزئية التي تتعلق بتقسيم اليوم الدراسي الى دوامين ، هذه العملية المعقدة احرف ” نجار ما يطلع منها قالب ” تعليمي وإلا يكون متخذوا هذا القرار رفعوا شعار ” ما لم يدرك كله لا يترك جله ” وبالتالي التضحية بشريحة كبيرة من الطلاب ، وقد تقود بعض المدارس لإغلاق أبوابها نهائيا ، والسبب في ذلك واضح هنالك اصلا نقص في المعلمين وحتى لو وجدوا بنظام الدوامين مطلوب من المعلم يتواجد طوال اليوم في المدرسة وأي معلم مادة أما ينقسم لاثنين أو الحل الامثل إكتمال فريق المعلمين بحيث يحدث تبديل مراكز مثلا قسم الفصل على اثنين الحصة الأولى هنا عربي وهنالك رياضيات والعكس في الحصة الثانية .. طيب اين البيئة الملائمة للمعلم الذي تجعله يقوم بدوره طوال اليوم ؟ وحتى الطلاب انفسهم تجد اسرة لديها ثلاثة او اربعة تلاميذ جزء في الحلقة الأولى والجزء الآخر في الحلقة الثانية حيث تحتاج لترحيل على مرحلتين وزيادة المصروف المدرسي ويزداد عليها عبء رعاية لأنه كان اذا ذهبوا جماعيا الكبار يرعون الصغار ولكن كيف يكون الحال بعد فصلهم لدوامين ، قد يكون النموذج ناجح في نطاق ضيق جدا لكن الشريحة الاكبر كان الله في عونها ، وايضا رغم تأخر العام الدراسي لم تضع تدابير لتنفيذ هذه العملية المعقدة المهم قرار اتخذ والسلام .