X
    Categories: اعمدة

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. مصطفى سيد احمد الفنان الإنسان .. أين موقع ترباس؟!

مصطفى سيد احمد الفنان الإنسان صاحب الفكر والبراح الإنساني والنغم الشجي والسلوك الرزين والكلمة الموزونة والإحساس بهموم الناس والوطن يغني لشعبه ويشاركهم احلامهم وامانيهم صاحب مشروع إنساني عظيم لشعب يحبه ولبلد يعشق ترابها حتى النخاع ولا انسى قصته المشهورة في مطار الدوحة حيث طلب من احد اصدقائه القادمين من السودان ان ياخد تراب ويحضرها له ولكن في مطار الدوحة شك الضابط في الأمر وفتح كيس التراب وحجز القادم وحاول صديق مصطفى شرح الأمر دون جدوى وأخيرا طلب الضابط ان يحضر مصطفى الى المطار حتى يتحقق من الموضوع وعندما حضر الى المطار اخذ مصطفى يشم التراب ويبكي فعرف الضابط القطري القصة وبكى معه واندهش لأبعد الحدود من عشق مصطفى لبلده وتراب بلده .. وكل ما يحكي الضابط القطري القصة يبكي تأثرا وحبا لهذا الإنسان النبيل !!! فبالله عليك اليس الفرق شاسع بين من يبكي عشقا لتراب الوطن وهو محروم منها وبين من يبكي على الملأ كُرها لهذا الوطن وهو يمشي على ترابه ويعلن الهجرة وهو الذي تغنى على مدار اعوام الرخاء (ماتهتموا للأيام ظروف بتعدي) وعندما ظهرت الظروف انفجر باكياََ ونسى ما كان يردده ويدعو له من صبر وثبات .. لقد اتعبت اهل الفن من بعدك يا مصطفى ..
واذكر عندما كنت بالقاهرة وكان هو مستقرا فى القاهرة آنذاك وكنت اواصله بالزيارة فوقفت على مدى سودانيته حيث لا تكليف ونموذج للرجل السودانى فى بيته من كل النواحى .. لم تؤثر عليه عالم النجومية .. فى ذات مرة اتصل على شخص وعرفنى بنفسه بأنه هو رئيس رابطة الطلاب السودانيين المعاقين بالإسكندرية وطلب منى أن أخبر الفنان
مصطفى بحكم علاقتى به بحوجتهم لحفل خيرى يذهب كامل دخله لهم لأنهم فى حاجة إليه .. وقد ترددت فى بادئ الأمر لانى اعرف أنه يمر بظروف مالية وهو أحوج لذلك وعلى أقل تقدير لكي يغطي مصروفات العلاج .. ولكن رغم ذلك كان العشم كبير في إنسانيته فإتصلت عليه وأخبرته ووافق على الفور وأحيا لهم الحفل وذهب الدخل لهم ليكون دعماََ وسند .. فبالله عليك أليست هذه إنسانية تفوق الوصف !!! اين انت ايها الباكي من المساهمات والأعمال الخيرية رغم طول مشوارك الفني؟!!
وكذلك أيضا فى ذات مرة رتبنا لحفل وهو جلسة استماع وأخبرته ووافق وكانت فيه نُخبة من المفكرين على رأسهم د.حيدر ابراهيم..ود.صلاح الزين وآخرين وعندما جاء الموعد ذهبت له فوجدته فى حالة مرضية شديدة وكانت صدمة لى لان القاعة امتلأت وهم فى انتظارنا .. فقلت له الناس منتظرين ممكن تذهب وتعتذر لكن لا يمكن أن أرجع من غيرك.. فتحامل على نفسه ولبى رغبة الناس وغنى وشارك بمداخلة سرد فيها الراهن السياسي في تلك الفترة بعمق أذهلت المفكرين لأنه رجل ذو ثقافة عالية ووعي فكري متقدم ..
وهذا قليل من كثير من بحر إنسانيته التي ليس لها ساحل ..
اين انت ياترباس من هذه النُدرة الباذخة في عشق الوطن حيث أن مصطفى سيد احمد نموذج ؟!

* هذه ليست مقارنة لأن وجه المقارنة معدوم اصلاََ
هي تأكيد لعظمة الراحل المقيم الفنان الإنسان مصطفى سيد احمد وهكذا هو الفنان عندما يكون إنسان وصاحب قضية ويحمل هموم وآلام شعبه ويشاركهم المحن بفيض من الإنسانية والوطنية ويعشق تراب بلده حد الدهشة .. هنا نستلهم قيمة هذا الصرح الوطني الشامخ عندما نتأذى من الآخرين