X
    Categories: اعمدة

هديل حبيب .. تكتب .. ” أخــر القـــول ” متى نتنفس الصعداء ما عُدنا نحتمل ؟!

لا أريد القول حرفياً أن عام 2021 جاء علينا ( بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق ) ليست من عاداتي التشاؤم لذا أفضل القول أنه جاء عكس ما نتمنى تماماً ونتوقع ، كُنا نطمح بعام جديد يأتي حاملاً في طياته البشريات والمسرات به من الرخاء والوفرة ما يسعدنا ويفرج همومنا ، تمنيناه عاماً يعلن في
بداياته نهاية لأزماتنا المتعاقبة !
ولكن للأسف فوجئنا بزيادة مهولة في كل شيء الأسعار تتضاعف على كل رأس ساعة كأنها في سباق كل منها يريد أن يثبت أنه الأعلى سعراً في السوق ، حتى شركات الإتصالات زادت فاتورتها وكذلك الكُهرباء والمياة سلكت الدرب نفسه مما إنعكس سلباً على المواطن فكل الأماكن والمحال التجارية التي تستخدم الكُهرباء للحفظ والتخزين زادت أسعار منتجاتها وبضاعتها معللين ذلك لزيادة الفواتير ، وليت الزيادة جاءت بالنفع فهنالك قطوعات مستمرة بشكل يومي في كليهما ( رضينا بـ الهم والهم ما راضي بينا ) أصبح مرضى غسيل الكُلى يقفون صفوف بسبب قطوعات الكُهرباء مجرد تخيلك للمنظر تصاب بالحزن والإحباط والقشعريرة ، شاهدت أحدهم في مقطع فيديو متداول بمواقع التواصل الإجتماعي يبكي ألماً وحسرة على حاله والوطن ، وعندما يبكي الرجال تالله تزهد الدنيا بما فيها …
قد يكون المواطن اعتاد على تلقي مثل هكذا صدمات ولكن هذه المرة ربما أكثر قسوة أصبحت الحياة عبء ثقيل عليه فالمصائب تلاحقه من كل حدب وصوب أينما ذهب ولم يجد من يشاركه الأحزان ويربت على أكتافه طُمأنينة أو ينظر في أمرة بعين الإعتبار !
اليوم في بلادي يمُر كما اليوم السابق بأزماته المتكررة وبصفوفه الممتدة على مدِ البصر حيث لا جديد جدير بالذكر سوى التاريخ الذي يطل ليجدنا كما نحن ما زلنا في دائرة مغلقة أشبه بالمتاهه لا نعلم متى سنخرج منها وكم تبقى من الزمن لنعبر ؟؟؟!!!
فقد ساءت الأحوال المعيشية وتدهور التعليم والصِـحة فبتالي إنهارت صِحة المواطن نفسياً وجسدياً و ذهنياً و (كلشياً) هذا واضحاً في ملامحه التي صارت باهته بائسه يعتريها الحزن إلى أن شاخت قبل أوانها وبات { العشريني } تحسبه { أربعيني } فالوضع الراهن سرق رونق الأعمار وبهجتها وبريقها وجعل منهم أجساد تتحرك بلا روح ..
تذكرت حديث إحدى المواطنات الكادحات قالت في معنى حديثها أن ما تمر به البلاد من معاناة شغل الناس حتى عن العبادات فأصبحت الصلوات تفوتهم بسبب وقوفهم لساعات طوال في الصفوف]
أعتقد لا يوجد أسوأ من هكذا حال ، ويبدو أننا سنكون في أمس الحاجه لأطباء العظام في الفترة القادمة لأننا سنشهد الكثير من الناس يعانون أعراض مماثلة الآم في ( الظهر والأقدام ) بسبب كثرة الوقوف بالصفوف ..
الجدير بالذكر أن في وقت ما كان الناس يضعون الطعام في السفرة أولاً ومن ثَمّ يقومون بشراء الخبز ثانياً ويعودون في الحال حاملين الكثير منه ليجدوا الطعام ما زال محتفظ بحرارته هذا يعني أن الأمر يتم بسهولة ويسر عكس اليوم الذي قطعة الخبز فيه تسمى بـ ( حلاوة عيش ) هذا في ظل ندرته ومحدوديته وصعوبة الحصول عليه وبين إحتمالين ربما تجده و ربما تعود لأسرتك وأطفالك بخفي حنين وخيبة أمل …
كذلك الوقود متوفراً في أي وقت فإذا مر صاحب مركبة << بمحطة بنزين >> يقف بركابه يملأ التنك فلا أحد من الركاب يتضجر و ينزعج من تصرفه لأن الأمر بسيطاً ولم يكن معقداً إطلاقاً حيث دون صفوف و زحام و إنتظار ، فما بين وفرة الأمس وشح وندرة اليوم أصبح المواطن يقوده الحنين إلى الماضي وكثيراً ما يردد متحسراً تلك الجملة ( يا حليل زمان ) على ما يبدو أننا الشعب الوحيد الذي كان ماضيه أفضل من حاضرة !!
* ثم ماذا عن تلك الأمنيات والأحلام الوردية خاصتنا ؟؟!!!
على ما يبدو أنها ضاعت وسط هذا الضجيج في زمن أغبر ويابس لا يكترث لحياتنا فقد إستنزف طاقتنا بالركض خلف الصفوف الممتدة إلى ما لا نهاية لذا تناسينا تلك الأحلام رغماً عنا وتماشينا مع التيار الذي لم نعرف تجاهاته ، باتت طموحاتنا متشابهه أقصاها توفير إحتياجات بسيطة في الأصل حقوق إنسانية وأساسية تتوفر وتمنح للجميع في أي مكان وزمان ناهيك عن الرفاهية التي تعتبر بعيدة المنال في هذا الوضع الراهن الذي فيه الفرد يسعى للحصول على (( قفة مُلاح )) كاملة الدسم ، إذن متى نتنفس الصعداء ؟؟! ما عُدنا نحتمل !
ثمة الكثيرين يعتقدون أن الحل كامن في ( السمبك ) لا مناص سواه رُغم إدراكهم مدى حجم الخطر الذي يعترض حياتهم فنسبة النجاة ضئيلة جداً إذا غرقت ستقضي عليك أسماك القرش وإذا وصلت ستجد في إنتظارك رجال الشرطة أو مافيا تجارة البشر وهنا إن كان لك حظاً سعيداً وعمر سيعثر عليك رجال الشرطة لذا السمبك مغامرة يصعب النجاة منها لا يلجأ إليه إلا من أرهقته تفاصيل الحياة وذاق مرارتها وفعلت به ما فعلت ، أعتقد أن هـٰؤلاء حسب فلسفتهم أن {{ محاولة فاشله أفضل من حياة بِلا حياة }}
#أخــر_قـــولي :
الحال البائس الوضع الباهت المُميت ، المجهول الذي بلا لون والظلام المكاني والفكري ، الغموض الذي يقتحم الأشياء فيزيدها تعقيداً وتارةً رعباً ، وإني أخشى على أحلامنا من الضياع وسط هذا الكم الهائل من الضباب أخشى أن يأتي علينا زمان نتحدث فيه بصيغة {{ كان }} كان يا مكان في قديم الزمان كانت لنا رؤى وأحلام ولكن؟؟؟؟!!
ولكن كان للواقع قصة أخرى لا تبالي بما نتمنى….!!