X

“الجريدة” هذا الصباح… مكتب حمدوك هل عصفت به الخلافات وتقاطع المهام ؟

مكتب حمدوك..
هل كان عقبة في طريق العبور والانتصار؟

تقرير . الجريدة / صباح محمد الحسن

لم يكن احد يتوقع ان الطاقم الذي اختاره حمدوك لمكتبه بعناية والذي كان يتقاضى مبالغ كبيرة سيكون يوما ما واحدا من اسباب الاخفاق الذي صاحب اداء الحكومة التنفيذية، وان تطوله الانتقادات اللاذعة والاتهامات المتكرره التي وصفته بانه سبب كل الفشل الذي حدث في الفترة الماضية من عمر الحكومة ا، وان المكتب لم يختصر فشله في اداء المهام الموكلة اليه، بل ظل صامتا وضعيفا امام الهجمات المتكررة من الحملة المنظمة التي شنتها الثورة المضادة على رئيس الوزراء حيث ان المكتب لم ينجح في مجابهة هذه الحملة، فضعفه وعجزه عن قيام واجبه ساهم في اتساع رقعة الاتهامات المتتالية التي لاحقت رئيس مجلس الوزراء، واصبح الحكم بالفشل عليه هو الصوت الأعلى، كما ان اعضاء المكتب، لم يفلحوا في تقديم رئيس الحكومة بصورة جيدة، بل تولت جهات اخرى تقديم حمدوك بصورة سالبة، وظلت تعزف على وتر الفشل مرارا وتكرارا، دون ان يقوم المكتب بدور موازي لعكس الايجابيات والانجازات التي حققها رئيس مجلس الوزراء لاسيما على الصعيد الخارجي، ونال الشيخ خضر كبير مستشاري رئيس الوزراء نصيب الاكبر من الانتقاد والاتهامات التي تتحدث عن تاثيره الكبير وسيطرته على شخصية حمدوك وتدخله في صناعة القرار، كما ان مسؤولة الاتصال الخارجي اتهمت بالهيمنة والسيطرة على زمام الامور وافتعال المشاكل بين طاقم المكتب والتدخل في عمل الاخرين هذه الاتهامات التي طالت اعضاء المكتب عبث كثيرا بصورة رئيس مجلس الوزراء وساهمت في انحسار شعبيته

الشيخ خضر كبير مستشاري رئيس الوزراء نصيب الاكبر من الانتقاد والاتهامات

ازاح وزير الطاقة والنفط المستقيل، عادل علي إبراهيم، الستار عما يدور في اروقة هذا المكتب الكبير عندما اتهم كبير مستشاري رئيس الوزراء، الشيخ الخضر، بالعمل على تخريب اقتصاد البلاد، وحمله مسؤولية ارتفاع أسعار السلع، قبل أن يحث عبد الله حمدوك على إقالته وقال إبراهيم، في بيان مُوجه للشعب السوداني،إن كبير مستشاري رئيس الوزراء يتدخل في العمل التنفيذي بطريقة مخلة ومضرة بقيم الشفافية والديمقراطية،وأشار إلى أن الشيخ الخضر يعمل على خراب المؤسسية وإبعاد روح القانون، بالاستيلاء والهيمنة على مركز اتخاذ القرار ليفعل الإقصاء والمحسوبية، مفيدًا بأن ذلك ظهر في تعيينات وكلاء الوزارات ووظائف قيادية في الحكومة، والتوصية بفصل أو ترقية موظفين في مؤسسات الدولة وأفاد إبراهيم بأن الخضر نزع سُلطة التعاقد والشراء للمواد البترولية من وزارة الطاقة وحولها إلى وزارة المالية بقرار من وزيرها آنذاك إبراهيم البدوي في 10 مارس 2020، لتُسلم إلى مدير السلع الاستراتيجية بوزارة المالية ولم تتوقف الاتهامات عند عادل ابراهيم واستمرت بعد استقالة عدد من الوزراء وكشف ايضا ابراهيم البدوي وزير المالية السابق انه تعرض لمؤامرة من قبل الذين يحيطون برئيس مجلس الوزراء وفل في بيانه للناس ان هناك امور كثيرة خاطئة ساهمت في إبعاده عن وزارة المالية.

بقرار من البدوي انتقادات تجمع المهنيين
وظلت تتواصل الانتقادات لمكتب رئيس مجلس الوزراء الذي لم يستطع ان يثبت عكسها ولو ليوم واحد، ولعل أشهر هذه الاتهامات التي لحقت المكتب بصورة واضحة وجلية، عندما شن القيادي بتجمع المهنيين إسماعيل التاج، هجوما لاذعا على مكتب حمدوك عندما رهن التاج نجاح الحكومة الانتقالية بتحجيم مكتب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، وتحديد صلاحيات واضحة ومُحدّدة لمستشاريه دون التدخل في عمل الجهاز التنفيذي،وقال صراحة أن مكتب حمدوك هو أُس المشاكل، وهذه الحكومة لن تنجح ما لم يتم وضع إجراءات لمكتب حمدوك ودوره وأضاف: لا يُمكن لمُستشارين حول حمدوك أن يتحدثوا وينفِّذوا قرارات من صميم عمل الوزراء والجهاز التنفيذي، هذا غير مقبول وغير مسبوق في تاريخ حكم السودان، ودعا التاج، حمدوك لكسر ما أسماها بالعزلة المَفروضة عليه من قِبل مكتبه، وقال: ( لا نُريد وزراءً يغلقون الأبواب على مكاتبهم، ولا نُريد لرئيس الوزراء أن يغلق بابه أمام الشعب السوداني، وأن يكسر العزلة التي فُرضت عليه)، ونوه التاج إلى أنّ الحكومة حال عدم مُخاطبتها لمشاكل المواطن من قضايا اقتصادية وأمنية وخدمية لن يُكتب لها النجاح وسوف تُواجه بمعارضةٍ قاسيةٍ من الشارع.

اعفاء المكتب دليل فشل
وقالت بعض المصادر ل(الجريدة) إن عدم رضاء الدكتور حمدوك عن مكتبه بدأ عند عودته من اثيوبيا، وقابلته حملة شعواء تصدرتها شائعة قوية تتحدث عن طرده من اثيوبيا، وان المكتب ومستشاري حمدوك لم ينجحوا في السيطرة على هذه الشائعة وكشفت هذه الشائعة تفوق الثورة المضادة على مكتب حمدوك كما كانت تهزمه دائما فالمكتب تسبب في انحسار شعبية حمدوك التي حظي بها عندما تقلد منصب الوزراء، الا ان الحملات والتخطيط المقصود من قبل معارضيه ظل يضعه على مقعد الفشل ومنذ ذلك اليوم تقول المصادر ان جدار الثقة بين حمدوك ومكتبه أصبحت تتلاشى الا ان مصدر آخر من داخل مجلس الوزراء تحدث ل الجريدة فضل حجب اسمه قائلا : اولا لابد ان نؤكد ان شخصية رئيس مجلس الوزراء شخصية غير خلافية ابدا الا ان إعفاء المكتب المكتب يؤكد ان هناك مشكلة حقيقية داخله والتي تنقسم الي قسمين الاول هو ضعف الاداء لطاقم المكتب والذي واجه انتقادات متكرره وفشل طاقم المكتب تماما في اداء مهمته وعجزوا ان يقدموا رئيس مجلس الوزراء بصورة جيدة، والسبب الثاني هو الخلافات المتكررة بين اعضاء المكتب وانه لايوجد ( هارموني ) بينها وذلك يعود لوجود التقاطعات في المهام والوصف الوظيفي وروية تنفيذ المهام، وان مسؤولة الاتصال الخارجي داليا الروبي متهمة بأنها تتغول على الاخرين وتتدخل في عملهم بصورة مزعجة وتحاول الهيمنة والسيطرة على العمل وان اغلب الخلافات بين طاقم المكتب تكون بسببها الأمر الذي جعل الخلافات بينها وبين الآخرين تؤثر بشكل كبير على الاداء، لكن المصدر لم يستبعد ان تداخل المهام وتشابه الأدوار هو ايضا احد الاسباب التي تجعل الخلاف ممكنا بين أعضاء المكتب فمهام السكرتير الصحفي والمستشار الإعلامي ومسؤول الاتصال الخارجي تتشابه إلى حد كبير.

 

 

 

 

 

 

الشيخ خضر هل يشفع له اقناع حمدوك بالمنصب
الاتهامات التي طاردت كبير مستشاري رئيس الوزراء الشيخ خضر إلا أنه ظل دائما يوضح للرأي العام طبيعة العلاقة بينه وبين رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك تلك العلاقة طويلة المدى التي بنتها أواصر صلات وعلائق متينة منذ دراسة الجامعة وأن اشهر الاتهامات هي ( حكاية شلة المزرعة ) وبالرغم من الصداقة التي تجمع بين الشيخ و حمدوك وان الرجلين ( اولاد دفعة ) وأصدقاء تقاسما الحلو والمر وجمعت بينها انتماءات سياسية سابقة وان العلاقة ومنذ الجامعة وحتى تاريخ تنصيب حمدوك رئيسا لمجلس الوزراء ظلت متواصلة ولم تنقطع الا ان هذا لم يشفع للشيخ خضر ولم تقبل الاصوات الناقدة اقحام العلاقات الشخصية في العمل لان الصداقة غالبا ماتفسد القرارت. والشيخ في اكثر من حديث وحوار صحفي اكد انه كان السبب المباشر الوسيط بحكم علاقته بحمدوك التي امتدت لأكثر من أربعين سنة، وأكد أن حمدوك رفض التكليف بمنصب رئيس الوزراء في أول الأمر ولكن بمساعدة آخرين استطعنا إقناعه وأوضح انه تم اختياره بعد مضي شهرين من أداء القسم وتشكيل الحكومة لظهور حاجة لشخص لديه خبرة تنفيذية، ووافق حمدوك لأنه أقرب الناس إليه وكشف خضر أنه استقال من العمل في 1992م بعد أن خرج من المعتقل ووجد هيمنة الإسلاميين، وذكر أنه تم وضعه في بيت الأشباح الأول ومنعته والإنقاذ من الدراسة في أمريكا. وأكد وجود استهداف وصفه بالمتنامي، وأضاف بأن الحملات لا تريده في شخصه وإنما تستهدف رئيس الوزراء والفترة الانتقالية، واتهم مجموعات النظام القديم الذين أسقطتهم الثورة، وأصحاب الحظوة والمصالح التي تعطلت بالوقوف وراء الحملات ونفى ما يتردد عن سيطرته على الوزراء وفرض رأيه على رئيس الوزراء، وقال إن الرسالة التي يريدونها أن تصل للشارع أن الوزراء ضعاف ويمكن السيطرة عليهم ورئيس الوزراء ضعيف وبهذه الطريقة يتم ضرب الفترة الانتقالية وهذا كلام غير صحيح بكل تأكيد، وأكد أنه يعمل بحسب توجيهات رئيس الوزراء، وأن مكتب رئيس الوزراء.

 

 

 

 

.

حضرة ووزير الإعلام السابق.. ثقة حمدوك
وبعد قرار إعفاء جميع أعضاء مكتبه أصدر رئيس الوزراء د عبد الله حمدوك واستناداً على أحكام الوثيقة الدستورية، قراراً بتعيين رانيا محمد عثمان حضرة نائبة مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ووجه القرار كل من وزارات شؤون مجلس الوزراء والمالية والتخطيط الاقتصادي والعمل والإصلاح الإداري والجهات المعنية الأخرى اتخاذ إجراءات تنفيذ القرار كما ان المتابعات اكدت ان وزير الثقافة والإعلام السابق الاستاذ فيصل محمد صالح سيكون واحدا من مستشاري حمدوك لاسيما ان صالح يحظى بثقة كبيرة من قبل رئيس مجلس الوزراء الذي يدرك ان فيصل يتمتع بامكانيات وقدرة عالية وخبرات اعلامية جيدة و يمكن ان يضيف الكثير في عملية تقديم رئيس مجلس الوزراء بطريقة مختلفة.

 

 

 

 

..

إعادة تشكيل
عقب إعلان حكومة حمدوك الجديدة في فترة ثانية، وبعد اعفاء اغلب الوزراء اعفى رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك جميع مستشاريه وطاقم مكتبه ومديري الوحدات، عقب تقدمهم باستقالاتهم يأتي ذلك وفق مقترح دفع به كبير مستشاري رئيس الوزراء، الشيخ الخضر، في الاجتماع الذي عقده حمدوك مع مستشاريه وطاقم مكتبه على أن يسلم أفراد الطاقم العهد والملفات التي بطرفهم خلال أسبوع واحد إلى رئيس الوزراء.. وأبقى حمدوك على بعض العاملين لتسيير مهام المكتب، إلى حين إعادة تشكيل طاقم المكتب الجديد، ومن المرجح أن يبقي حمدوك على بعض الموظفين القدامى في الطاقم الجديد. وقالت مصادر، إن الفترة الماضية شهدت تباينا في الآراء بين عدد من العاملين بمكتب حمدوك، حول كيفية تسيير العمل في بعض الملفات، وإلى من تتبع صلاحية تنفيذها، الشيء الذي أدى إلى حدوث تقاطعات ومشادات بين العاملين في المكتب، وصلت درجة التنازع على تقديم المؤتمرات الصحفية لرئيس الوزراء، بما فيها المؤتمر الأخير المتعلق بإعلان الحكومة، مما أدى لإسناد تقديمه لوكيل وزارة الإعلام الرشيد سعيد.. وصدر بيان مقتضب من مكتب حمدوك جاء فيه: “تماشياً مع التشكيل الوزاري الجديد، وإيفاءً باستحقاقات المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا، قرر دولة رئيس الوزراء الشروع في إعادة تشكيل مكتبه