X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. نتيجة القبول للجامعات وفضيحة وزارة التربية !

 

 

 

لعلكم تذكرون جيدا المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير التربية والتعليم حكومة الفترة الانتقالية بروفسور محمد الامين التوم ، يوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١٩م ، الذي من خلاله شكك في نتيجة الشهادة السودانية ، وقال تحديدا ” نتائج الشهادة السودانية في عهد الرئيس البشير المعزول خداع كان يتعرض له الشعب السوداني ، وقال نتائج الشهادة السودانية كانت تطبخ بليل كالانقلابات ، وأن النسب التي يتحصل عليها المائة الأوائل خداع ، في الأثناء تعهد بتغيير ذلك وإصدار نتائج العام المقبل كما هي ومن دون أي معالجة ، وقال ليعرف الناس اين كنا والى أين نريد أن نذهب . وشدد على رفض الغش وقال ذلك لن يساهم في إعادة بناء بلد دمر تدميرا ممنهجا ” . حديثه هذا اثار ردود فعل عنيفة ولوح على إثره مدير عام الامتحانات بالوزارة مختار محمد مختار بإستقالته ، وقال مختار بأن الذي يعنيه الوزير هو نظام المعايرة وهذا النظام معمول به في جميع أنحاء العالم والهدف منه إزالة الشوائب في نتيجة الشهادة السودانية ، وقال مختار بأن الشهادة السودانية ما زالت بخير بدليل أن كثير من الطلاب الاجانب يسعون لنيلها .

وأنتظر الشعب السوداني النتيجة التي وعد بها بروف محمد الامين التوم التي وعد بأن تأت مبرأة من كل عيب ، ألا وهي نتيجة العام ٢٠٢٠_ ٢٠٢١م .. وكان عام دراسي حافل بالعثرات جائحة كورونا والضائقة المعيشية وعدم الاستقرار الاداري وغير ذلك ..
وبعد جهدا جهيد أعلنت نتيجة الشهادة السودانية حيث حفلت بملاحظتين هامتين أولهما نسبة الرسوب الكبيرة حيث بلغ عدد الطلبة والطالبات الراسبين “217” ألف ، والملاحظة الثانية العدد الكبير من الذين احرزوا ٩٠% وما فوق حيث هنالك تجد في مدرسة واحدة أكثر من مائة طالب وطالبة أحرزوا أكثر من ٩٠% .. بالتأكيد هنالك تبرير موجود للذين رسبوا كما ذكرنا آنفا عثرات العام الدراسي ، لكن لم نجد تفسيرا للنسب العالية بهذه الصورة التي لم يسبق لها مثيل . لكن ستعرفون ذلك من خلال الحقائق التي سنوردها خلال هذا المقال .

أمس الخميس تسمرنا في قاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إنتظار إعلان نتيجة القبول للجامعات السودانية ، وكان على المنصة السيدة الوزيرة بروفسور انتصار صغيرون ووكيل الوزارة دكتور سامي شريف ، حيث تكفلاء بالحديث الانشائي والاشادات بإدارة القبول والشبكات واللجان ، ثم لحق بهم مدير إدارة القبول وتقويم الشهادات الاستاذ علي الشيخ الذي كعادته لا يحب الاضواء فلذلك دلف مباشرة لاعلان النتيجة التي كشفت المستور ، و ” المستور” الذي نعنيه بالطبع متعلق بوزارة التربية والتعليم وليس وزارة التعليم العالي ، لكن في هذا المؤتمر الصحفي تجنبت الوزيرة اسئلة الصحفيين بطريقة ذكية حيث قالت الوزيرة نفتح الباب لو هنالك في اسئلة وعلى طول دخل مقدموا البرنامج لأخذ الإفادات من مدراء الجامعات الذين كانوا حضورا .. وضاعت فرصة التعرف على عيوب الشهادة السودانية لهذا العام والتي كانت صدمتها كبيرة أمس بصورة لا يتصورها عقل هل تصدقوا بأن عدد كبير وكبير جدا من الطلبة والطالبات الذي احرزوا أكثر من ٩٠% وما فوق وجدوا انفسهم خارج المنافسة ! بعد أن ذبحوا لهم الذبائح وانهالت عليهم الهدايا هل تصدقوا هنالك من أحرز أكثر من ٩٣% ووجد نفسه مثله ومثل الراسب واحد ، هل يعقل طالب يحرز أكثر من ٩٠% يفكر يعيد؟! .. حتما ستعرفون السبب… نتيجة القبول التي اعلن عنها امس اذا اخذنا نموذج جامعة الخرطوم كلية الطب ٩٥.٧% وأقل كلية طب في العاصمة الخرطوم ٩٣،٧% جامعة البطانة الطب ٩٤.١% جامعة الجزيرة الطب ٩٥.١% في العام السابق اعلى كلية كانت طب الخرطوم ٩٣.٧% بمعني العام الماضي اي طالب او طالبة أحرز ٩٠% وما فوق وجد مقعد يتناسب مع رغبته .. نواصل المقارنات وحسب معلوماتنا المؤكدة بأن العام الماضي الطلاب الذين احرزوا ٩٥% وما فوق علمي احياء فقط ٦٨ طالب وطالبة في هذا العام أكثر من ٥٠٠ طالب وطالبة علمي احياء فقط أحرزوا أكثر من ٩٥% فكم يكون العدد ، كسر من الواحد يفرق كثير ولا ننسى العدد المخطط جامعة الخرطوم كلية الطب هي الأعلى ٢٥٠ مقعد ، وهنالك كليات طب في جامعات أخرى لا تتجاوز المئة مقعد وبالتأكيد عدد كليات الطب في الجامعات الحكومية ستة فقط هي : الخرطوم. الاسلامية . السودان ، بحري ، النيلين والزعيم الأزهري.. اذن أين الكارثة ؟! الكارثة هي تحطيم جيل كامل في هذا العام بمعنى المئات اذا لم يكنوا الآلاف أحرزوا فوق ال ٩٠% ولم يجدوا مقعد حسب رغبتهم بل وحتى من غير رغبتهم لأنهم قدموا على حسب دليل العام الماضي وفي عشرة فرص الحد الأدنى للتقديم وحسبوا احدها مضمون وكانت المفاجأة وجدوا انفسهم خارج المنافسة ، نكرر السؤال فهل طالب أو طالبة أحرز أكثر من ٩٠% يعيد عام دراسي كامل ؟! وماذا يتوقع ان يحرز افضل من ذلك ، إنها كارثة حقيقية على هؤلاء الطلاب واسرهم .. تعالوا لنعرف السبب ..

قبل ما أقول لكم يا ريت تعيدوا قراءة مقدمة المقال عن حديث وزير التربية بروفسور محمد الامين التوم الغش وما ادراك ما الغش … الحقيقة وحسب مصادر مطلعة بأن وزارة التربية والتعليم تفاجأت بالنتيجة المخزية للشهادة السودانية هذا ولجأت دون تردد لنظام المعايرة ولكن للأسف طبقتها بالمقلوب .. أي نظام المعايرة يطبق سنويا لكنه يبدأ من تحت اي اصحاب الدرجات الدنيا حيث يرفع نسبة النجاح ولكن لا يؤثر في الدرجات العليا مثلا اذا كانت نسبتك ٤٠ او ٤٥% قد تصل ال ٥٠% وكلما صعدت لاعلى تقل نسبة الاضافة بمعني نسب التسعينات او ثمانين وما فوق لا تصلهم اي زيادة .. لكن في هذا العام نظام المعايرة طبق بالمقلوب فلذلك كانت نسبة ٩٠% وما فوق كبيرة جدا وكذلك نسبة الرسوب كبيرة جدا كما ذكرنا “217” ألف طالب وطالبة .. بالتأكيد هذه المعلومة اي معلومة تطبيق المعايرة بالمقلوب لم نتلقاها من مصدر رسمي .، لكن حجم الكارثة يتطلب تدخل جهات عليا على مستوى مجلس الوزراء وإجراء تحقيق شفاف لمعرفة السبب والأهم من ذلك تلافي هذه الكارثة التي ألمت بطلاب واسر كثيرة ، لا بد من معالجات سواء زيادة الاعداد المخططة لها للكليات أو أي حل وعلى أسوأ الفروض أن يسمح لهم بالمنافسة العام القادم لأي طالب او طالبة أحرز أكثر من ٩٠% دون ان يخوض امتحان الشهادة مجددا .. والأهم من ذلك يجب مواجهة بروفسور محمد الامين التوم بحديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ٢٥ نوفمبر ٢٠١٩م فأما أن يكون شجاعا ويعتذر .. وأما اأ يحدد لنا ” شماعة ” يعلق عليها ” الغش ” في الشهادة السودانية للعام ٢٠٢٠_ ٢٠٢١م و ” حنبنيهو ” بالصدق والشفافية ..