X
    Categories: اعمدة

حـيدر الـفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. شهيد الجامعة الاسلامية طعنة في قلب الوطن

فجعت البلاد صباح أمس الأحد بخبر اليم وذلك عندما استشهد الطالب عبدالعزيز الصادق محمد يوسف بكلية علوم المختبرات بجامعة امدرمان الإسلامية حيث وافته المنية بطعنة غادرة  فكانت طعنة في قلبه وفي قلب الجامعة وفي قلب الوطن .. وللحقيقة الإجرام أصبح يتكرر بإستمرار في غفلة من الأجهزة الأمنية والترهل الأمني الواضح الفاضح وصار التفلت الأمني في كل مكان والسيولة الأمنية يندى لها الجبين  والعصابات تتحرك بكل ارتياح وبثقة من غير خوف ولا توجس .. هنا لابد من ان ندق ناقوس الخطر وبقوة لأن الأمن هو الحياة وهو الإستقرار هو كل شئ والمجتمع من غير أمن وأمان يكون مجرد نموذج من حياة الغاب نموذج من الفوضى .. الطالب عبدالعزيز كانت له أحلام عريضة بكل تأكيد يحدوه الامل لغده المرسوم في مخيلته ومشاريعه المستقبلية وكم عاش أحلام اليقظة في لحظة عشم تداعب كل آماله وتطلعاته وهو يسعى بسعي حثيث لتحقيقها حيث انه كافح ونافح حتى اخذ مكانه في الجامعة يحدوه الأمل في تحقيق المرتجى وفارق اهله وأحبابه للدراسة في العاصمة فهى غربة ولابد من الإحتمال وكم أن اسرته عز عليها فراقه وغربته ولكن كان المنى أعظم بيوم زفافه خريحا فارسا منتصرا فكان احتمالهم هو العزاء لذلك اليوم المنشود .. كل تلك المشاهد الباذخة الجمال تناغم الشهيد عبدالعزيز وأسرته قد تكون بالصمت وقد تكون بالتصريح وقد تكون بين هذا وذاك وفي عز هذا الحشد في مخيلة الشهيد والأسرة المكلومة يأتي فاقد تربوي مجرم مجرد من الإنسانية يقتل كل هذه الأحلام الوردية والمستقبل المخملي المنتظر بطعنة نجلاء سالت على اثرها الدماء من قلب الشهيد فقط من أجل السرقة ومن أجل هاتف جوال !!! مسيرة الحياة رخيصة الى هذا الحد ؟! وتنتهي بهذا الألم وهذا العذاب الذي لاتنتهي تداعياته مهما كان مستوى العزاء وهذا الذي حدث لم يكن بليل بهيم تحت جنح الظلام بل في الصباح وفي الحرم الجامعي !!! أي مهزلة واي فجيعة واي تردي هذا الذي حل بالوطن المأزوم عاثر الحظ كسير الخاطر على مر الدهور والأزمان واي سوء هذا الذي وصل بكم الى هذا الضعف والإنفراط ايتها الأجهزة الأمنية كثيرة المسميات قليلة الحيلة متواضعة الوسيلة لبسط الأمن والأمان حتى أصبح المجرمين المبتدئين لايعيرونكم اهتمام وذهبت الهيبة والقوة وحل محلها الهوان والضعف .. لن تقوم لنا قائمة مادام في هذا البلد من يسومونه سوء العذاب بتقصيرهم في اداء الواجب او من يعملون بأجندة خفية تحقق مآرب اصحاب الغرض .. استغرب اشد الإستغراب لغياب ثقافة الإستقالة ؟؟!! اين انتم ياوزير الداخلية ويامدير الشرطة العام والولائي ؟؟!! أين بقية المسؤولين عن الأجهزة الأمنية من هذه السيولة الأمنية المتصاعدة والتي اصبحت ظاهرة ارعبت المجتمع في كل قطاعاته .. اين انتم ؟! إذا لم تستطيعوا اداء مهامكم ما فائدة وجودكم ؟!
شئ من حتى
كلما انفرط عقد الأمن الأجتماعي انفرطت معه حِزمة أخرى من قواعد تأسيس التنمية البشرية والإقتصادية التي نراهن عليها للبناء فالتنمية تعتمد على عنصر الأمن كقاعدة أساسية وتأتي عناصر البناء الأخرى مكملة إذا انه يستحيل البناء والاستثمار في مجتمع ينحدر بقوة نحو قاع الإنفراط الأمني .. انتبهوا ثم انتبهوا هذا الوضع إذا لم يتم علاجه بحسم سيكون سببا مباشرا واساسيا في ضياع مكتسبات الثورة التي كان ثمنها غاليا ومهرها مُكلفا الا وهو دماء الشهداء الأبطال