X

عبارة تُلهم شرطي لاستعادة”560″ ألف جنيه لصاحبها بأم روابة..

ام روابه . ترياق نيوز _ محمد أحمد الدويخ

 

 

كاد الإهمالُ أن يغتال فرحة الدّهابي / زكريا جمعة غباش وهو يودع حصاد جهده على مدى عامين إلا قليلا في (بُقجة) شوالات ، تركها على قارعة الطريق وهو يحجز مقعده في طريقه من أم روابة إلى الجنينة بولاية غرب دارفور دون أن يتأكد من وضعها داخل البص.

 

 

 

 

 

 

 

مع آدم دبالو..
نباهة شرطي :
يقول العريف شرطة/ آدم عبدالله المعروف ب(آدم دبالو) :
عندما كنت أنا وزميلي عريف شرطة/ عبدالمنعم سبيل نؤدي واجبنا المعتاد بالاشراف على العبور الخارجي بمدينة ام روابة(محطة المواصلات) على الشارع القومي (الخرطوم الابيض) علمنا أن أحد الركاب ترك متاعه بموقف بصات الفاشر وسافر الأمر الذي يتطلب كالعادة التعرف على العفش ومحتوياته بواسطة الكموسنجية بالمحطة بحضور شرطة النظام العام المتواجدة بالمحطة وكنت ممثلها مع زميلي سبيل..وبعد الفحص التام لمحتويات العفش وجدنا بداخله مبلغ مالي قدره (560) ألف جنيه فئة الخمسين جنيه و بالرجوع للأوراق وجدنا مفكرة بها عدد كبير من أرقام الهواتف ولكن لفت نظري أن أحد الأرقام كُتبت أمامه عبارة :

 

 

 

(الظروف ما معروفة..)
وكان أول هاتف نتصل عليه ، وكانت المفاجأة أنه صاحب العفش المفقود وهو لا يصدق ما يسمع خاصة أنه كان يفتكر أن ممتلكاته داخل البص باعتبار أنه أوصي الكمساري بذلك ..وبعد التأكد من حقيقة الأمر عاد زكريا راجعا من مدخل مدينة الابيض لاستلام حصاد جبينه الذي ظل يطارده تحت الجبال على مدى (18) شهرا أو يزيد..!

 

 

 

حصاد الضُراع والعرق اليخُر..
تبدو حكاية الدهابي/ زكريا جمعة آدم محمد غباش (26) سنة ، تبدو أشبه بالتراجيديا (المليئة بالمفارقات والمواقف المحزنة) ، يقول زكريا _الذي تعود جزوره الى منطقة التبلدية على بعد (20) كليو جنوب غرب مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور يقول :
قبل (18) شهرا تحركتُ من قريتي الصغيرة بغرب دارفور متجها إلى التعدين الأهلي بمنطقة باجون بكلوقي بولاية جنوب كردفان غير أن (حظي لم يضرب) على حد تعبيره الأمر الذي دفعه إلى العمل في جلب الحطب(حطابي) وصناعة الفحم خاصة انه ترك زوجته حامل مولودها البكر وكان لزاما عليه توفير مال يعينهم في هذه المرحلة غير انه تعرض لإصابة بالغة بالفأس على رجله عطلته عن العمل لمدة شهرين..فاتجه إلى العمل سائق كارو فتعرض إلى الإصابة بكسر ثلاثة من اصابع رجله نتيجة دهسه بالكارو..فظل عاطلا مرة اخرى..وزوجته على مشارف الولادة..الأمر الذي سخر له أحد معارفه العاملين بأحد المناجم .. يقول زكريا :

 

 

 

في آخر أسبوع قبل عودتي إلى اهلي طلبت من العم /حسب النبي علي العمل معه بالمنجم تقديرا الظروف اسرتي فوافق على الفور وكان نصيبي خلال يومين فقط ما يفوق الثمانين ألف جنيه ، حمدت الله على ذلك وقررت السفر فورا خاصة أن زوجتي انجبت بنتا وقررت تسميتها (قسمة) تزامنا مع هذا الحظ السعيد..
يواصل زكريا روايته:

 

 

 

 

 

 

عند وصولي إلى مدينة ام روابة مساء الثلاثاء 23 / 3 / 2021 م قررتُ المبيت بالقهاوى بالعبور الخارجي للمدينة حتى أتمكن من اللحاق ببصات دارفور السفرية القادمة من الخرطوم في الخامسة صباحا من صبيحة اليوم التالي كما هو معتاد ، وفي الصباح الباكر سلمت كومسنجي البص العفش على أن يضعه بالبص غير أنه لم يفعل وشخصي لا يدري بذلك حتى تلقيت هاتف مجهول يسألني عن إسمي وعنواني بما يشبه التحقيق والتحري ، تأكد بعدها أن جهد أكثر من عامين كاد يضيع في لحظات ورجعت ادراجي إلى ام روابة واستلمت ممتلكاتي كاملة والحمد لله ..
دونوا بيناتكم عند السفر :

 

 

 

 

 

يقول العريف شرطة آدم عبدالله :
من خلال عملي بموقف المواصلات على مدى سبع سنوات واجهتني العديد من الحالات المماثلة حيث يترك بعض المسافرين ممتلكاتهم بفعل التسرع والنسيان وتظل في حفظ العاملين والمشرفين على المحطة وناشد دبالو كافة المسافرين بتدوين بياناتهم هواتفهم عند السفر للرجوع إليها عند حدوث أي طارئ يتطلب ذلك بجانب هواتف اقربائهم للأهمية.
من جانبه قدم المواطن زكريا جمعة رسالة شكر وعرفان لمنسوبي شرطة ام روابة ممثلة في العريف شرطة آدم دبالو وزميله عريف شرطة عبدالمنعم سبيل والعاملين بعبور مدينة ام روابة من الكومسنجية على أمانتهم التي تستحق التكريم والاشادة.

 

 

 

 

 

 

 

إلى رئاسة الشرطة
منسوبيكم يستحقون التكريم :
نماذج مماثلة من المواقف الإنسانية الخالدة للقوات النظامية السودانية المختلفة من الشرطة والقوات المسلحة وأفراد المجتمع السوداني بالمهاجر خلدها التأريخ و شهد بها (الغريب) قبل (القريب) ودونها الاعلام بأحرف خالدة على وزارة الداخلية ممثلة في الوزير الهمام سعادة الفريق أول شرطة حقوقي عزالدين الشيخ علي منصور ومدير عام الشرطة الفريق خالد مهدي ابراهيم تكريم أبطالها باعتبارها من المواقف النادرة التي يستعرضها الاعلام مقارنة بما يحدث كل يوم من قواتنا النظامية ومنها ما حدث الأسبوع الماضي بسوق ام روابة الكبير عندما وجد خمسة من ضباط صف الوردية الليلية من شرطة ام رواية أن أحد أصحاب المتاجر تركه مفتوحا دون تأمين الابواب باغلاق الابواب فاتصلوا به منتصف الليل مستعينين بأرقام الهاتف بالمتجر وهو غير مصدق في بادرة تستحق التقدير ومن التأريخ الخالد المواقف المماثلة لقواتنا النظامية حادثة شرطي المرور الأبرز عبدالسميع (بريش) الذي أوقف موكب الرئيس نميري حينها ليفسح المجال لعربة بوكس بالاتجاه الآخر تحمل جثمان في مشهد وجد التجاوب والتقدير من الرئيس نميري الذي وجه بترقيته رغم الغضب الذي تملك الحرس المرافق قبل معرفة الحقيقة..وكذلك من المواقف التأريخية الخالدة ما أقدم عليه اللواء صديق الزئبق قائد القوات السودانية المشتركة حينها بالكويت وحادثة (أرضا ظرف) التي وجه فيها جنوده بترك الهدايا التي قدمها لهم أمراء الكويت والتوجه للطائرة بكل عفة وشرف وتمخض عن تلك الحادثة إنتاج فليم سوداني اتخذته دولة الكويت نواة لانشاء الكلية الحربية بالكويت والتي كان من قادتها بطل تلك الحادثة اللواء الزئبق والعميد أركان حرب حينها مزمل سليمان غندور والرائد عمر محمد الطيب وآخرين من الضباط العظماء.