X
    Categories: اعمدة

علي سلطان .. يكتب .. ” ايام وليالي” .. أزمة قناة السويس.. قوة مصر الخفية!

ايام صعبة ومحنة قاسية شهدتها مصر ودول العالم وشهدتها وعاشتها حركة التجار العالمية والاساطيل العملاقة من السفن التي تحمل كل ما يحتاج الإنسان في حياته من وقود واكل وشرب وأجهزة.. كل الحياة.. وعلى صفحة هذه هذه المحيطات والبحار من يموج عدد هائل لا يحصى من السفن والآلات التي تتحرك على سطحه وتحته وهي تحمل كل شئ بلا استثناء حتى أسلحة الموت والدمار تموج في عباب البحر والمحيط.
وشاءت إرادة الله تعالى أن تكون قناة السويس هي الحلقة الصغيرة التي تربط كل العالم مع بعضه البعض وأصبحت هذه القناة منذ افتتاحها في عام.1869ميلادية بعد عشر سنوات من العمل الشاق والمضي وخسائر لا تحصى بين العمال المصريين الذين حفروارالقناة تحت راية شركة فرنسية عالمية..
وهي المورد والموصل المهم لكل دول العالم بلا استثناء حتى للدول التي لا تطل على بحر ولا نهر.
محنة الايام الستة التي تعرضت لها مصر الشقيقة والعالم بجنوح سفينة الحاويات العملاقة ايفر غيفن Ever Given كانت مؤشرا مهما على أهمية قناة أو قنال السويس وعلى أهمية دور مصر العربية في هذا العالم الذي بات فيه صراع القوى واضحا ظاهرا بلا مواربة ولا خجل حيث تعالت أصوات كثيرة تدعو لإيجاد بدائل لقناة السويس قبل أن يجف حبر أزمتها بعد!!!
ايام معدودات كان العالم وشعوبه يتابع خبر السفينة وجنوحها ومن ثم الأخبار المتشائمة التي تصدرت عناوين الصحافة العالمية ثم الخسائر المليارية المتتالية كل دقيقة.. أرقام فلكية من الخسارات المالية المفزعة والخسائر تتوالى خاصة إذا ظلت السفينة جانحة والدخول إلى القناة مغلقا.. وإذا اضطرت السفن إلى أن تتجه عبر رأس الرجاء الصالح بعد طول غياب عن ذلك المسار القديم.. وفي ذلك تكلفة باهظة و أسعار إضافية للشحن وزيادة فترة وصول السفن إلى المؤاني حول العالم. مما يجعل من وصول البضائع إلى مواقعها متأخرا كثيرا عن الموعد المضروب.
أزمة وقضية أصبحت هي الحدث الرئيس وتدخلت دول العالم الكبرى لحل المشكلة وطلبت لمصر السماح لها بتقديم المساعدة.
ولكن كيف كان الأمر في مصر وهي صاحبة الوجع الحقيقي وهي المتاثر الأول بهذه القضية وتداعياتها الآنية والمستقبلية.
لقد أعجبني أن قيادة مصر وهيئة قناة السويس قد تعاملت مع الحدث بحكمة وقوة وصبر َوتفهم أيضا.. ولم. تنساق مصر وراء الآلة الاعلامية الجهنمية التي أحاطت بالخبر وتداعياته بشكل مثير جدا وكان قنال السويس أغلق إلى الأبد!!!
ومع كل عروض المساعدة العالمية من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وغيرها الا ان مصر آثرت الصمت.. وقد اشفقت مثل كثيرين غيري على أن يكون لا يكون هناك حل سريع. مع غياب الآليات الرافعة العملاقة.
ومع الصمت المصري إعلاميا وتواصل رئيس مصر والجهات ذات الصلة كان هناك عملا دؤوبا غير معلن يعمل على الحل.. َرغم السخرية والغمز واللمز والاستهانة بقدرات الإنسان المصري.. إلا أن أبناء مصر أثبتوا انهم على قدر التحدي والمسؤولية وعلى قدر العزم.
وكانت المفاجأة السارة انه تم تعويم السفينة الجانحة وان الممر قد فتح من جديد.. وبدأت حركة السفن عبر القناة هادئة سهلة سلسة كما كانت.
لقد كانت أزمة حقيقية وعالمية وكان العالم كله مع السفينة الجانحة والخوف من تفاقم الأضرار مع الإغلاق.. وهذا أكد بلا شك أهمية قناة السويس ودورها العالمي في حركة الملاحة والنقل العالمي.. وأكد قوة مصر ودورها في العالم ثم والأهم أن مصر بأبنائها قادرون على صنع المستحيل ومجابهة التحديات وفوتت مصر على الأعداء كثيرا من مظاهر العداء والتربص ضدها ومحاولة النيل منها.. وفي تاريخ مصر الكثير المبهر من الأعمال العظيمة. لقد آن الأوان للعرب والمسلمين أن يتجاوزوا خلافاتهم و أن يعودوا قوة عالمية لها وزنها بقوة مصر ودول عربية وإسلامية أخرى لها تأثيرها في العالم الذي يتربص بنا الدوائر.
.