X
    Categories: اعمدة

هـديـل حـبـيــب .. تكتب .. ” آخـــــــر الـــــقــــــول ” .. لا تلوموننا فنحن ننظر بعين المحب والعاشق فهل نحنُ مذنبون .. ؟!

السـودان هو البلد الأخضر والعامر بجود شعبه الطيب وأصالته وبقلوبهم الطاهرة ومواقفهم الإنسانية ، وأينما ذكرت المروءة والشهامة والكرم الحاتمي ذكر شعب هذا البلد وأشير إليه بالبنان ، عرفنا العالم بهذه السمات التي نعتز بها ونفتخر دائماً وأبداً بل ميزتنا عن باقي الشعوب !
ثمة مهاجرين في شتى الدول سنوات الغربة والإغتراب لم تنسيهم عاداتهم وترابطهم الوثيق وتكاتفهم ببعضهم البعض ، تجدهم كجالية في حلقة تواصل ممتدة ومستمرة كما الأسرة الواحدة ، يشكلون لوحة جمالية فيها سودان مصغر بسماحة أهله وشهامتهم !!
هذا ما وجدنا عليه آباءنا ؛ فتربينا عليه وتوارثناه عبر الأجيال وسلكنا الدرب نفسه مؤمنين !!
الجدير بالذكر في كل مرة كنت أجد فيها منشور عبر مواقع التواصل الإجتماعي يتحدث عن معاناة ومأساة حقيقية يعيشها البعض سواء أكانت أسرة ليس لديها مأوى أو والد يبحث عن سبيل لمعالجة إبنه المريض ولم يكن بمعيته ما يكفي لمقابلة الطبيب حتى ناهيك عن الإجراءات العلاجية وغيرهم من أصحاب الحوجة الماسة الذين لا حول لهم ولا قوة ، ثمة الكثير من القصص التي تسرد حكايات ينفطر لها القلب وتدمع لها العين ؛ يطلب أصحابها بعفة وحسن يد العون والمساعدة ، أنا أعلم علم اليقين هـٰؤلاء إن لم تكن حالتهم سيئة وأغلقت الدنيا أبوابها في وجوههم وصار أمامهم خياران لا ثالث لهما إما الحياة أو الموت لم يطلبوا المساعدة بتاتاً ، هذا الشعب (( الأيوبي الصبر )) نعرفه جيداََ عزيز النفس في كل مكان وزمان لا يُذل ولا يُهان !
كُلما تنشر مثل هكذا حالات ( حوجة ) ينهال الناس في مد يد العون لهم مسرعين يلبون النداء في سباق كل منهم يود أن يحظى بالأجر والثواب !
تجد همتهم في أعلى درجاتها ؛ هناك من يوفر المأوى وهناك من يحضر بنفسه إليهم لأجل المساعدة بما يملك ولو القليل وثمة الكثيرين من يورد مبالغ مالية وغيرها من المواقف الإنسانية ومظاهر الشهامة ، ويستمرون في تقديم المساعدة إلى أن يتم تعديل المنشور بأن الحوجة تمت بفضل الله ومن ثَمّ فضل هذا الشعب الكريم الهميم ! في صورة تقف فيها الكلمات عاجزة عن التعبير في وصفهم !
وعلى الرُغم من الظروف القاسية التي تمر بها البلاد والغلاء المعيشي الطاحن والأزمات التي تجعل سواد الرأس بياضاََ ، إلا ما زال الشعب بخير ؛ مِعطاء ومثمر لم يبدل سوء الأحوال معدنه تجده في الأحزان والأتراح قبل الأفراح (( أهل الحارة والفزعة )) !
صحيح عندما تقسو علينا الحياة بمحنها ومصائبها التي لم تنتهي يردد الناس معبرين غضباََ وإنزعاجاََ من الحالة التي تسوء يوماََ بعد يوم أكثر دون حلول ومعالجات جذرية ( قنعنا من البلد دي ) ( الحل في السمبك بس ) ( السمبك فكرة لا تموت ) هكذا ينفسون عن غضبهم لكنه بالطبع شعور مؤقت ، فنحنُ نعشق هذا الوطن بما فيه لا نبدله ببلد أخر ، متصالحين مع تفاصيله ، نرى جماله ومحاسنه وإن كان لديه بعض العيوب ، في أعيننا حلواََ ولو كان مراََ ، كما في نظرنا جنةً وإن كان في نظر الجميع نار ، نراه كالمرجان والياقوت ولو كان قبيح المنظر ، فلا تلوموننا وتجادلون فنحنُ ننظر بعين المحب والعاشق ؛ فهل نحنُ مذنبون ؟؟؟؟!!!
#أخـــــــر_قــــــــولـــــي :
هـذه المشـاهـد هـي التي تجعلنا في كل مرة نتمسك حباََ وإعجاباََ أكثر فأكثر بهذا البلد الطيب والحنين تراباََ وشعباََ ! تسجد حامداََ لله وشاكراََ أنك تنتمي لهذا الوطن والشعب ، فمثل هذه المواقف تعيدنا لأصالتنا وشيمنا وتحيي الإنسانية بداخلنا وتجعلنا ممتنين لبعضنا البعض !!!!