X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” ” خالد سلك ” حاولت ” عبطا ” الاتصال !!

الشعب السوداني رغم معاناته وتغييبه عمدا عن دوائر اتخاذ القرار ، وحتى في ما يعنيه ، وفي كل عهود الحكومات الوطنية المتعاقبة وبما فيها سني الديمقراطيات على قلتها ، إلا أن هذا الشعب بوعيه وإدراكه يتفوق على كثير من شعوب المنطقة ، حيث يعرف معنى المدينة الفاضلة والحكم الراشد والحاكم الامين ، والبطانة الصالحة وكذلك يعرف معاني مفردات مثل الديمقراطية والدكتاتورية والشمولية والعلمانية ، وكذلك مفردات ممارسة الحكم مثل الشفافية او عكسها التعتيم وما بينهما ” الدغمسة ” ، والأخيرة أكثر وطأة على قلوب هذا الشعب المنهك.
اسوق هذه المقدمة بمناسبة الاعلان الذي تناولته وسائط الاعلام والصادر من مجلس الوزراء ، وجاء فيه الاعلان عن تقبل شكاوى المواطنيين مباشرة عبر رقم هاتف نشر ضمن الاعلان .
الفكرة من حيث المبدأ تعبر عن حسن نوايا هؤلاء المسؤلين تجاه مواطنيهم لكن عندما تنظر لتطبيقها على أرض الواقع تجدها تعمق حالة الاحباط التي انتابت الشعب جراء القصور البائن في أداء الحكومة ، في شتى النواحي وخاصة الأمنية والاقتصادية .
اولا الاعلان عن هذه الخطوة يؤكد بجلاء اعتراف مجلس الوزراء بأن جسد الدولة مشلول تماما ، ونقول جسد الدولة كله وليس المؤسسات على المستوى الاتحادي والولائي بما فيه الحكم المحلي ، وهي عاجزة عن تحل قضية مواطن بسيط بل عليه أن يستنجد برقم هاتف في مجلس الوزراء رقم هاتف واحد ل ١٨ ولاية ١٩٠ محلية حوالي ٤٠ مليون نسمة عليهم جميعا أن يستنجدوا برقم هاتف واحد ! . أعتقد لو هذا الرقم خصص لولاة الولايات وتكون مهمته اذا الوالي عجز أن يقدم شئ لمواطنيه عليه تقديم استقالته عبر هذا الهاتف .. اعتقد هذه مهمة فيها معقولية ..
لكن رغم عدم قناعتي بهذه الخطوة حاولت ” عبطا ” الاتصال بهذا الرقم وللاسف أكثر من عشرة محاولات لم انجح وانا بيني وبين مجلس الوزراء حوالي ١٠٠ متر فكيف لمواطن في الاضية وشلعوها الخوالدة وهمشكوريب !
قطعا لم اتصل لاختبر الخطوة وكذلك لم اتصل لابث شكوى شخصية وحتى القضايا العامة لم نود طلب المستحيل منها ، فقط كنت أود ان اقول لمجلس الوزراء ” المواطن في ولاية الخرطوم اصبح مثل اليتيم في بيت المناسبة ” ممكن يتعرض للضرب في اي لحظة حتى اذا لم يكن طرف في مشكلة ويتجسد ذلك في مواقف المواصلات حيث سائقي المركبات اصبحوا يحملون العصي وسوط العنج وهنالك من يبرم لك ” الكول” طبنجة وكل ذلك لمن يحتج على زيادة التعريفة .. وهنا بالطبع مبررات اصحاب المركبات مقنعة بعدم التدخل بفرض تعريفة محددة ولكن هنالك من يستغل الوضع وتصبح قيمة تذكرة الحافلة أو البص لدرجة المغالاة وخاصة عندما تدلى الشمس نحو المغيب ” شمس ما في قانون ما في ” كانت هذه العبارة في السابق مثل قصص الخرافة الآن على مقربة من مجلس الوزراء .. عليه كل الذي كنت اطلبه عبر الهاتف بتخصيص دوريات للمواقف تتدخل لحماية المواطن من الضرب ولكي تقنعه أن يدفع أو يمشي ” كداري” يعني المطلوب الحد الأدنى من الحماية الامنية للمواطن على الاقل في المواقف داخل الخرطوم محل ” الرئيس بنوم والطيارة بتقوم ” . اما الاطراف على المواطنين ان يقووا دفاعاتهم وخاصة مع ناس تسعة طويلة.. والله المستعان .