X

محمد الفكي سليمان: مستعد اخرج من هذا المنزل اليوم ويجب محاسبة هذه الجهة

*عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان في حوار مع السوداني الدولية:*
*يجب أن يحاسب من كان يعلم بأن المقر المخصص لسكني يتبع لمجلس “ذوي الإعاقة”*
*دخلت إلى المنزل الذي خصص لسكني ووجدت موظفي مفوضية الأراضي مازالوا فيه*
*رسالتي ” لذوي الإعاقة” بأن يكونوا مطمئنين بأنهم سوف ينالون كامل حقوقهم*
*اؤكد استعدادي التام للخروج من المنزل اليوم قبل غد لأن هذه قضية بالنسبة لي قضية حقوق*

مقر سكن عضو مجلس السيادة الانتقالي اضحى قضية الساعة ،طرقنا بابه فاستقبلنا بحفاوة وحدثنا بأزيد مما نتوقع فالرجل اعلامي سابق وقائد سياسي وسوداني قبل كل ذلك
كان رحب الصدر وهو يستمع الى اسئلتنا فإلى مضابط الحوار

حوار – طاهر المعتصم – محمد مهدي
تصوير – سفيان البشرى

– *سارت فى الاسافير حملة كبيرة جداً حول المقر السكني الخاص بكم ماهي القصة؟*
– طبعا أنا بعتقد إني اخر اعضاء المجلس الذين اخذوا سكن حكومي لاسباب عديدة كانت قد رويتها فى يونيو 2020 بأن السكن الذى خصص لي فى أول الامر كان يقطن فيه شخص من ضباط الجيش بحي المطار استسمحني بأن ينتظر فترة لان أبناءه فى المدارس وقد سردت هذه القصة من قبل ، وظل في المقر الى ان وفر له سكنا اخر وبعدها استلمنا العقار، والادارة الهندسية اصرت بان تبني فيه اضافات بإعتبار ان المبنى صغير وتحدثت معهم فى الامر وقلت لهم أن الامر مكلف مالياً واعتقد إن السيد مدير الادارة الهندسية السابق اثار وكتب شيئا من هذا من تلقاء نفسه و”الغريبة انا والله وجدتها فى السوشيال ميديا، وقد ذكرت له بان يؤخر هذا الامر لانني لست في عجلة من امري ، ودعنا نبحث عن مقر اخر دون تكليف اموال طائلة.
وبعد ذلك تغيرت الادارة الهندسية وجاء امين عام جديد فكان أول ما اخطرني قال لى بان هنالك “فيلا” مخصصة للنائب الاسبق للرئيس سلفاكير ميارديت فى منطقة “قاردن سيتي” وذهبنا لرؤيتها ووجدناها بانها مجرد اعمدة خرسانية ولكي تهيأ للسكن تحتاج الى مئة مليار فى ذلك الوقت وهذا شيء مبالغ فيه ونحن اصلا فى فترة إنتقالية، رغم ان الاصل حيعود فى نهاية المطاف الي الدولة ولكن في النهاية البلد ما حمل لهذا العبء الثقيل، وظللت منتظرا الي بداية 2020 أتاني مرة اخرى وقال لى بأن مفوضية الاراضي تشغله وهي حاليا لا تتبع لرئاسة الجمهورية وان نحن”حنخلى” وننتقل الى عقار اخر تابع لمجلس الوزراء وزرت المكان وجدت بانه يحتاج الي صيانة بسيطة وقد كان بالنسبة لى خيارا معقولا فى السكن وغير مكلف وما اضطررنا ان نبدل فيه شيء.

* تغيير الاثاث مثلاً؟*
الاثاث رغم انهم كانوا مطالبين باثاثات جديدة لكن عندما زرت المخزن الذى يتبع للقصر وجدت كمية من الاثاث بصورة جيدة جدا وقلت لهم بان هذا أكثر من الحالة التي كنا عليها وكيف نشتري اثاثا جديدا واستخدمنا هذا الاثاث وممكن “الناس تشوفو” اثاث قديم وانا سعيد به واشكر حكومة السودان والشعب السوداني ان اتاح لي ان اقيم فى منزل مجهز بهذه الاشياء.

* الجهة التي كانت مستخدمة المقر قبل وصولكم مفوضية الاراضي ؟
– مفوضية الاراضي عندما زرتهم وجدت ما زال الموظفون موجودين فيه حتي عندما استلمت العقار كان قد تمت صيانته واللافتة لاتزال موجودة فحتى انني قلت لهم اخر حاجة تنزلوها اللافتة ، فعندما دخلت المقر قاموا بانزال اللافتة.
*هل اخطرتك الجهة المعنية بالتخصيص لمقر السكن فى أي وقت من الاوقات إن هذا المقر تم تخصيصه مسبقا لمجلس الاشخاص ذوي الاعاقة ؟

– طبعا مستحيل لان لو كان اصلا هو مخصص للاشخاص ذوي الاعاقة أو كان هم عندهم علم او غيره يبقى مجرد تخصيصه لسكن يعني جريمة تخصص حاجة ما بتخصك لشخص يتبع إليك فإذا كان فى تحقيق فى هذا الامر فان الشخص الذى قام بتخصيص هذا السكن لاحد اعضاء مجلس السيادة ويعلم بان هذا المقر يتبع لاشخاص مجلس الاعاقة وقام بتخصيصه يجب ان يحاسب على ذلك لان هذا صرف اموال غير الخسارة القانونية لا تجوز هنالك أيضا خسائر اخرى تم تحويل من مكتب الى سكن وهذه اشياء يجب ان يتم فيها التحقيق ويجب ان لا يكون هنالك تهون فى هذا الامر.

– كيف نما الى علمكم بان العقار مخصص الى المجلس القومي لذوي الاعاقة ؟
من السوشيال ميديا بدأت بعض الاصوات تتكلم ثم تحول الامر الى -كما تابعت – قضية راي عام فى الحقيقة كان الامر مزعجا وتحركت من اليوم الاول ذهبت وسألت الناس فى القصر فطلعوا بيان بان هذا المجلس وهذا المبني يتبع الى مجلس السيادة وكان فيه مفوضية الاراضي وطلعوا بيان بذلك واعطوني صورة وشهادة البحث مستخرجة عام 2008 تاكد ملكيتهم لهذا المكان فأطمأننت لهذا الامر لكن لما وجدت الامر متصاعدا والاسئلة متصاعدة ذهبت بنفسي -رغم ان هذا ليس من مهامي- فقط للتأكد من ملكيته وهذا عمل اناس اخرين لكن استجابة الي الراي العام ذهبت لطلب شهادة بحث فوجت فعلا مسجل باسم مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة وخاطبت بعدها مباشرة السيد الامين العام عن الكيفية التي قام بها فى تخصيص هذا المنزل وهو يتبع الي المجلس وهو يمتلك شهادة بحث وهذه قضية يجب ان يتم فيها تحقيق .

هل تعتقد بانه سيتم تحقيق وهل وجهت بذلك ؟
نعم يجب ان يتم فيها تحقيق وقد وجهنا بالتحقيق فى هذا الامر

ماهي الخطوات القادمة ؟
الخطوات القادمة انا فى انتظار إفادة من مجلس السيادة حول هذا الامر لنعرف كيف تم وفى ظل هذا الانتظار انا ايضا أوكد استعدادي التام للخروج من المنزل اليوم قبل غد لان هذه قضية بالنسبة لى قضية حقوق ولكن يجب ان لاينتهي الامر بمجرد خروجي من المنزل هذه القضية كبيرة وليس سهلة فيها تجاوزات قانونية فيها تعد على شخص فى الوظيفة الدستورية فيها ربما اهمال اداري وهذه اشياء لابد ان تتضح .

* استعدادك التام لاخلاء المنزل وتسليمه لجهة الاختصاص تعتبر خطوة لكن ما بتفتكر ان الحدث نفسه يفتح اعينكم على كثير من الاجراءات التي يمكن ان تكون خاطئة والناس على علم بها؟
طبعا هذا موضوع مهم جدا ينبهنا الى خلل ليس فى مكان واحد فقط هذا خلل فى امكان عديدة سواء كان فى القصر الجمهوري او فى ادارة العقارات الحكومية او فى الاراضي وهذا الامر يجعلنا نبذل مجهودا اكبر فى مراجعة الخدمة المدنية التي حصلت فيها التجاوزات بهذه الفداحة وانا اعتقد ان هذا جرس انذار مهم خصوصا ان هناك قضية والبلد بأكملها تفاعلت معها باهميتها وارتباطاتها بشريحة مهمة وشريحة ظلمت كثيرا فى الفترات السابقة وكنا حرصين على رد الاعتبار لهذه الشريحة ومشاركتهم فى الثورة ومشاركتهم فى عديد من القضايا الوطنية معلومة ولكثير من الاشياء التي تعرضوا إليها فهذا جرس انذار .
بعد هذه الحادثة والاجراءات التي اتخذها المجلس القومي للاشخاص ذوي الاعاقة ماذا يمثل لك فى هذه اللحظة ؟
هذه مؤسسة حكومية واناس يقومون بعملهم وهذا شيء يشكرون عليه والناس تتابع حقوقهم ومنسوبيهم واشيد بهم وايا كانت ما يتخوفوا فى خوض المواجهة وهذه من ثمار الحرية وهذا عصر جديد وفيه كل الاشياء متاحة وبالتالي لابد ان يحافظوا على حقوقهم وعلى القصر ايضا ان يسعي للمحافظة على حقوقه فهذه القضية حقوقية بصورة اساسية لكن يجب ان يعلم مجلس الاشخاص ذوي الاعاقة بانني ليس طرفا فى هذا الامر هذا الامر بينهم وبين الامانة العامة للمجلس السيادي
* ماهي النقاط الاهم التي تتوقع ان تسفر عنه نتائج التحقيق الذى تقوم به الامانة العامة لمجلس السيادة بخصوص هذا الموضوع ؟
انا مع الاستعداد الكامل لإخلاء المنزل حتي قبل ظهور نتيجة التحقيق لان التحقيق سياخذ وقت ، وفقا للاجراءات الادارية المعروفة ان اسلم لمجلس السيادة عهدة حتي ملاعق الطعام عهدة تكتب والاثاثات بأكملها وهذه عهدة شخصية وعايزين نرسخ هذه الثقافة التي كنا نسمعها قديما فى الحكايات “بان يقول لك هذا المهندس رفض ان يمضى على الاستلام لان هنالك شيء ما ناقص” وهذا الشىء مهم جدا وخصوصا ان المنازل الدستورية فى العهد السابق نهبت بالكامل واحدة من المشاكل التي واجهت الناس فى الاسكان الحكومي، بان لايوجد فيها مكيفات ولا انوار فقط الابواب والشبابيك ناهيك عن العفش وغيره فيجب على الادارات الحالية بان تكون حريصة على التاكيد على كل هذه المقتنيات ويمكن الاستفادة منها، وبتجربتي البسيطة استفدنا جدا من ان فرشنا المنزل بالكامل بدون ان نحتاج لشراء اثاثات جديدة بإستثناء اشياء بسيطة مثل “الاكواب”وغيرها وهذا شيء مهم جدا ووفقا للاجراءات الادارية فى لحظة ممكن يكون في عملية تسليم وتسلم.

بالتعريج على ملف الاشخاص ذوي الاعاقة انت منذ اللحظات الاولى فى مجلس السيادة ابديت اهتماما بمبادرة شخصية منك اهتممت بمسألة الاشخاص ذوي الاعاقة وقعت على وثيقة للحقوق الخاصة بهم الخطوات المستقبلية لدعم هذا الشريحة ؟
انا لدي عمل كبير من اليوم الاول منذ استلمت العمل وبدون تكليف رسمي لانه حاليا يتداول فى الاعلام اني ممسك بهذا الملف ، انا ليس مكلف رسميا بهذا الملف لكن لدي اهتمام بهذه الشريحة ولدي عمل كبير اقوم به فى هذه الملفات ولا اريد ان اتحدث عنه فقط اريد ان تؤتي الاعمال ثمارها .

* اخيرا ماهي رسالتك للاشخاص ذوي الاعاقة ؟
رسالتي ليهم انهم لن يظلموا فى عهد الثورة ويجب أن يكونوا مطمئنين بانهم سوف ينالون كامل حقوقهم وحقوقهم ليس المنزل فقط وانما حقوقهم تمتد الي العمل والدراسة وحقهم النقابي فى خلق اتحاداتهم وكيناتهم وغيره وهذا جانب من الجوانب المهمة التي تستمد منها علاقات مع المنظمات الدولية والدعم وغيره وهذا الجانب فى العهد البائد به تجاوزات كبيرة اتمني أن نعمل مع بعضنا البعض على اساس ان نجسر هذه الفجوة ويكون فعلا هذا عصر جديد.
السودانى الدولية
24 يونيو 2021