X
    Categories: اعمدة

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. 30 يونيو الأندلس الضائع والفردوس المفقود !

في مثل هذا اليوم من عام 1989 انقض الإتجاه الإسلامي ممثلا في تيار الجبهة الإسلامية  على النظام الديمقراطي وذلك بعد توجيه عدد من الضباط الخونة بقيادة عمر البشير وقد كان هذا بداية عهد بائس لم يشهد السودان مثله على إمتداد تاريخه الحديث والقديم واستمر لمدة ثلاثين سنة كأسوا ما تكون السنين اذاق فيها هذا النظام الشعب مُر الحياة وضنك العيش واستشرى الفساد والمحسوبية والتعدي على المال العام واراق الدماء وإمتهن كرامة الإنسان السوداني وأذل كبرياءه وكرامته بالبطش والتنكيل والترهيب و حجر الحريات وشيدوا بيوت الأشباح حيث مارسوا التعذيب بابشع الطرق التي لايمكن ان يقدم عليها عتاة المجرمين ناهيك عن نظام يحكم بإسم الدين !!! حيث كانت البداية بمسمار على رأس الطبيب الشهيد على فضل وكان الختام بخاذوق على معلم سوداني ينتمي الى التيار الإسلامي نفسه ؟؟؟!!!  فبالله عليك نظام يمتهن كرامة معلم الأجيال وهو الذي يبني المجتمع البناء الحقيقي وتتخرج على يديده خيرة ابناء الوطن الحبيب ويمتهن أيضا كرامة الطبيب الذي يسهر على صحة وعافية المجتمع فهل في هذا النظام خير ؟! قطعاََ لا .. ولم يكتفي بذلك ودمر مقدرات الوطن دماراََ غير مسبوق فنال نصيب مشروع الجزيرة الحظ الأوفر من الدمار وتم بيع اصوله ويعتبر هذا المشروع هو أكبر مشروع مروي في إفريقيا وكان هو الرافد الأساسي لخزينة الدولة من بالعملات الأحنبية حيث كان في عهده الذهبي قيمة الجنيه السوداني تعادل اكثر من ثلاث دولارات وكان هذا المشروع هو الضامن لإستخراج النفط السعودي حيث طلبت الشركة الأمريكية ضماناََ من الحكومة السعودية وكان هو الضامن وقبلت الشركة بهذا الضمان لأنه مشروع معروف على مستوى العالم بقيمته الإقتصادية العالية .. وهو مشروع غير مُكلف حيث انه يُروى بالري الإنسيابي قليل التكلفة .. وبحمد الله الآن بدأ العمل الجاد في تأهيل هذا المشروع العظيم .. ولم يكتفوا بذلك حيث تم التدمير الممنهج للناقل الوطني الخطوط الجوية السودانية صاحبة التاريخ العظيم والناصع ولكنها يد الخراب التي لاتعرف للصلاح سبيل وكانت الكارثة الأكبر حيث تم بيع خط هيثرو ذلك الإمتياز العظيم الذي لاتملكه حتى بعض الدول الكبيرة وهو حق الهبوط والإقلاع بمطار هيثرو الدولي وتم التفريط فيه بكل سهولة ورعونة وذهب الثمن الى دعاة الفساد والجشع وفعلا لم ارى سؤالاََ يناسب حالة الدهشة التي تنزع عنهم الإنتماء الى هذا الوطن المكلوم عندما سألهم الاديب العالمي الطيب صالح من اين اتيتم ؟! لأنهم مسخ لايشبهون قيم واخلاق هذا الشعب العظيم !!! وكذلك الحال بالنسبة للخطوط البحرية السودانية وتم تحويل ذاك الأسطول العظيم الذي تجوب سفنه أعالي البحار عبر القارات الى عرض تلك السفن في مزاد الخردة !!!!!
واعملوا في الخدمة المدنية خراباََ فاق التصور والوصف حيث ابتدعوا سياسة التمكين التي تعتمد على الإنتماء الحزبي بعيدا عن الكفاءة وبجرة قلم وتوقيع مسؤول فاسد تم فصل آلاف العمال من السكة جديد بعطبرة عاصمة الحديد والنار وهى المدينة العمالية الثانية في إفريقيا بعد جوهانسبرح بجنوب إفريقيا واثر هذا على مستوى اداء هذا الناقل الوطني منخفض التكاليف وكل هذا تم على خلفية الفساد السياسي والإنتماء الحزبي وكانت هذه القرارات ليس لها علاقة بالمهنية على الإطلاق .. ولم يكتفوا بهذا الحد وفي عهدهم البغيض تم فصل جزء غالي من الوطن الحبيب (جنوب السودان) بعد ان روت دماء الشباب المغرر بهم بإسم الدين تراب أرض الجنوب عقودا من الزمن .. وكذلك فقدنا جزء آخر غالي جدا وهي حلايب وشلاتين بسبب ممارستهم للإرهاب عندما قاموا بتلك المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في اثيوبيا .. واشتعلت في عهدهم أكبر فتنة مرت على امتداد تاريخ السودان وهى حرب دارفور حيث سالت دماء الأبرياء و بلغت ارقاما قياسية فاقت مئات الآلاف في أكبر مجزرة شهدها التاريخ وقد كان لإعتراف الرئيس المخلوع عمر البشير بهذا الأمر اثرا صادماََ  محلياََ وإقليمياََ وعالمياََ حيث ذكر بأنهم سفكوا دماء اهل دارفور لأتفه الأسباب !!!
وفي عهدهم تم حصار السودان اكثر من ربع قرن من الزمان على خلفية ممارستهم للإرهاب دفع فيها المواطن السوداني فاتورة باهظمة الثمن وتوقفت المشاريع التنموية واصبح السودان معزولا تماما ولايستطيع التصدير ولا الإستيراد ..
شئ من حتى .
هذا قليل من كثير في ابسط عملية لجرد الحساب في مثل هذا اليوم الذي غيروا فيه خارطة السودان الجغرافية والديموغرافية حيث قسَّموا البلاد وغيروا طبع العباد .. وبعد كل هذا يتباكون على الأندلس الضائع والفردوس المفقود حيث يحشدوا العدة والعتاد لكي يحدثوا الفتنة وزعزعة الأمن في هذا اليوم 30 يونيو 2021 بما تبقى لهم من فلول واذيال وهم يمنون النفس بالعودة من جديد ولكن هيهات هيهات فاتكم القطار …..