X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” ..قضية ” كوفتي ” تتعدد دوائر الاتهام والضحية واحد !

تحضرني هنا رواية أحد طلابنا الذين درسوا بجامعة المدينة ٠ منذ سنوات خلت قال والعهدة على الراوي بأن احد زملاءهم حافظ القراءن بالروايات السبع ودرس اصول الفقه بجامعة المدينة المنورة ، قال في احد سنوات الدراسة منحنا إجازة اسبوعين اثنين وزميلنا قرر أن يقضي هذه الاسبوعين في اوربا بدون اي هدف محدد ، وربنا سخر له الاجراءات سريعا وعندما نزل في اول مطار باحد الدول الاوربية زج به في احد الحراسات الامنية دون ذكر أسباب ، وبينما هو في الحراسات وجد من بين سابقيه من يحمل مصحف وبدأ يتداوله معه فوجد المصحف محرف وبما أنه حافظ ومجود بدأ يصحح ويشير بالقلم لمواضع التحريف ، وعندما فرغ من تصحيح المصحف أطلق صراحه دون ذكر أسباب وبما أن إجازته انقضت في الحراسة رجع على الفور وأدرك بأن ربنا سخره لتتجلى فيه حكمة الله ” إنا انزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” وكذلك ليس كل من بداخل الحراسات والسجون مجرمين بل لغاية يعلمها الله قد تكون لكشف أكابر المجرمين وكذلك الابتلاء للتمحيص ..
نسوق هذه القصة ونحن امام قضية الشاب محمد صديق سليمان المتهم من قبل شركة كوفتي للمواد الغذائية ” ظاهريا والمتاجرة بالعملة سرا ” كما اشار محامي الدفاع وبالمستندات الدكتور عادل عبدالغني امام المحكمة ، هذا الشاب متهم بعدم استرداد اكثر من ستة وعشرين تريليون لهذه الشركة ، وهنا ليس في محل تذكية هذا الشباب او تبرئته لأننا لا نذكي على الله احدا والتبرئة او الإدانة مكانها قرار القضاء العادل ونحن نثق في قضاءنا السوداني وقبلهم عدالة السماء والاخيرة عدالة السماء هذه كما الشاب الذي صحح المصحف المحرف ها هو شاب آخر لو مذنب أو برئ لكن قضيته فضحت كثير من الباطل وما زال الحبل على الجرار .. أبرز هذا الباطل هذه القضية وضعت دوائر كثيرة تحت الاتهام وعلى الاقل كان يجب ان يكونوا مع هذا الشاب داخل الحراسات حتى يتم الفصل في القضية يدان من يدان ويبرأ من يبرأ أو العدالة تقتضي أن يكون حر طليق مثله ومثل المتهمين الآخرين .. لأن اصل القضية المتعلقة بهذا الشباب تحديدا مدنية كما اشارت الوقائع وثبته شاهد الاتهام المدير المالي ل كوفتي اسامة محمد الحسن والذي أقر بأن محمد صديق وسيط يشتري لنا حصائل الصادر ” اسم الدلع لتجارة العملة ” وكذلك يشتري لنا الذهب أي معملات تجارية وقال امام قاعة المحكمة وبحضور الاعلام وما دونه محامي الدفاع قال اسامة بأن المعاملة كانت صفرية حتى ٧ / ٧ / ٢٠٢٠م مع المتهم بمعنى ” لا طالبنو ولا طالبنا ” وحصل الاخفاق مرة واحدة هي مبلغ الاتهام في هذه القضية ، لكن اشار محامي الدفاع بان القاضي جمال سبدرات لم يدون هذه المعلومة ، وطلب اعادة استجواب الشاهد الاول اسامة ولكن جاء الرد مكتوبا عبر محامي الاتهام احمد خليل ، ورغم بأن محامي الدفاع طلب منهم تحديد تاريخ محدد أي ترايخ يرونه متى كانت المعاملة صفرية مع المتهم ؟ ” إن شاء الله قبل ما يلدوه من بطن أمه ” ” هذه من عندي ” لكنهم تهربوا من الاجابة .. دعونا نرجع ونشوف بقية المتهمين .. بحسب سرد محامي الدفاع عادل عبدالغني الذي قال بأن بداية هذه القضية تم القبض على مالك شركة كوفتي صديق محمد صالح عبر مباحث السلع الاستراتيجية تحت المادة ٥٧ /أ تخريب الاقتصاد وسرعان ما تحولت القضية لهذا الشاب وتحت نفس المادة ٥٧/أ ولما لم بجدوا دليل عبر هذه المادة حول للمادة ١٧٨ احتيال وفي أثناء الانتظار أرغم أو أغري وقع على بياض ستة شيكات اثنين للعملات الصعبة واربعة شيكات لقيمة الذهب وعليها توقيعه فقط ، ولاحقا ادارة الشركة كتبت فيها ما قدرته من مبلغ ” يشبع رغبتها أو هو مطالبة حقيقية الله أعلم ، ولكن عبر هذه الشيكات حولت قضية المتهم محمد صديق من المادة ١٧٨ الى المادة ١٧٩ من القانون الجنائي حتى يمكث في السجن لحين السداد .. والذي قبض عليه في الاول حر طليق والعشرة شركات التي اقر الشاكي بان المتهم يشتري لهم منها وعلى مدى اربعة او خمسة سنوات ناس كوفتي ما عارفين الشركات هذه اصلها من فصلها .. لماذا لم توضع في دائرة الاتهام ؟ والاجابة واضحة عبر سؤال محامي الدفاع عادل عبدالغني للشاهد الاول حين قال له : أليس بعض الاوراق المروسة والاختام الخاصة بهذه الشركات او اسماء الاعمال موجودة في مكاتبكم بشركة كوفتي أجاب على إستحياء .. لا أعلم ! ..
الحقيقة يا سادة الجميع يحوم حول الحمى .. لأن هذه القضية ليس مجرد مطالبة بين طرفين ولو كانت كذلك يجب ايضا ان توضع كل الدوائر التي لها علاقة بالقضية تحت طائلة الاتهام أي المقبوض عليه الاول لأنه لم تبرئ ساحته محكمة لكنه فقط قدم قربانا هو هذا الشاب محمد صديق لعله يكون كبش فداء .. لكنه حتما سيكون كقصة البقرة الصفراء فاقع لونها تسر الناظرين لا شية فيها .. انتظروا يوم يضربوه ببعضها .. لتروا الفضائح المجلجلة .. وترى المخربين الحقيقين ومن والاهم من الجهات الرسمية التي حاولت ان تفصل القضية على حجم هذا الشاب فقط لكنهم لم يجدوا الترزي الماهر بعد .. فاصبحت قضية كوفتي مثل ” شملة كنيش هي ثلاثية وقدها رباعي ” محل ما يجروها تظهر عورة في محل … ربنا إنك الحكم العدل واسمك العدل وكل مظلوم في رجاك ..