X
    Categories: اعمدة

عاصم السني الدسوقي .. يكتب .. ” ذمة الواعي ” .. عرفان السفير عرفان !

قبل اعوام عديده عندما تسلم السفير التركي اوراق اعتماده سفيرا لبلاده في ارض النيلين قدم رسالة عبر الصحف فحواها ملئ باشواق وامنيات و معبرا عن سعادته بالعمل في السودان قاصا سردا تاريخيا لعمق العلائق الممتده والتاريخ البعيد بين الشعبين التركي والسوداني ….
كانت رسالة تنم عن شخص يحمل في دواخله كثيرا من الحلم والعلم والادب وايضا كانت مؤشر واضح لمدي عمق ثقافة الرجل ومهنيته وتواضعه الذي اكسبه ود واحترام الاخرين ،،،،
وحينها كان لابد لي ان افرد مساحة لهذا الرجل المبادر لرد الجميل علي ما خطه من كلمات جزلة انيقه في حقنا كشعب سوداني ودولة نتطلع الي بناء علائق محترمه مع الاخريين من شعوب العالم الكبير في ظل ضيم وظلم من كثيرين متجاورين واخرين بعيدين من دول العالم الظالم ،،،
وقتها كتبت علي صفحات الصحف مقال بعنوان مرحبا سعادة السفير التركي وكان لابد من مقابلة هذا التقدير بالتقدير وهذا الادب بالاحترام ومتمنيا له اقامة سعيده في وطنه الثاني ومثمنا علي قول الشاعر . ،، يا ضيفنا لو زرتنا .. لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل ,,, . وقد كان حل بيينا سعادة السفير عرفان ودخل قلوب جميع اهل السودان وكان مواصلا ومبادرا وفاتحا ابوابه وقلبه للجميع ،،،
ومع مرور السنين اثبتت الايام ان الرجل غير ، يحمل شجاعة مطلقه ، وانسانية مفرطه وتواضع جم ، رجل تجده في الاتراح والافراح واين م وجد الحدث صاحب مواقف تنكسر عندها القلوب وكرم فياض مشهود ،رجل اصيل كسب احترام الكبير والصغير،،
الرجل مدرسة يفدم في كل يوم دروس مجانية لصبية السياسة والادارة والوزارة الذين لايفقهون معني المسؤلية ويجلسون علي الكراسي وهم مغيبون ،،
انها حالة وطن ضل الطريق في سكة الصراع المحتوم بين مكونات الاغبياء والاغنياء وضاع الحلم لننتظر عدالة السماء ،،
نحن نعيش في وطن خاوي مفرغ الانسانية والضمير والاخلاق رحم الله الشاعر العباسي عندما نعي الوطن قبل اعوام طوال مضت حيث قال ..
انما الامم الاخلاق ما بقيت
فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا ،،
وذهبت الاخلاق وضاعت الامة ضاع كل شي ولم يعد للاحياء غير الانزواء ،،
انظر كيف تدهورت الاشياء ضاع كل جميل وزبل كل اخضر ومات كل ضمير ، ومع ذلك مازالت الكلاب متجهمة تاكل في لحم الضان الشهئ بلاء حياء …
انه حالة بلد عصية لم يعد فيها للعلماء بقاء ولم يعد فيها للابداع قيمة ،،
شكرا سعادة السفير نزير عرفان اوغلو وانت تزكرنا بمعني الوفاء والعرفان وانت حقيقة اسم علي مسمي حقيقي وانت تجزل العطاء والعرفان للانسان المبدع الفنان ابو عبيده حسن وانت تقف علي حافة القبر مأواه الاخير بعد ان قدمت كل ما هو متاح ومستطاع من طعام وكساء ودواء وانت تقتطع من زمنك الغالي الكثير لتقف علي الوداع الاخير ،،
لك منا نحن ابناء هذا الوطن المكلوم والمغبون والمصدوم كل ود وحب واحترام ،،،