X

محمد أحمد الدويخ يكتب : حقائق وأرقام من الملتقى التشاوري بالأبيّض “22” ألف بلاغ جنائي بولاية

جنوب كردفان ..ووالي شمال كردفان يحذر من هجرة الرعاة المسلحين لولايته..
…….ّّّّّ…….
اعادت ايقاعات المردوم والكمبلا على مدخل قاعة المشير سوار الذهب بأمانة حكومة ولاية شمال كردفان أعادة للنفوس رمزية التعايش السلمي والسلام المجتمعي والأمن النفسي على مبدأ :
( السلام يبدأ من هنا..من القلب)
وذلك على شرف انقعاد الملتقى التشاوري لشباب الحوازمة ..الكواهلة ..اللوقان وكنانة برعاية والي شمال كردفان خالد مصطفى آدم وتشريف والي جنوب كردفان الدكتور حامد البشير ابراهيم في الفترة من (22 _23 /9 /2021.م )بمدينة الابيض حاضرة شمال كردفان.
…………
شمال كردفان ولاية الحكمة والجودية ..
أكد منسق الملتقى الاستاذ سعيد مكي حمد النيل مفوض العون الانساني بولاية شمال كردفان إن مبادرة شمال كردفان بالتضامن مع مبادرة شباب تقلي بالملتقى التشاوري لشباب الحوازمة حول السلام وفض النزاعات يعد مبادرة مهمة تناشد بالأمن تخاطب الموارد بجانب القضايا المجتمعية وفض النزاعات بين أبناء المنطقة الواحد وأشار مكي لدى افتتاحه فعاليات الملتقى بحضور نوعي من زعماء الادارات الأهلية والاكاديميين وأساتذة الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة ومراكز دراسات السلام ، أشار الى ولاية شمال كردفان هي ولاية الحكمة والجودية مبيناً أن الجودية هي ملكية فكرية خالصة للسودان على مختلف اثنياته وعرقياته المتعددة .
………………….
جنوب كردفان ..(22) ألف بلاغ جنائي..!
كشف الدكتور حامد البشير ابراهيم والي جتوب كردفان أرقاماً مزهلة عن ولايته لدى مخاطبته الملتقى خاصة انه خبيرٌ أممي عمل (25) عاماً بالأمم المتحدة بجانب كونه مستشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله قبل تقلده المنصب بولاية جنوب كردفان ، كشف حامد عن تسجيل (22) ألف بلاغ جنائي بولايته مما يدل على أن الامن بتلك الولاية يحتاج اغلب الجهود خاصة أن جنوب كردفان من الولايات التي دفعت ثمن الحروب والصراعات والنزاعات القبيلة غالباً وكان أغلب الضحايا من الشباب مشيراً الى أن 96% من نزلاء السجون بجنوب كردفان من الشباب دون سن ال(35) سنة ، وأن 98% من المحكوم عليهم بالاعدام دون سن ال(35) سنة أما فيما يخص التعليم فقد أفاض الدكتور حامد البشير الباحث الامم في تفصيل تلك الأرقام المذهلة على حقائق تؤكد أن 12% فقط من جُملة الأطفال بولاية جنوب كردفان يكملون مرحلة الأساس بجانب 5% من جُملة الشباب يكملون المرحلة الثانوية والأخطر ان نسبة الشباب الذي يدخلون الجامعة دون ال 1% في ظاهرة اجتماعية غير مسبوقة بكافة ولايات السودان .مع حقيقة أن نسبة الفقر بولاية حنوب كردفان تصل 80% .مؤكداً أن نسبة الجريمة هي الأعلى بولاية جنوب كردفان بواقع عدد سكان يبلغ مليونين واربعمائة مواطن وهي النسبة الأكبر من جنوب دارفور التي تبلغ ثمانية مليون نسمة..
وأبان والي جنوب كردفان أن ولايته رفعت شعار :
( الأمن أولاً ..)
باعتبار انه لا تنمية بلا أمن وسلام مجتمعي كاشفاً عن تخصيص اغلب موارد الولاية للامن منذ تقلده في اغسطس2020.م حيث استقبلته (159) جثة بمدينة كادوقلي ولكنه ابن تلك الديار ويدرك أهمية السلام والأمن مستشهداً ببواطن الحكم والأمثال الشعبية الراسخة في الحكمة على شاكلة :
(إلبل بطردوها بي جناها) و (دهن النعام ما بسمكو الا جلدو)..أسهب والي جنوب في كردفان في لغة الأرقام والحقائق العلمية بما لا يسع المجال لطرحها الا لاحقاً ولكن تظل الحقيقة الأمر انه كشف عن أن تكلفة تأمين طريق سفري واحد من الدبيبات الى كادوقلي أو العكس يحتاج تكلفة مالية (12)مليار جنيه في الشهر الواحد ..!
كانت ورقة الدكتور حامد البشير بمثابة حديث العالم المدرك لحقائق الأشياء وهو يؤكد استحالة التنمية الآن ولابد من بسط.الأمن أولاً بالجلوس على الارض لان (الحل باليدين افضل من الحل بالسنون)مطالباً باستثمار طاقات الشباب الذين يمثلون 76% من مكون السكان بالسودان دون سن الاربعين ، مطالباً الاستفاد من التأريخ ورمزية منطقة قدير التي تربت على أرضها المناضلة رابحة الكنانية وفيها هُزم القائد الشلالي باشا وأنبتت أرضها مئات الأبطال على مر العصور منهم المناضل الزعيم يوسف كوة وآخرين ..
معترفاً ان نقطة ضعف مجتمعاتنا انها تتغمص دوما شخصية الضحية ولابد من الخروج من تلك المفاهيم والتطلع لصيانة المستقبل ورسم خارطة طريق حياتنا بما يبني العقول ويحفظ المجتمعات ويصون الارض بالتنمية والتعمير مستعرضاً عمله بالامم المتحدة على مدى ربع قرن وتعرضه للسجن والاعتقال أكثر من (13) مرة والآن حان وقت رد الجميع لهذا الشعب الذي يجب عليه ان يشارك بالصبر والعمل على اعادة دمار العقول والحقول وبتر أوصال الشموليين..مستنكراً العملية الانقلابية الفاشلة ووصفها بما يستحق.
……………
أكاديميون ونظاميون وادارات أهلية بالملتقى..
استعرض مقدم الملتقى الزميل الاذاعي عبدالرحمن نورين مكونات الحضور النوعي للملتقى والذي ضم عدداً من الاكاديميين وممثلي الاجهزة النظامية من الشرطة والقوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح وزعماء الادارة الاهلية أبرزهم أمير أمارة تقلي بمحلية رشاد الأمير يوسف عبدالرحيم محمود والدكتور هارون الطيب هارون ناظر عموم الجوامعة والاكاديمي و المحاضر السابق بجامعة كردفان ورئيس قسم طب المجتمع بجامعة كرفان والمحاضر الحالي بكلية شيكان الطبية..وعدد من ممثلي سائل الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد ومنظمات المجتمع المدني والمفوضيات منهم الأستاذة رانيا كمال عبدالكريم مفوض العون الإنساني بولاية جنوب كردفان.
… ……..
أوراق علمية وشهادات بالملتقى..
أجمع المتحدثون على أهمية الأمن والسلام المجتمعي باعتباره المدخل الأهم إلى التنمية والتعمير ونزع قتيل الحرب والاقتتال بين أبناء المنطقة الواحدة حيث استعرض الأمير يوسف عبدالرحيم محمود أمير إمارة تقلي بمحلية رشاد في كلمته دواعي الملتقى الذي يهدف إلى إصلاح ذات البين بين أبناء وبطون القبيلة الواحدة من الحوازمة مكون كنانة والكواهلة واللوقان ودار علي علي خلفية الصراعات التي دارت عام ٢٠٢٠.م بمحلية قدير وراح ضحيتها عدد من الأرواح الذكية نتيجة خلاف حول مضخة مياه بمنطقة الشبكة ..فيما أكد الأستاذ نجيب ابراهيم الدود المتحدث باسم المكون الثلاثي من أبناء اللوقان إن القضية لا تحتاج مواعظ دينية بل قضية حقوق وواجبات تجاه منطقة ظل فيها الحرب تدور على مدى عام مطالبا بتوظيف حكمة الحكماء للوصول لأسرع حل يوقف حمام الدم ..مؤكدا أهمية عودة كردفان الكبرى في رمزيتها القديمة عبر الجوديات أن تعثرت عودة الجغرافيا ..وتخللت الفعالية عدد من الأوراق العلمية ذات الصلة منها ورقة (الدور المجتمعي للشباب في بناء السلام والتعايش السلمي ) قدمها الدكتور منتصر حامد بمركز دراسات السلام والتنمية بجامعة كردفان.بجانب ورقة (تنوير الشباب عن مراحل القضية ..التوصيات ومقترحات الحلول) قدمها الأستاذ /معاوية صالح بابكر رئيس مبادرة شباب تقلي.
………….
والي شمال كردفان يحذر..
امتدح والي شمال كردفان مبادرات ولايته الرائدة في طرح المبادرات والجودية بين أبناء المنطقة الواحدة ونزع فتيل الصراع بالعمل الجاد مستلفاً عدة أمثال شعبية ذكر أنها على طريقة زعيم حزب الامة الراحل الامام الصادق المهدي منها المثل الأشهر (ما تمشطوها بي قملها..) و (أن البقرة ما بتغير دربها ..كان فاتها الراعي براها بتجي) في اشارة الى عودة المتنازعين حتماً الى (ضرا الجودية) العامر بالحكماء ، خاصة أن شمال كردفان ولاية وسطية مطالباً بمحاسبة كل من يخالف القانون ويسعى الى زعزعة أمن المجتمع حتى ولو كان الوالي نفسه _على حد تعييره_ مرحبا بكافة المبادرات التي تختار شمال كردفان مجلسا للجودية غير أنه حذر من دخول الرعاة حملة السلاح من ولاية جنوب كردفان إلى ولايته التي تلتزم بمبادرة جمع السلاح حتى لا يتسبب ذلك في اضطرابات قبلية وزعزعت المناطق الحدودية بين الولايتين الشقيقتين…
مبشراً بفوائد عديدة من هذه المبادرة تكشف عنها توصيات الملتقى في جلسته الختامية الخميس ٢٣/ ٩ / ٢٠٢١.م