X
    Categories: اعمدة

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. شرقنا الحبيب دمعة حَرَّى على خد الوطن المجروح !

إن من أعظم المعضلات التي يمر بها الوطن الآن هى أزمة الشرق والتي استفحلت وزادت سوءاََ على السوء التي كانت عليه وهى الحق الذي اريد به باطل لأننا نتفق أن الشرق له مطالب حقيقية لا يزايد عليها أحد وعانى من التهميش على مدار حقب الحكم السابقة وقد كان نصيب الأسد في عهد النظام البائد .. واذا نظرنا الى موضوع التهميش هذا فهو حالة عامة يكاد يعاني منها كل مكان في السودان في ظل غياب التنمية المتوازنة وبالتالي اختلال ميزان التنمية بعمومها وخاصة التنمية الإقتصادية والإجتماعية وهما متلازمتان .. ويمكن ان تعتبر الخرطوم نفسها تعاني من التهميش فهى تعاني حالة من التردئ في الخدمات ونقص الضرورات وهى لاتشبه العواصم بل هى اقرب للريف في كثير من ملامح حياتها وإذا اخذنا الشمال والغرب وجبال النوبة والنيل الأزرق وهكذا .. ولكن يظل التصعيد الذي حدث في ألشرق ومازال هو الأخطر ويحمل في طياته أجندة ليس لها علاقة بالشعار الذي يتدثرون به لكى يضفوا عليه طابع الشرعية والموضوعية .. وهذا التصعيد الذي حدث متمثلاََ في قطع الطريق القومي الرئيسي بين بورتسودان الخرطوم والذي يعتبر شريان حياة السودان وكذلك إغلاق الميناء الرئيسي وعزل الشرق تماماََ وهذا على خليفة رفض نظارات البجا والعموديات المستقلة لمسار الشرق في اتفاق جوبا وعلى ذلك فإن الأمر واضح وضوحاََ جلياََ وأن إشتعال هذا الملف في زمن الهشاشة الأمنية والسياسية الآنية وهذا ناتج الصراع القبلي والسياسي على النفوذ .. حقيقة شرقنا الحبيب ينزف الآن وينزف معه كل الوطن يحركه اصحاب الغرض بدعم مهول من اذرع النظام البائد .. للشرق له قضايا مطلبية عادلة وحقيقية ولكن حلها يكون في إطار الفهم العميق لواقع حال البلاد وبالحوار وليس بالهتاف بحناجر النظام البائد الذي كان يحكم ثلاثين سنة كأسوأ ماتكون السنين ولم يقدم للشرق ولا إنسان الشرق أي مشاريع تنموية وخدمية وهنا يظهر السؤال الموضوعي لماذا لم تقطعوا الطريق في عهد النظام البائد ؟! بل الأدهى والأمر أن القائمين الآن بهذا العبث هم كانوا أكبر الداعمين لعهد الظلام البائد !! إذاََ الموضوع ليس مطلبي وإنما يحمل أجندة سياسية يحملها اصحاب الغرض ومغلفة بهذا الشعار وليس أدل على ذلك من الغزل الصريح بين قيادات التخريب وقطع الطرق مع المكون العسكري الذي كثرت علامات الإستفهام حوله أكثر مما كانت وكذلك من سوء حظ قادة قطع الطريق وإغلاق الشرق فشل الإنقلاب الذي حدث بالأمس لأن التبعات والتداعيات التي سوف تحدث بعد هذا الحدث ليس في مصلحتهم وسوف تتسم بالقوة والحسم .. والذي استغربه هو أن تقطع مجموعة طريقاََ يعتبر شريان السودان وتغلق معه الميناء والجهات الأمنية المنوط بها حفظ الأمن لا تحرك ساكناََ !!! في حين ان مبرر استحواذكم على وزارة الدفاع والداخلية هو بسط الأمن والذي اصبح في عهدكم معدوم تماماََ .. ولكن لن يطول حلم الواهمين بزعزعة استقرار البلاد وسيرتد اليهم كيدهم في نحورهم مدحورين ولن تكون بوابة الشرق هى البوابة الطاليبانية لعودة الفلول وجحافل المغول .. ولن يكون الشرق هو حصان طروادة .. سيظل الشرق جزء أصيل وغالي ومهم من الوطن المجروح مهما اسخنتم جراحه وسالت دموعه حَرَّى على خده فهذه وعكة عابرة سيتعافى منها قريباََ وعندها سيخيب ظن المرجفين الذين يتربصون بالبلاد
همزة وصل .
هذه ليست المرة الأولى لقطع الطريق القومي الرئيسي بين بورتسودان الخرطوم ولكن عندما يحدث التساهل يرتفع السقف .. سينجلي الظلام عما قريب ولايمكن ان ينال اي كائن من كان من هذا الوطن وواهم من ظن ان النظام البائد يستطيع أن ينال من مقدرات هذا الشعب ومهما خدمه اصحاب الغرض بالوكالة