X
    Categories: اعمدة

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. الحكومة تترنح .. والثورة في افضل مراحلها !

رهاننا الذي لا يخسر هو بأن ثورة ١٩ ديسمبر ستبلغ غاياتها وستحقق اهدافها مهما كانت الخسائر .. وثيقة ١٧ اغسطس التي قضت بالشراكة بين العسكر والمدنيين كان فيها تنازل كبير من قوى الثورة والهدف من هذا التنازل ليس كما يتصور البعض لتسلق المناصب فحسب بل لتقليل الخسائر وكلفة التغيير .. لن نندم عليها .. حكومة الفترة في مراحلها المختلفة أنها كانت محطة للتزود بوقود الكفاح والاستعداد للشوط الحاسم للتغيير الحقيقي الذي يتطلع له الشعب السوداني .. والمكاسب كبيرة ليس كما يتخيل البعض ويردد المرجفون ” هي وين الثورة .. الثورة انسرقت .. وهولائي عملاء .. وإدارة البلد من الخارج ” .. وغيرها من وسائل التثبيط وتماهى مع ذلك العسكر والاجهزة الامنية وتركوا الحبل على القارب دون أن يطلعوا بمهامهم الاساسية وعملوا على ضرب المدنيين بعضهم البعض في اسلوب قديم وبالي ، حتى جعلوا البعض يصرخ ” يا حليل الكيزان ” .. لكن الواقع هيهات .. هيهات لكم .. شريحة الوعي وسط الشعب تمارس الصمت النبيل وستوجه لكم الضربة القاضية يوم تطمئنوا لتأييد شمولية جديدة ، وترفعوا اسلحتكم الصدئة وتجثموا على صدر السلطة من جديد .. حينها ستتفاجئون بأسلحة لن تصدأ يدخرها شعبنا ليوم كريهة .. هي اسلحة السلمية التي قهرت أكابركم الذين علموكم السحر .. سنقول لكم كلمة حق بأن اكبر هدف يمكن أن تحققوه هو ارتكابكم لمزيد من الجرائم التي ستضاف للجريمة التاريخية .. جريمة فض الاعتصام وما تلاها من جرائم .. المدنيين في الحكم كانوا اكثر مثالية وسعوا بكل جهدهم لمعالجة الجرائم السابقة بما يسمح بالذهاب بالبلد خطوة الى الامام .. هذه المثالية أغرت الفلول وقوى الردة ليتخلق تحالف جديد ينتج عهد انقاذي في نسخة ” نيو لوك ” .. وبدأت إشاراتها بإنقلاب يشبه إنقلاب الزبير محمد صالح الذي سبق إنقلاب المخلوع البشير .. وحين سمع زئير أحد المدنيين هو محمد الفكي سليمان .. ” هبوا لحماية ثورتكم ” كان لها الفلول بالمرصاد كرروا تعليقات مبتذلة وتبطئن غرض فلولي دنئ .. أنتشى البرهان وظن الاشياء هي الأشياء .. ونسى أو تناسي ولم يحدثه حسه الأمني بأن ثوار السودان ليس كثوار تركيا الذين استجابوا لنداء رجب طيب اوردغان حين انقلب بعض العسكر على النظام الديمقراطي القائم ورموا بأجسادهم تحت المجنزرات والدبابات .. لا ابدا ثوار السودان ليس اقل منهم همة ولم تمت داخلهم عزيمة للوصول لدولة مدنية كاملة أو المحافظة على ما تحقق .. بل لأن نهج الثورة السودانية غير تقليدي ولا يعرف التقليد ولا ينجح أي تقليد والدليل بأنه حين انطلق الربيع العربي ٢٠١١م وخرج الشعب السوداني لم ينجح في اكمال ثورته رغم أنه قدم مئات الشهداء بذات اسلحة هذه المؤسسات الامنية القائمة الآن .. ورجع الاسد لعرينه ليأتي بسلاح السلمية في ١٩ ديسمبر ليقضي على فعالية أي سلاح آخر .. السلاح الناري .. السلاح الغازي .. سلاح التجويع .. سلاح التخوين .. سلاح الاغراء .. سلاح الاغواء والثورة ماضية …. الآن الآن الشعب يراقب عن كثب ويعلم بأن البلد وصلت مرحلة ” الصفيح الساخن ” ووصلت مرحلة اللا عودة للوراء وأنتهى عهد انصاف الحلول وانتهى عهد الصمت المريب وحسنا خرج المدنيين الذين كانوا يمارسون الصمت النبيل ليؤكدوا ما كان يخرج تسريبات … والحل اصبح طريق لاتجاه واحد مدنية كاملة بشراكة عسكرية في حدود مهامها المنوطة بها واما من يختار غير ذلك يجر البلد لطريق مواجهة الشعب والذي لن ينكسر لأي متجبر وإن استكان الى حين .. الحكومة تترنح نعم يسقط الافراد نعم .. لكن الثورة ماضية لتحقيق غاياتها رضا من رضا وابا من ابا بإذن الله تعالى ..