X
    Categories: اعمدة

علي سلطان .. يكتب .. ” وطن النجوم ” .. البصارة.. اسلوب حياة !

لم يكن مستغربا في عهد طفولتنا السعيدة ان يشتري والدك من جزارة حجو او حاج كُل او ابوشورة – في سوق الشدرة(الشجرة) في شندي فوق- ربع كيلو لحم بقري لزَوم الملاح او لحمبدون عظم ينفع (شرموطا) اَو قديدا كما زعموا.. لزوم ملاح التقلية..ولم يكن مستغربا ان تكَون وجبتي الفطور والغداء ملاح ويكة او ويكة مفروكة.
كان ايقاع الحياة هادئا في مدينة شندي والناس (تبصار) اشياءها وحاجاتها بقدر ماتستطيع كي تمضي الحياة في سلاسة ودعة وهدوء.. لقد كانت (البصارة) اسلوب حياة!!
لكم نعرف اننا فقراء(اغنياء من التعفف).. ولم نكننعرف كيف مضت سفينتنا في البيت و وصلنا الى بر الامان.. فقد كان الربانان ماهرين وحكيمين ومتضامنين.
وماتزال تفاصيل حياتنا اليومية في مربع7شندي فوق.. ماثلة في الذكراة كانها بنت اليوم.. حياة سهلة سلسة لم يعكر صفوها مايعكر.. ولم يشأ الوالد والوالدة ان يقحماننا فيما يواجهان من مشكلات وأشكاليات الحياة اليومية التي يواجهانها.. كنا نطلب اسبوعيا مبلغا ما (قرشا او قرشين) للخلوة.. ثم دخلنا المدرسة واصبح لنا شنطة وكراسات واقلام وكتب.. وكانت هناك رسوم دراسية ندفعها كل عام.. وكان الوالد بلتزم بالدفع او يؤجل الدفع احيانا ولكن كان كل شي نراه مرتبا وليس هناك مايزعج!
كان الوالدعندما بعود من عمله في الدونكي بعد الظهيرة.. تكون مخلانه محملة بفواكه الموسم اذا كلنت منقة او برتقالا اويوسف افندي.. بالإضافة الى الليمَون.. وبعد ان يرتاح قليلا فترة القيلولة يذهب بعد صلاة العصر لعمله المسائي حيث كان (جنانيا) من طراز رفيع ومعظم الحدائق المنزلية في عدد من بيوتات شندي كان قد شتل شتولها و نجيلها ولشجارها وزهَورها.
ثم ادركنا بعذ ان نضجنا وبدانا نفهم الحياة ان والدينا بذلوا جهدا خرافيا في تربيتنا وتنشئتنا في محبة وهدوءَ.. واخفَوا عنا كل ما يعكر صفََ حياتنا.
لقد كانت (مباصرة) الحياة هي الكلمة المفتاح في حياة الناس في تلك العقَود التي مضت! زاد ت اسعار اللحمة على الفَور استعاضوا عنها بالعدس.. رِجلة بالعدس ملوخية بالعدس ملاح كداد.. ذبح كيري في الحي.. الغنم والضان والطيور في حوش البيت..والتكافل الاجتماعي الجميل بين الجيران شوية ملح سكر طايوقة للصاج تبادل الملحات والزيت والدقيق.. الخ
ما الذي غير حياتنا تلك واورثنا هذا الشقاء الدائم الملازم؟