X

محمد أحمد الدويخ .. يكتب .. المنظمة السودانية لدعم التعليم “سيدسو ” تفتتح مدرسة الدفينة الثانوية بنات وسط أهازيج الفرح وعبرات فقد المؤسِّس..!!

غرس أكثر من (750) شجرة داخل وخارج المدرسة في
بادرة انسانية غير مسبوقة ومجتمع الدفينة يتعهد بالوفاء
………ّّ….
سيدسو..انسانية الفكرة :

 

 

 

 

منذ حادثة غرق تلاميذ المناصير التي راح ضحيتها عدد من تلاميذ الأساس كانوا يعبرون النهر لتلقى دروسهم بالصفة الأخرى..نبعت الفكرة وكانت المحطة الثانية بولاية شمال كردفان بمدرسة ابوسنون الاساسية التي غمرتها الرمال وطمست معالمها تماماً حيث أنشأت المنظمة السودانية لدعم التعليم (سيدسو) منذ تاسيسها قبل عامين العديد من المدارس و تعمل على ذلك بمواصفات هندسية نادرة بينها (9) مدارس تم انشائها من العدم منها مدرسة الدفينة الثانوية بنات بولاية شمال كردفان بمحلية ام روابة وحدة ود عشانا الادارية ملحقة ببئر عمقها 700 قدم و ملحقاتها والتي تم افتتاحها صباح الجمعة 15 /10 / 2021.م بمشاركة أكثر من (30) ممثلاً للمنظمة بفرعياتها الست بالولايات بجانب الحضور الحكومي الرسمي للسيد *محمد مضوي رحمة* ممثلاً ممثل والي شمال كردفان ومدير عام وزارة التربية والتعليم بالولاية الاستاذ *يوسف عبدالله خليفة* والادارة التنفيذية بمحلية ام روابة *يعقوب آدم محمد* والمدير التنفيذي لوحدة ودعشانا الادارية *حمد بدوي معلا* وممثلي قوى الحرية والتغيير بوحدة عشانا الاستاذ *أحمد الدويخ* و *مسيل النور مسيل* ولجان المقاومة ومجتمع الدفينة ممثل في الاستاذ *العزل محمد العجب* ومدير ادارة التعليم الثانوي بمحلية ام روابة الاستاذ *أحمد دوود* حيث تم الافتتاح وسط أهازيج الفرح وعبرات الفقد للراحل المؤسس الدكتور *الطيب أحمد النعيم* أحد أبرز المبادرين بفكرة (سيدسو) وواضع اللبنات الأولى لمدرسة وبئر مجتمع الدفينة الذي ذرف الدموع الحرى لغيابه المُر صباح العرس التربوي المشهود.
…………
مجتمع الدفينة ..القرى تتداعى..

 

 

 

 

مكبرات الصوت تعلن لأول مرة عن ارتداء تلاميذ أكثر من عشر قرى مجاورة لمجتمع الدفينة للزي المدرسي صباح الجمعة من غير المألوف وذلك للمشاركة في افتتاح صرح تربوي مهم ..وقد تداعت القرى على ظهور الدواب واللواري وبعضهم راجلين لمشاركة المنظمة السودانية لدعم التعليم (سيدسو) في افتتاح المدرسة الحلم ..مدرسة الدفينة الثانوية بنات بملحقاتها البئر والمنشأت المجهزة بالطاقة الشمسية بواقع أربعة فصول وثلاثة مكاتب للمعلمين واجلاس عدد (43) طالبة بالصف الأول الثانوي وستة دورات مياه متكاملة مع وضايات (6) عيون..وخزان مياه عشرة ألف لتر واهداء المؤسسة التعليمية المتكاملة لوزارة التربية والتعليم بحضور مدير عام وزارة التربية بولاية شمال كردفان الاستاذ / يوسف عبدالله خليفة وهو يؤكد انه شهد وضع الفكرة عندما كان مديراً لادارة التعليم الثانوي بمحلية ام روابة وازدادت سعادته أن يشهد افتتاح الصرح التربوي وهو مديراً عاما لوزارة التربية متعهداً بتوفير التزامات الوزارة تجاه المدرسة واضعاً التحدى الاعظم امام طالبات الدفعة الاولى بالاجتهاد لرفعة اسم المدرسة وفاءً لروح الفقيد الدكتور الطيب أحمد النعيم ومنظمة (سيدسو) ذات الانسانية والفكرة الشامخة.
……………
غرس أكثر من (750) شجرة ..ومبادرات انسانية غير مسبوقة..

هبط منسوبو المنظمة السودانية لدعم التعليم (سيدسو) القادمين من الخرطوم (المركز) بما يفوق الثلاثين شخصاً من أصحاب الفكرة المؤسسين من الشباب والشابات والشيوخ الحكماء يحدوهم فرح الفاتحين ..هبطوا
من الحافي التي اقلتهم يحملون شتول الأشجار المثمرة والظلية المتنوعة وكأنهم جاءوا من عالم آخر *غير هذه الارض* التي عودتنا على سُنة المصالح وسباق المنفعة يرفعون شعارهم الشامخ :
( *انسانية وبس*)..
كان في استقبالهم اسرة فرعية سيدسو بولاية شمال كردفان في مقدمتهم المدير التنفيذي للمنظمة بشمال كردفان الاستاذة *ابتهال ميرغني الفكي* عضو المجلس الاستشاري المركزي للمنظمة وعدد من منسوبيها ببنهم الاستاذ *ياسر حسين طه* الامين العام لفرعية شمال كردفان و *نضال آدم* مدير ادارة شئون العضوية و *بشاشة محمد بشير سليمان* مدير ادارة الاعلام والاستاذ *محمد عبدالقادر عبدالرحمن* ومعتصم عبدالله ابوضفيرة من عضوية المنظمة بجانب الصحفي *محمد أحمد الدويخ* اكتمل المشهد
والتلاميذ يصطفون على مدّ البصر وكأنهم يحفظون تلك الشعارات قبل خروجهم من بطون امهاتهم والاصوات البريئة تردد والايادي الغضة تلوح بعلامة النصر والانتصار :
(انسااااااانية وبس)..!!

افتتاح الصرح على أهازيج الفرح..وعبرات الفقد..!

تمثل وفد (سيدسو) المركزي المشارك في الافتتاح على أعلى مستوياته كل من *الاستاذ النعمان محمد عوض المدير التنفيذي للمنظمة* وصاحب الفكرة مع رفيقه الراحل الدكتور (الطيب أحمد النعيم)..محمد عبدالجبار البستاني الامين العام للمنظمة ..عبدالباسط عمر حامد أمين الإعلام و العلاقات العامة الاعلام ..جهاد عوض الكريم سمساعة امين التنسيق ..توسل عبدالمنعم ميرغني سكرتارية المنظمة ..وعصام المصور البارع ورفاقه وهم يطلقون طائرات التصوير من الجو في اخلاص وتفان للمهنة والاحترافية العالية ..ابراهيم هاشم امين المشروعات ..أحمد الطاهر أمين ادارة شئون العضوية..محمد اسامة بالمكتب الهندسي..الدكتور منى الماحي نائب رئيس المكتب الاستشاري ..زليخة محمد محمد الحسن عضو المكتب الاستشاري
بجانب الاب الروحي للمنظمة أنور غريبة الذي شهد وضع اولى اللبنات بمنطقة المناصير وظل وفياً للشعار الذي رفعته سيدسو (انسانية وبس) وهي تطوف كافة ربوع الوطن الحبيب ..تحي سنة التعمير والتأسيس والتأهيل التربوي لصناعة بيئة مدرسية مؤسسة.

مبادرات ابداع سيدسو ..شركاء النجاح والفكرة..

عدد كبير جداً من الخيرين والمبادرين في نبع الفكرة (سيدسو) شكلوا حضوراً بهياً ولم تسقط من ذاكرة الوعي الكبير للمنظمة اهمال الجنود المجهولين بما فيهم المبدعين من الخطاطين ومبادري النقوش على (لوقو) المنظمة الذي يجسد شعار علم السودان بألوانه الزاهية (الأحمر والاسود والأخضر والابيض على سنان القلم ورمزيته العالية)..قد يستاءل الحاضرون عن شخصية الشاب صاحبة العُصابة الجلباب الأسود على طريقة (أنصار المهدي الخليفة) بنظراته الفاحصة الملئية بالابداع والتأمل انه المهندس *أحمد زاهر* طالب الهندسة بجامعة الإمام المهدي بالنيل الابيض الخطاط وصاحب النقوش على جداريات (سيدسو) التي أبدعت فيها *الفنانة التشكيلية ايثار عبدالعزيز و كذلك *أبوالقاسم فضل السيد* بجامعة السودان ..
فيما شارك مع الوفد الاتحادي للمنظمة عدد من ممثلي *مبادرة سيدسو ابداع* من خارج وداخل السودان بينهم الدكتور نعمات الزبير بشير ممثل عضوية (سيدسو) بالخارج ..والدكتورة اعتدال محمد التوم و الاستاذة نفيسة علي لطفي وآخرين يؤدون واجبات انسانية مساعدة وتوفير احتياجات الطلاب والتلاميذ ممثلة في (الشنط والوجبات المدرسية ) وتأهيل بعض الفصول والمدارس ذات التصدعات الخفيفة ..

دموع النعمان..مشاهد وعبرات الافتتاح..

لم يكن فقد الدكتور *الطيب أحمد النعيم* الذي توفي بتأريخ 12 /12 /2020.م أحد اصحاب فكرة (سيدسو ) المؤسسين لم يكن بالامر العادي وجميع الحاضرين تعترضهم العبرات وهم يتفاخرون بافتتاح مدرسة الدفينة الثانوية بنات التي شهد الراحل بداياتها وكان الاكثر حماساً ان ترى النور ولكن كانت يد المنون اسرع ..وتجسد ذلك الحزن في مشهد رفيقه الاستاذ النعمان محمد عوض الذي احتضن حائط المؤسسة وهو يذرف دموعه الحرى في مشهد صادق عجزت الجموع عن اخفائه عن كاميرا المصورين وهواتف الحاضرين وصوت الحكيم *أنور غريب* يرتفع رغم الدموع عالياً *انسانية وبس*..
……….
بنوت الحلة العامرة..لوحة المرأة الزاهية..

كانت المرأة حاضرة بفعالية داخل المدرسة بواقع ست معلمات بجانب مدير المدرسة الاستاذ *محمد عبدالله البشير (الشتيل)* وأخريات يقُدن اغلب المناشط حيث يضم مجتمع الدفينة ثلاثة مراكز للتعليم المجتمعي ومحو الامية والتدريب المتكامل بتوفير طاقة شمسية وبرامج آيباد وأجهزة التعلم بملحقاتها عبر تدخلات اليونسكو بالمنطقة وعدد من مؤسسات المجتمع المدني المنظمات الاقليمية والمحلية خيث تقع القرية على حافة شارع الاسفلت بالطريق القومي (الخرطوم _الابيض) فيما شاركت المرأة ببرامج الافتتاح وتقديم البرنامج بواسطة الاستاذة *صباح عبدالكريم بخيت* بمشاركة الاعلامي *محمد حسين* من اعلام محلية ام روابة والمساهمات الكبيرة للشباب بمجتمع الدفينة منهم الشاب النشط عبدالرحيم المهدي منسق فكرة مسرح العرائس مع فرقة الثلاثي المرح ونجوم المسرح القومي بام درمان (هجو خليل وحليمة يعقوب وميساء علي ) الذين ابهروا الاطفال والحاضرين بعروضهم المسرحية مكتملة الازياء..بجانب المعلم *النظيف محمد علي* ..نصرالله سليمان العزل ..مصطفى محمد علي .. حسب الرسول أحمد والشيخ محمد نور الخمجان خطيب مسجد الدفينة الشاب الذي خصص خطبته عن دور الشباب في المجتمع وسط حضور كبير من ضيوف القرية..الدكتور بانقا أحمد محمد بانقا الاكاديمي والاستاذ بجامعة الدلنج ومتابعة كل من الروفيسور العجب محمد العجب الاستاذ بجامعة الخليج العربي بالبحرين وآخرين..
……….
مراسل الاذاعة السودانية..اكتشافات ومواهب..

تفاجأ الحضور بالاستاذ *الجيلي بشير الناير* مراسل الاذاعة السودانية بولاية شمال كردفان وهو يمسك بالمايك ليقدم أحد ابناء المنطقة المغمورين على هيئته الشعبية وهو يرتدي الحلابية والسروال يدعوه دون مقدمات لصعود المسرح وسط دهشة الحاضرين ..!
وفي ثوانٍ هبّ الحاضرون وتعالت أصواتهم مع ذلك الفنان الشعبي *عثمان أبكر (قرع)* مؤذن مسجد مدينة ود عشانا العتيق في فاصلين من الاداء الباذخ الألحان بداية برائعة العطبراوي :
*كل أجزائه لنا وطن ..*
ثم تداعى الحاضرون حد الدهشة والفنان *قرع* تتوافق مفرداته مع شعارات (سيدسو) الداعية الى تحقيق الاحلام ونزع الوجع والخوف..والايادي تلوح متناسية حرارة الشمس وصخب الحاضرين والجموع تغادر المسرح والصوت يتردد رويداً رويداً في مشهد تقليدي بديع وكأنه يعني مفجري فكرة (سيدسو) بمفرداته ذات المعاني والمضامين السامقة :
جينا نخُت ايدينا الخضرا..
فوقك يا أرض الطيبين..
يا بنوت الحلة العامرة ..
أبشرن بينا عديلة وزين..
فتّحن البيبان والطاقة ..
وامسحن الدمعة الحراقة..
نحن البنحقق أمانينا..
نزح الوجع المتحدينا
نشق الواطا ..نبل أشواقا..
انتن نيل سايقاه الغيمة ..
وعداً أصبح فيكن شيمة..
ونحن النور شايلاه عزيمة..
النار بتموت لو نحن نسينا..
الخير بيفوت لو اتراخينا..
ونرجع تاني ندور في الدايرة ..
عديمة الفايدة عقيمة أليمة ..
الواطا مشتاقا وبتادينا ..
الرعد بروقا بتشلع فينا ..
المطرة بتغسل خوفنا الفينا ..
الخوف بيضيع لو نحنا بدينا..