X

م. محمد صلاح .. يكتب .. الوساطة العـقارية.. نحـو وأقـعٍ أفضل

بعد غياب طويل عن الكتابة تلقيت دعوة كريمة بعد ان توقفت عنها رسمياً كـ كاتب في المجال العقاري ورغماً عن إعتذاري عن المشاركة إلا أنه وصلتني الكثير من رسائل الود والمحبة تشجيعاً لي بالمواصلة في الكتابة وتم إقناعي.
أجد نفسي فجأة بين أزرار الكيبورد لاكتب عن مهنة يمكن أن يتعدي متوسط دخلها الشهري أضعاف ما يجنيه بروفيسور في جامعة من الجامعات السودانية ورغماً عن ذلك يمكن القول بأن مهنة الوساطة العقارية تحتاج مذيد من التنظيم وإستصدار قوانيين لضبطها وتحديد آلية توضح للمتعاملين بها معرفة مالهم وماعليهم مع العمل على محاربة السمسرة العشوائية.
لقد عاني قطاع الوسطاء العقاريين في السودان منذ سنوات إهمالاً كبيراً فظل طيلة هذه الفترة حتي يومنا هذا دون قانون ينظم المهنة أو دار تقام عليها انشطة الوسطاء أو غيرها من التأسيس الجيد من تدريب وتعليم مع المشاركة كقطاع له وزنه الهام.
إن وحدة الوسطاء العقاريين الذين تمخضت مجهوداتهم عن تأسيس وإقامة أول ملتقي تفاكري للوسطاء العقاريين والذي شاركت فيه ولايات السودان المختلفة وماتبعه من ورش ولقاءات لايمكن المزاودة عليه، وهذا الحدث الذي يعتبر الأول من نوعه يعد معالجة وتعويض عن مافقده الوسيط طيلة السنوات الماضية من إقصاء وتضييع لحقوقه وعدم إستصدار قانون ينظم مهنته مع الأخذ في الاعتبار تنفيذ كل التوصيات والمخرجات التي جاءت من الملتقي التفاكري.

فقد تم الإعلان قبل أسابيع عن أول ملتقي تفاكري للوسطاء العقاريين وهو الأكبر والاضخم منذ نشأة تاريخ الوساطة في السودان وهو تجمع مؤسسي مهني يقام لأول مرة في الدولة، فالتحية للزملاء الذين كانوا جزءً من هذا الحدث الهام والفريد ولعل ماادهشني هو المشاركة الكبيرة والفاعلة للولايات والمركز علي أمل ان ينتظم ذلك العمل كل وولايات السودان.
لذلك نري ونستشعر أن البناء القاعدي هو العمود الفقري للاجسام المهنية، وهو أحد أهم أسس قيام الأجسام الديمقراطية المهنية وهذا مالم نلمسه في الماضي عند قيام جسم مثّله البعض دون غيره بعيداً عن الديمقراطية والشفافية ولا مجال في سودان الثورة لغير تطلعات الوسطاء العقاريين ولا مجال للتراجع عن الغاية التي خرج من أجلها قائدي الحراك والتغيير الي واقعٍ أفضل.
إن سواعد الشباب والشيبة من الوسطاء ممن يريدون التغيير الي واقعٍ أفضل لا مناص ان ندير ظهورنا عنه بل الواجب أن نشد ونقف معه مع الحيطة والحذر من التيار المعادي لهذا الحراك من المخربين والذين تربطهم مصالح وأجندة مع النظام البائد وذلك من تضررهم من قيام هذا الكيان.

نختلف على كثير من القضايا ونتفق على البناء كلاً في موقعه، نخطئ ونصيب ونعدل ونصحح، ونزيل العوج ونقيم العديل للبلد وللمجال ومستقبله بقدرة شبابه الواعد، عهدنا أن نمضي معاً، ودعوتي للزملاء من الوسطاء العقاريين وأنا منهم، تمسكوا ببعضكم بمن يحمل همكم، بقبول الآخر والصبر على الاختلاف، بالتعلم المستمر والاستفادة من الدروس، والتعاون الدائم والعمل الجماعي، تمسكوا بمشروع التغير الي واقعٍ أفضل وتحقيق أحلام أضحت تري بين قـاب قوسين او أدنـي.