X

رحاب ابراهيم ” المسافات ” البكاء علي اللبن المسكوب !

لعل د. جبريل ابراهيم حينما دعم اعتصام القصر لم يحسب مآلات ذلك الدعم مستقبلاً علي المنح والهبات والدعومات التي إنهالت علي السودان خلال فترة قصيرة سواء كان ذلك مباشر الي عيني ، وربما كانت حساباته تسير في غير الاتجاهـ الذي رست عليه عقب إجراءات الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 من اكتوبر وهو يبكي علي ” اللبن المسكوب ” ويصرح بان تلك الاجراءات اوقفت تمويل كان يفترض ان يتحصل عليه السودان إبتداءاً من نوفمبر الماضي بمبلغ 650 مليون دولار لدعم المشاريع التنموية من كهرباء ومياه بكافة ولايات السودان وقال د. جبريل وزير المالية بحسب ” رويترز ” إن تجميد المُساعدات المالية الدولية يضع علامات استفهام حول تمويل الواردات الأساسية ومصير الإصلاحات الاقتصادية ، وأوضح أن التمويل الدولي شمل 500 مليون دولار لدعم الميزانية من البنك الدولي و 150 مليون دولار في حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي .
فإذا كانت المالية معتمدة علي 500 مليون دولار لدعم ميزانية 2022 فهذا لا ينذر بخير ابدا خصوصا ان الميزانية كان يفترض ان يبدأ الإعلان عنها خلال هذه الايام ونحن في نتصف شهر ديسمبر والوزير يتحدث عن 500 مليون دولار لن تكون ضمن ما خطط إليه في الميزانية !!
الغريب انه كان مقتنع ان هذه الاجراءات ماهي إلا تصحيح لمسار الثورة واليوم يقول أن الأثر الرئيسي لتجميد الدعم الدولي سينعكس على مشروعات التنمية التي تغطي مجالات تشمل إمدادات المياه والكهرباء والزراعة والصحة والنقل، وأشار إلى أنه تم تجميد برنامج الدخل الأساسي الممول دوليًا لتقليل أثر إصلاح الدعم ” ثمرات ” . وأوضح إبراهيم إنه كان يجري التخطيط لميزانية السودان لعام 2022 دون مساعدات الدولية ، لكن بهدف الالتزام بحد عجز يبلغ 1.5 % محدد في إطار برنامج تمويل من صندوق النقد الدولي .
ولعل افضل ما قاله وزير المالية إنهم يسعون للبحث عن الاستثمار بدلاً عن المنح من دول الخليج التي تواجه الآن تحدياتها الاقتصادية الخاصة.
وهل ياترى يعلم جبريل أن هذا السودان يمتلك أكبر مخزون من الذهب في أفريقيا و أيضاً النحاس و النفط ، و يمتلك أراضي زراعية كبيرة جداً قد تصل لاكثر من ثلثي المساحة الكلية ، هذا فضلاً عن ما يزيد من 140 مليون راس للثروة الحيوانية ، مع توفر كمية مياه غير طبيعية للأمطار قد تعادل مياه النيل هذا غير المياه الجوفية المكتشفة والغير مكتشفه ، وأننا أكبر الدول في العالم إنتاجاً للصمغ العربي ، وأن إقليم دارفور الذي تخلق فيه حروب ومشاكل مفتعله لسبب انه يمتلك كل أنواع المعادن وهذه المعادن هي السبب وراء إقتتال الناس هناك ، والسودان به كمية يورانيوم تعادل الموجود في جنوب أفريقيا. هذا فضلاً عن أكبر محمية حيوانات برية في العالم .
ورغم كل هذه الثروات التي تتمنى دول كثيرة ان يكون لها جزء ولو قليل جداً من فالحكومة السودانية لا توفر لنا كمواطنين الكهرباء ، والوقود ، وغاز الطهي ، والعلاج ، بل اننا نعيش في غلاء طاحن .
لا أدرى ما الذي يجعل حكام السودان منذ الإستقلال لا يستغلون هذه الموارد لنعيش في نعيم ونكون في مصاف الدول التي يشار غليها بالبنان هل العيب في المواطن ام من يحكمنا وجل همه إنتظار ما يأتيه من الخارج من منح وهبات ويفترض نحن من يمنح هذه المنح والهبات !!