X

كابتن . عادل المفتي .. يكتب .. العدالة سُرِقت !

تمددت مساءاً منهكاً يغالبني النعاس .. راغباً في النوم بعد أن (دعوت الله) قبل (الموتة الصغري) متحصننا منها .. مردداً ومواصلاً دعواتي شاكراً لله عز وجل أن (وهبني) هذه (النعمة) التي تعد (نعمة) من نعم الله تعالي علي عباده و(آية) من آيات خلقه .. ( وجعلنا نومكم ثباتا ) .. وقبل (مغادرة) الروح تفكرت في (ظاهرة النوم) وعالمه العجيب المليء (بالأسرار) الربانية .. ولكن (تعوُدَنا) علي النوم جعلنا (ننسي) هذه (النعمة) التي لا نستطيع أن نقاوم فقدانها لأيام قليلة .. ومنها (ندرك) أن الله (وهبنا) هذه النعمة و(رحمة منه) بنا (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) ..صدق الله العظيم (العادل) (الرحيم) ..
أغمضت عيناي .. ورويداً رويداً (غادرت نفسي) جسدي (مودعة) له وطالبة من الله سبحانه أن تكون (مغادرة مؤقتة) لتعود بعدها (مُذكِرة) (للإنسان) (بآيات الله) (للتفكر) ومحذرة ومنذرة له .. قال تعالي ( إن الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضي عليها الموت ويرسل الأخري إلي أجل مسمي إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ..
وما بين (اليقظة) و(الأحلام) .. بهذا الوطن الجريح و(الإجتهاد) مع (المخلصين) و(إجهاد الغير) .. أحسست (ببرودة) شديدة في أطرافي ( لبرهة يقظة) جعلتني أعدِّل من غطائي أثناء هذا (التمازج) الرباني في عالم (سري) علمه عند (الله) سبحانه وتعالي .. في (أثناء تمازج اليقظة مع الأحلام) أسترقت روحي (العائدة لي) .. (السمع) لصوت مياه (يتدفق) بصوت خافت تبعته (عاصفة رعدية) أدركت بعدها لبرهة بأن الله (أعاد) لي نفسي وروحي و(بعثني) من (جديد) ل (يوم) جديد و(أمل) جديد .. لحكمة يعلمها هو .. قال تعالي : ( هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمي ) .. ومع (هزيم) الرعد المرهب .. وبرغبة داخلية نبعت بين (التمازج) .. جلست لا إراديا علي (طرف) سريري .. شاكرا وداعياً لله مطمئنا نفسي .. وبرؤية من ( الدواخل) مع هذا الظلام الدامس .. في لحظة (سكون) وإيمان وتفكر(داخلي) (نفسي) (وعقلي) .. هامساً بشكره .. الحمد لله .. داعياً لله : ( سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ) كما أوصانا عليه المصطفي .
مواصلاً لدعواتي في هذا اليوم الممطر (مذكراً) لساعة (المنبه) التليفونية بأني عدت لحياتي (بتنبيه الرعد وتسبيحه ) لهذا اليوم .. مستيقظا و (مسبحا) (معه) حامداً لله .. ( ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ) ..
مردداً بهمس ( يجادلون في الله وهو شديد المحال ) وقلت .. من يأمر بالعدل .. فهو (شديد) (القوة) والحيلة ؟؟ (بلو راسكم) .. فالخوف من الله (فقط) .. رغم تهديد ووعيد البشر قال تعالي ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ) صدق العظيم .. في شنو تاني ؟ وتخاف من منو تاني بعد الآية دي ؟
خارجا للبهو (للسهلة) كما يحلو لي تسميتها .. ناذراً نفسي بأن (أغتسل) بمياه الأمطار رافعاً يدي لله طالبا المغفرة والتوفيق لأهلي وأحبتي والنصرة لثورتنا متمنياً (وحدة) الجميع وتفويت الفرصة علي أعداء (الداخل) و(الخارج) و(المتآمرين) وأخطرهم (الجابهم السيل) .. حامداً لله داعياً الله (النصرة) لفريق حينا العريق (ودنوباوي) لنعيد تاريخنا المجيد ل 37 عاماً مضت .. والله المستعان وكله لي خير .. (لأصلي) وأصلي و (أدعو) الله فالدعوة (مستجابة) مع (المطرة) باذن الله تعالي منتصر (السودان) و(أمدرمان) و(ودنوباوي) لنري فرحة أهلنا في ( نادينا ) و (شوارعنا) وداخل (الحيشان) .. ( ودنوباوي غير ) يا (أحباب) وسنري ..
خرجت من المنزل (باكراً) في هذا الجوء (الخريفي) (الرائع) مواصلا (لليقظة) في يوم جديد .. مستمتعاً بلحن جميل من أحدي القنوات الإذاعية .. كأنها تقول : يا (حبيب) يا ابن ودنوباوي و (السودان) .. أوعك (تقيف) رغم (الجزرة) و (العصا) و(المصاعب) .. والمطرب محمد وردي (يصدح) و(يحذر) و(ينذر) و(يحفز) .. أوعك (تقيف) وتواصل (الليل) (بالصباح) تحت (المطر) .. وكان (تعب) منك جناح في (السرعة) زيد .. وكان تعب منك (جناح) في (السرعة زيد) .. وفي بلادنا ترتاح ونلقي ليك أريح سكن .. وتواصل الليل بالصباح ..
نعم (تعب) جناحي (والبعض) .. بأن يكون لنا سودان (جديد) يسوده العدل والحرية والسلام .. فهو أحب مكان وطني السودان .. فهل سنعبر .. وننتصر ؟ نعم (تعب) جناحنا ولكن كلنا أمل .. وبرعاية الله سنزيد من السرعة ( وكان تعب منك جناح في السرعة زيد ) لنصل إلي بر الأمان (دفاعا) عن القابضين علي (جمر) القضية .. وخوفا من (القابضين) علي ( كاش ) القضية ( الله يستر ) .. رددها ملهم الشعب محمد وردي .. فإمتددت يدي بلاتردد (لزيادة) صوت المذياع ( وكان تعب منك جناح في السرعة زيد ) .. وزدت من سرعة العربة داخل مياه الأمطار مصارعا لها .. نعم سنزيد من (سرعتنا) (للتغيير) باذن الله و (سنعبر) و(سننتصر) بتوفيق الله و بالحق وتطبيق (العدل) ..
مستمتعاً .. بزخات المطر علي مقدمة السيارة وتشتتها و(رشاش) خفيف داخلها و(تجاهلت) تماماً عن (عمد) تدفق مياه الطريق والهبوط ( الخشن ) علي (الطريق) بسبب إنعدام رؤيته بفعل مياه الأمطار ..
فجأة .. وبدون سابق (إنذار) أو (مقدمات) (يقاطع) (رجل المرور) وسط الشارع ( خائضا لمياه الأمطار ) .. ربع (بنطاله) يغوص في (الماء) .. والآخر (مكفوفاً ) لأعلي .. ملوحاً (بيده) للجميع ب (التوقف) .. والإشارة تلمع بالضوء ( الأخضر) (المتوهج) بعد أن (غسلته) مياه الأمطار .. نعم إشارتنا بكل (العدل) تنطق (لتقول) نعم ضؤكم (أخضر) والطريق طريقكم بدون (منازع) .. رغم عن ذلك (أخونا) (رجل المرور) يقف غير عابي .. برزاز المطر الذي ينافحه و(يعاتبه) بلطف .. .. تتعدي (الدقائق) المحسوبة من عمرنا وأعمالنا .. (تكدست) بعدها (العربات) خلفنا في صفوف طويلة .. لتمر الدقائق .. وتتعدي (العشر) وسط هذه المياه التي تزداد (لتملأ) الطرقات و(تتعداها) (بتعطل) بعض العربات (القصيرة الطول) ال ( طويلة القامة ) كقامة (طول) أصاحبها الذين ناضلوا وكافحوا لشرائها من (حر مالهم) .. فتطعلت في وسط الطريق .. بفعل (فاعل) لم (يستعد) لتصريف مياه الأمطار .. ولتزيد الطرق (إزدحاماً) و(الطين بله) ..
وفجأة ازداد (الطين بله) و(المياه تدفقا وتموجاً) بموكب طويل من (العربات) (الفارهة) و(الحارسة ) التي بدأت (تتوافد) (بطول) الطريق و(عرضه) .. لتقول لنا وبصوت (جهوري) لا (جدال) ولا (خجلة) فيه .. أوقفناكم بالرغم من إشارتكم (الخضراء) التي ترمز (للعدل) والتي تعطي كل ذي حق حقه .. وبأن (تفسحوا) الطريق (جانبا) وتنتظروا .. نعم تنتظروا .. لهذا (الزعيم) (فوقته) (أهم) من (وقتكم) .. و(وظيفته) أهم من و(ظائفكم) .. فهو (زعيمكم) .. فهو (الحاكم) وهو (السيد ).. فالزعيم (يصحي) من نومه و(يظبط) (ساعته) علي أن (يصل) مكتبه في (5) دقائق رغم بعد مسافة منزله ومكتبه .. نعم (تُعطَّل) له الإشارات .. و(تنحَني) له (القامات) وتنطلق (صفارات) الإنذار بأن (تتنحي) أيها (الشعب المغلوب) علي أمره (تنحي) جانباً .. (الزعيم) قادم وتعطي (التعليمات) لرجالات المرور .. بأن (تتوقف) (الحركة) بالكامل علي (طول) خط (مسير) الزعيم .. شفتو كيف ؟ رجالات (… ) تتصارع وتتقاتل وتتحاصص من أجل الفوز ب (الزعامة) و(السلطة) و(المناصب) و(المكاسب) والدفع الرباعي ..
جاء (الزعيم) .. برتله المبجل .. ونحن نسطف (إنتظارا ) و(إحتراما) لزعيمنا الذي (يحجبه) الزجاج (المظلل) ( دوكو) .. ليحرمنا حتي من (رؤيته) و(التمتع) بطلته (البهية) ومن معه .. ليتركنا في حيرة من أمرنا .. لنظل (نخمن) ونسأل من هو هذا الزعيم .. !!؟؟ وأحدنا يقول أقطع يدي لمعرفة من هو هذا (الزعيم) ؟ الذي عُطُّل له (العدل) في حق المغلوب علي أمره (حقه) في الطريق .. فزعيم (خور حفيان) ( زعيم) ويمتلك ما يمتلكه بقية (زعماء) بني (غلبان) .. عربات (دفع رباعي) وحرس و(رعية).. ( ومافيش حد أحسن من حد ) .. فما زال السؤال يراودني ويراودهم .. وأضفت قائلا هل ياتري هل هو من عشيرة بني (نهبان) التي (قبضت) و (تمددت) و(طغت) ؟ أم قبيلة بني ( شبعان ) ؟ التي إندثرت وتبقي منها (القليل) تقاتل للتغيير .. ومن رحم ربي ..
وفي أثناء تفكيري (العميق) وأمطار (الرحمة) وغسل (الذنوب) (تتدفق) بلطف (مهونة) علينا .. وأثناء السؤال الذي (يراودني) ياتري من هو هذا الزعيم؟ .. ظهرت سيارة (حرس) الزعيم (الأخيرة) وهي تتخطي الجميع وتتموج في (معركة) مع مياه الأمطار .. كافلام (الكاوبويات) (الحديثة) التي نراها هذه الأيام برفقة عربات الزعماء الجدد .. (لتستدير) و تقترب منا (لتعبر) مسرعة لتشكيل حماية أمنية لركب الزعيم (منتصرة ..) علي أحد (حفر الطريق) و(مياهه) الممتدة (طولاً) وشرقا و(غرباً ) .. هذه (الحفر) المنتشرة (بعناية) (فائقة) علي طول وعرض الطريق والتي تركها السيد الزعيم (… ) مشكورا.. لتزيد (طعم) الخريف (حلاوة) و(انتقاما) و(الطين بله) .. لتسرع (العربة) وهي تحاول الفصل بين (الزعيم) و (الغلابة) الذين يشكلون خطرا علي هذا الزعيم ( العادل ) .. وتتبرع (بدفقة) (مائية) تتعدي (شباك) سيارتي (مباشرة) علي (قميصي) (المصروف) عليه (بعناية) .. و (لتفيقني) من (غفوتي) لتقول لي ( أصحي ياترس ) (المعلم) جاء ..
رددتها لا شعورياً لا حول ولا قوة الا بالله .. ده شنو الكابوس ده؟.. كمان معاها وسيخ قمصان ! ..الحاصل شنو يا أهل الله ؟ .. ده منو ده ؟ وجاء من وين ؟ وماشي وين ؟ ولاحق شنو ؟ ولمن يصل حيسوي شنو ؟ ووسيخ القميص ده موضوع تاني .. أشتكي لي منو ؟ فقلت في نفسي.. ما في زول أشتكي ليه .. ولكن أقول كما يقول المذيع الشهير (الله غالب) ….
بعدها (أطلق) صديقنا (رجل المرور) المغلوب علي أمره خائضاً وبنطاله في الماء .. صفارته ( المبحوحة ) التي لم تسلم من مياه الأمطار .. وأطلق معه (سراحنا ) .. و(إنطلقنا) نعم إنطلقنا غير مصدقين ..و بي (نمرة واحد) (بس) لنصارع أمواج الطريق و(حفره) .. (المرتبة) .. إنطلقت (العربة) وتعدتها لي نمرة 2 وسط المياه المتدفقة .. حتي و(صولنا) مع عناية الله .. بسلام (لحديقتي) المفضلة (…) ..
(لأتنفس) فيها في هذا الصباح الباكر (رائحة) (الدعاش) و(ربيعية) هذا (الجوء) الخريفي الرائع .. والتفكر في من هو هذا (الزعيم) ورتله وربعه ؟ الذي تعدي علي (زمني) و ( قميصي) بدون وجه حق .. .

وسط (الحديقة) الجميلة وزقزقة (عصافير) (الخريف) .. وذرات المطر تتساقط من حولي وعلي جسدي .. منعشة لذاكرتي .. رجع بي الخيال لأتذكر بعض المواقف ( العدلية ) مسائلا نفسي ومتسائلا لماذا لا نكون مثلهم وأفضل ؟ ..
تذكرت أمطار مدينة (جنيف) السويسرية (الجميلة) وجبالها (البيضاء) وبحيرتها (المشهورة) .. وساعتها (المزدهرة) المضبوطة والمنضبطه .. والشوارع (النظيفة) وسط (تساقط) الأمطار (الغزيرة) والتي تختفي أمامك وتبتلعها الطرق .. زي ( حلاوة قطن ) حينما تصل الفم وتتذوق طعمها وسكرها ( لتذوب) .. تاركة حلاوتها فقط وبدون أثر ..
تذكرت (مندهشاً) و(مقارناً) .. ثورتنا و(مخرجاتها) !! .. وتذكرت (بلدتهم) و(نظامهم) .. و(شعبهم) و(سلوكهم) و(سلوكنا) .. و(وزرائنا) !! و(وزرائهم) .. و(قادتهم) و(قادتنا) !! .. و(صدقهم) و(صدقنا) .. و(عدلهم) و(عدلنا) .. و(زعيمهم) و(زعمائنا) !!!
عاد بي الخيال لثلاثون عاما مضت وإلي إحدي (الأيام) (الممطرة) جالساً بإحدي (القهاوي) السويسرية في (مرتفع) (جبلي) (طرفي) لهذه (المدينة) (الخلابة) ..
في إمتداد النظر .. رأيت (جمع) كبير (متحركاً) (أمامي) يحملون (لافتات) كتب عليها باللغة الفرنسية والإنجليزية والالمانية ( سُرِقت العدالة ) .. غير (مبالين) بالأمطار التي (تتساقط) علي (بعضهم) والبعض الآخر يحمل (شمسيات) بألوان (زاهية ) مختلفة تاركة منظرا (خلابا) تحميهم و(يحمي) بعضهم (البعض) متشاركين (غطاءها ) بتودد .. فقمت من مكاني غير متردد متوجها نحوهم في حب فضول ومعر فة .. فسألت أحدهم يومها .. لماذا تحتشدون وتتظاهرون ؟ مواصلا حديثي قائلا .. الله أنعم عليكم (بالطقس) الجميل .. وأنعم عليكم (بالأمن) و(الأمان) .. وأنعم عليكم (بالعدل) .. أنبري لي (أحدهم) قائلا بلغة (إنجليزية) و (بلكنة فرنسية) .. لا ليس العدل ف (العدالة سرقت) .. (منهم) .. فقلت مخاطبا متعجبا كيف سرقت منكم العدالة ؟ رد لي وبعض الغضب بائنا علي وجهه .. بأن (رئيس الوزراء) (خصصت) (له) (الدولة) (عربة ثانية) غير الأولي التي يستغلها الآن .. وأردف قائلا .. فلن ندعهم (يستمتعون) بأموالنا .. أموال (دافعي) (الضرائب) ..
تفكرت في هذه الكلمة وقلت كيف سرقت العدالة؟ .. هل في تخصيص (عربة ثانية) لرئيس الوزراء .. تكون العدالة سرقت ؟؟!!
معقولة بس رددتها مرة أخري ( سرقت العدالة في تخصيص عربة تانية لرئيس الوزراء ) معقولة بس ..
سارع (بشه) (مضيف) الحديقة كما يحلو لي (تسميته) .. يا كابتن حاجاتك مبتلة وأنت كذلك ..
عاوزني (أحول) معاك التربيزة .. ورزاز الأمطار يتدفق بقوة هذه المرة .. (فقمت) من مكاني .. حاملا مقتنياتي .. لأتحول تحت شجرة أوزون ( العملاقة ) لعلها تغطيني غطاء وقتي من بعض مياه الأمطار ..
تساقطت الأمطار بغزارة (عليَّ) وعلي قميصي (المنتهك) أصلا لتقول لي معاتبه )إنتبه( ولا تنسي (عدالة السماء) .. نعم (العدل) البشري هو أساس الملك.. فهذا هو المبدأ (الذهبي) الذي يقوم عليه (بنيان) (الإستقرار) و(الإستقلال) و(الأمن والأمان) والبلدان المتطورة والمتقدمة .. وهو (مبدأ) مطروح منذ (بداية) الخليقة فكان (شعار )كل الثورات وأبرزها الثورة (الفرنسية) التي قامت علي أساس (الحرية) و(العدالة) و(المساواة) وما سجل في (وثائق تاريخية) من (شريعة حمورابي) وصولا إلي مبادي (الأمم المتحدة) .. مواصلة لثورتنا (السلمية) التي تحدث عنها (العالم) أجمع وستظل ..
بل أن (الأديان) السماوية (جميعها) تنادي (بالعدل) .. ففي (الكتاب المقدس) .. ( عادل أنت أيها الرب وجميع أحكامك مستقيمة وطرقك كلها رحمة وحق وعدل ) .. وأيضاً ( عدله قائم إلي الأبد ) و ( يارب نجني بعدلك ) .. وفي القرآن الكريم ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) .. سورة النحل الآية 90 .. (وإذا قلتم فأعدلوا و لو كان ذا قربي ) .. الأنعام 152.. (واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ).. إنها (الأسس) الواضحة التي (قامت) عليها (الدول) التي حققت (الإستقرار) وساهمت في (نهضة) دولها ..
ومنها التي تريد (تحقيق) (الإستقرار) و(تبني) ولا تهدم و(تصون) ولا تبدد.. و(تعز) مواطنها ولا تذله .. و(تكافيء) المخلص ..والمنتج ..والمبدع و(تحاسب) المقصر .. والمهمل ..والفاسد .. و(تساعد) الفاشل حتي (ينجح) و(تدعم) الناجح حتي لا يفشل ..
فالمطلوب من الدولة أن تكون (دولة الإنسان) وأن تكون (العدالة) نظامها السياسي .. فدعنا (نتذكر) جميعاً.. ما دام (أحد أهم شعارات) (ثورتنا) (العدل) .. (غائب) أو مغيب أو معتقل أو مسروق .. (فالخوف) سيكون (قائما) علي (حاضرنا) و(مستقبل أجيالنا) و(مصير بلادنا) ..
مياه (الأمطار التي (أعشقها) مازالت تتدفق و(الرشاش) يصيبني (بعدل) .. وأنا أتذكر هذه (الفارهات) التي (تملأ الطرقات) .. فارهات (الزعيم) و(الحاشية) والدفع الرباعي و(الوزراء) و(الخدمة المدنية) … التي توزع علي الكل ولا تستثني (الزوجة) و(الأبناء) و(الخادمة) و (الدبل كابين) لأغراض المنزل ..
هذه (الثورة) العظيمة التي أقصت (البشير) وسجنت (أركان نظامه) فهل هي (غايتنا) حبسنا للبشير ورفقائه؟ أما (غايتنا) حبس (نظامه) و(منهجه) و(سلوكه) إلي الأبد ..
فارتفع صوتي مخاطبا لا شعوريا .. قائلا : فيا أخي المواطن السويسري في بلدنا وبعد ثورتنا (العادلة) .. (العدالة) لم تسرق ولكنها (قتلت) و(ذبحت) وفي إنتظار من (يدفنها) ..
وصل (بشة) مسرعاً من تحت الشجرة مستظلا من ماء الأمطار المتدفق .. عندما سمع مخاطبتي .. عايز شنو يا كابتن ؟ قلت له قهوة (تانية) يا بشة ..
وعندما همَّ بالانصراف خاطبته لاشعورياً قائلا :
فعندما تُسرق العدالة يا بشة.. فسَتُسرق الثورة لا محالة ..
قال لي مندهشاً: قلته شنو ؟ قلت ليه ولا يهمك بس القهوة خليها (سخنه) وبدون رغوة .. ابتسم ضاحكا .. وغادر مسرعا متحاشيا لرزاز المطر المتدفق ..
فتساءلت عامان مضت :
عامان مضت .. ولم تكون الأجهزة الرقابية ( المجلس التشريعي )؟ لماذا ومن المسئول ؟
ولماذا لم تكون المحكمة الدستورية .. والعدلية .. حتي تاريخه .. ؟ مسئولية من ؟
ولماذا لم تكون أجهزة الإستئناف للجنة ازالة التمكين .. ومن وراء ذلك ؟
نعم عامان مضت من عمر الثورة ولم تكون المفوضيات وأهمها مفوضية الإنتخابات لماذا ومن المسئول ؟ ..
كيف تمَّ اتفاق سلام جوبا ومن المشارك من المكون المدني وكيف ادخلت هذه المسارات وما هو دور الحرية والتغيير ؟
أسئلة كثيرة دارت برأسي طوال فترة العامين فهل لها من مجيب ؟
فهل رئيس الحكومة المدنية يعلم ما دار وماذا يدور ؟
يردد دائما سنعبر وسنتتصر فأهلا بتفاؤله .. ولكن ..
كيف سنعبر وننتصر ؟ وحالنا ذات الحال و(أنفسنا) وأنفس سياسيينا مازالت مشوشة ومتناحرة والظلم لم يفارقنا .. فاذا لم (نغير) من (حالنا) ونبدأ (بأنفسنا) فكيف سنتغير لننتصر ونعبر ؟ .. قال تعالي : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ) ..
صدق الله العظيم ..
بدأت الأمطارات (تسقط) بغذارة مع (صياح) (بشة) قائلا (برأفة) ياكابتن قوم أدخل جوه المطرة بقت كتيرة .. ظللت غير عابي بما يقول مسائلا نفسي :
ولكن إن (واصلنا) في (ظلمنا) (لأنفسنا) و(للغير) ولم (نغير) حالنا و(أنفسنا) أولا .. كما قال الله تعالي فهل ياتري (سيسلط) الله علينا (شيخ) عشيرة بني (نهبان) التي (باعت) و(قبضت) و (تمددت) و(طغت) .. لحكمنا .. بشراكة القابضون علي (كاش) القضية ؟ أم سيحكمونا بعض من شيوخ قبيلة بني ( شبعان ) القابضون علي (جمر) القضية ؟ التي إندثرت وتبقي منها (القليل) جداً ومن رحم ربي .. والتي ظلت (تناضل) بتجرد مع هذا (الشعب العظيم) وهذا الجيل الجديد ( الجديد) للتغيير ومن أجل التغيير .. ؟؟
أقول ليكم ..

( الله في ) ..