X

رحاب ابراهيم .. تكتب .. ” مسافات ” .. سيناريوهات المالية “2”

بالامس تحدثنا في ذات المساحة عن البشريات التي أعلنتها وزارة المالية للمواطنين في ميزانية 2022 المرتقبة والتي لم يعلن عن سماتها العامة حتى الآن ولم يتبقى للعام الجديد سوى سويعات قليلة ، ولا أدرى لمن عرضت هل للمجلس السيادي الذي يواجه كل يوم مسيرات رافضة له ولبقائه ولأن يكون ولي ووصي علي الشعب ام لمجلس الوزراء الذي ليس به وزراء ، في ظل عدم وجود البرلمان الموكل له في الاصل مناقشة الميزانية وتعديلها بما يراه المواطن من خلال نائبه داخل البرلمان ، تعتبر هذه الميزانية الثالثة لحكومة الفترة الانتقالية تخرج في وضع ” مجهجه ” وهي ميزانيات ” كيري ” ليس للشعب راي فيها و تطبق عليه مهما إعترض عليها او خرج متظاهراً .
والمؤلم ان ما ياتي في هذه الميزانيات سواء كان بند او إثنين تصب في صالح المواطن لا يتم تطبيقها بل كل ما هو يزيد من معاناته يطبق بكل تفاني وكأن هناك إنتقام ممنهج من المواطنين ، فالمتوقع من ميزانية العام الجديد إذا صح حقيقة رفع الدعم الكامل عن الكهرباء والخبز فبالتأكيد سنجد ان ما تبقى من الشعب سيعيش في ظلام دامس وجوع قاتل .
المشكلة ان هناك قمح وصل الي السودان بالأطنان منحة من امريكا للشعب السوداني ولكن لا ندري اين ذهب ذلك القمح واين ذهب المخزون الاستراتيجي للقمح الذي أخذ قوة وإقتدار من المزارعين بسعر تركيزي لم يكن كافياً بالنسبة لما وجدوه من معاناة في الزراعة والحصاد وسط سكوت الحكومة حيال المدخلات الزراعية و الري ، اين يذهب عائد الذهب الذي ينتج بمئات الأطنان والمواطن لا يرى منه سوى السراب .
الشركة القابضة للكهرباء قالت انها في حوجة الي 30 مليون دولار لاجراء اصلاح شامل للأعطال التي تتسبب في الانقطاع المستمر بل واشارة بان الامر سيزداد سوء خلال الايام القادمة إذا لم يتم توفير المبلغ ، وفي ذات الوقت أعلنت وزارة الثروة الحيوانية ان عائد صادراتها لهذا العام فاق الـ 530 مليون دولار ، لماذا لا نفكر في السودان كالبيت الواحد الذي يحل فيه افراده مشاكل بعضهم يمكن أخذ ما تريده الكهرباء من عائدات الثروة الحيوانية وهي مصلحة مشتركة في النهاية لان المعامل والامصال لتطعيم الماشية في حوجة لكهرباء فبلتأكيد استقرار الكهرباء سيصب في مصلحة وزارة الثروة الحيوانية بشكل مباشر .
الميزانيات السابقة اعلنت انها سيتم فيها توفير اكبر فرص عمل للشباب ليتحولوا الي منتجين في قطاعات الزراعة والصناعة ، وان يكون العلاج والتعليم مجانا لكل المواطنين فكل هذا الحديث يذهب أدراج الريح ولا يتم تحقيق اي شيء منه فما هو إلا دعاية إعلامية ، وحتى البشريات التي اعلنتها المالية في الميزانية الجديدة ماهي إلا مزيد من التنويم المغنطيسي للشعب .