X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. ظهور المؤتمر الوطني .. هل يصرف البشير ” بركاوي ” ل ” فولكر ” !

بالأمس أصدر حزب المؤتمر الوطني المحلول بيانا عبر فيه عن وجوده على مسرح الاحداث وادلى بدلوه وكرر سخريته من قرار حله ولم يخف شماتته في لجنة إزالة التمكين التي اتخذت قرار الحل والتي هي نفسها اصبحت في خبر كان ، بالتأكيد كل الشعب السوداني يعلم بأن نظام الانقاذ وعلى رأسه المؤتمر الوطني سقط رأسه عمر البشير وترك اللجنة الامنية بقيادة البرهان تحافظ على اشلاء جسده المهترئ .. وذلك جراء الشراكة المعيبة بين الجيش والمدنيين ، حقيقة هذه الشراكة كانت تمثل حماية كبيرة جدا للجنة الامنية لنظام عمر البشير والتي بدورها حافظت على كثير مصالح تبقي نظام المؤتمر الوطني على قيد الحياة ، ولو صبروا على ذلك كان يمكن ان تحقق لهم مكاسب اكبر . لكن استعجلوا بتشجيع البرهان على الانقلاب في ٢٥ اكتوبر لان عضوية المؤتمر الوطني سئمت البعد عن الكراسي وانقطاع الامتيازات فقرروا ان يتلبسوا لباس التغيير وبنفس شعارات الثورة ويعود نظام المؤتمر الوطني وكانك ” يا ابوزيد ما غزيت ” فكان اول اهداف الانقلاب هو تجميد لجنة ازالة التمكين التي سعت لاجتثاث تجذر نظام الاسلاميين في الدولة بل تم الغاء كثير من قرارات لجنة التمكين التي اعاقت فعالية المؤتمر الوطني بارجاع المفصولين وفك حظر الحسابات المجمدة وغيره من قرارات وباصدار بيان المؤتمر الوطني امس لم يتبق الا ظهور البشير على التلفاز ويرقص رقصته الشهيرة ويصرف ” بركاوي ” ل ” فولكر ” بالتاكيد تم صرف ” بركاوي ” له عبر بيان المؤتمر الوطني المستفز للشارع السوداني الذي صدر أمس .. فاذا نظرنا للمكاسب الجديدة التي سيستفيد منها المؤتمر الوطني في نسخته الجديدة اولا الثورة قدمت له الحركات المسلحة لقمة صايغة وكشفت له عورتها وضعفها وهوانها وهذه من الادوات التي كان يعول عليها الثوار لحماية التحول الديمقراطي لانها على الاقل ستعمل توازن قوة في مقابل لجنة البشير الامنية ولكن البرهان وضعها تحت ” اباطه ” بكل سهولة وما عندهم مانع يساهموا في قمع الثوار الذين اتوا بهم ، ايضا من فوائد المؤتمر الوطني الثورة فكة عزلة السودان الخارجية وخلصته من الحصار الخارجي وهذه فوائدها تصب في مصالح وامتيازات عناصر المؤتمر الوطني والتي تملك الشركات واستثمارات موارد البلد .. بالتاكيد ما تحلموا بأنهم سيوظفوها لرخاء عيشة المواطن في عهد حكمهم الجديد لأنهم سيعملون اولا على تعويض ال ٣ سنة الخصمتوها منهم ومن عهد سيطرتهم وتسلطهم على البلاد والعباد وتعويض ٣ سنة اضافية تحوطا لاي ازعاج من الثوار و٣ سنة تأديبية وترميم صناديق النظام المحلولة وخاصة صندوق دعم الزواج لتعويض الفاقد من اخوات نسيبة والفاقد من المجاهدين .. .. يا سادة يا كرام أي حديث عن حوار ليفضي لارجاع الثورة لمسارها هو حديث للاستهلاك .. الآن هنالك خطين متوازنين لا يلتقيان ابدا هما قطار الثورة وقطار نظام البشير بلجنته الامنية فالاخيرة تعلم بأن اي تراجع لهم عن خطوات الانقلاب يعني ذلك حجز اماكنهم في كوبر .. وبالتاكيد المضي قدما في الانقلاب ليس لديهم حاضنة سياسية غير المؤتمر الوطني والذي استعجل الظهور لانه ضمن موقعه في حكم البلاد مجددا ..
لكن فات عليهم وعلى اللجنة الامنية والتي لوحافظت على تلك الشراكة المشؤومة لعاد المؤتمر الوطني معززا ومكرما .. لكنها الثورة التي نشبت لتنجح ولن تتراجع حتى تحقق آخر مطالبها … هؤلاء الشباب الذين اخترقوا نظامكم المتماسك بكل صلفه وجبروته ومؤسساته الامنية المتماسكة لهو قادر على اسقاط اشلاءكم كما ينبقي وبالسلمية فقط لا بغيرها .. والملعب اصبح مكشوف والحيل والالاعيب قد تنطلي على بعض ضعيفي النفوس والايهام بالقوة قد يخيف المرجفين .. لكن والله هنالك قوة ثورية لن تنكسر ولن تتراجع حتى تهزم قوة الردة .. وهذا الكلام ليس للتخويف لكنها الحقائق على الارض ولم يتبق كثير وقت ليعرف الجميع هذه الحقيقة .. الثورة منتصرة والردة مستحيلة ..