X

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. التغيير قادم لا محالة ..

إشتعل المشهد السياسي السوداني وتسارعت الأحداث على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة إبتداء بمبادرة
الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان السيد فولكر بيرتس حيث يدخل عنصر التدويل من أوسع ابوابه وإنتهاء بمقتل العميد شرطة على بريمة حماد وبينهما كثيراََ من الأحداث العاصفة ويبدو أن قوة الثوار بقيادة لجان المقاومة في التكتيك والصلابة والإصرار على إلاستمرارية وتغيير الأدوات المناسبة في الوقت المناسب كانت لها أثر قوي وواضح وبالمقابل كان التعاطي من قبل العسكر والتيار الإنقلابي مهزوزاََ ومشوشاََ وفيه كثير من التخبط والإرتجال وكذلك الفراغ السياسي في ظل غياب الحكومة نسبة لإستقالة رئيس الوزراء د عبدالله حمدوك ومواصلة عدد من الوزراء في مناصبهم بل إصدار قرارات مهمة ومصيرية ولها أثر كبير في حياة ومعاش الناس وهنا يصبح كل مسؤول يغرد في سرب مختلف إن كان هناك سرب أصلاً .. هذه ملامح فوضى عارمة إجتاحت البلاد وساهمت في تأزيم المشهد السياسي الآني وهذا مؤشر واضح لإقتراب مرحلة تغيير مهمة وشاملة إذا أنه غالبا ما تحدث مثل هذه الفوضى والفراغ والتشتت والإنفراط قبل التغيير ويصاحب ذلك في العادة قمع وبطش شديد وهى متلازمة الخوف الشديد من قبل الأنظمة المتسلطة عندما تشعر بالخطورة الحقيقية على عرش الطغيان من الإنهيار ..
كما أن يوم 25 أكتوبر 2021 حيث كان الإنقلاب البرهاني بكل ما تحمل الكلمة من معاني ودلالات تم في ذلك اليوم الإجهاز التام على ما تبقى من أمل في مشروع الشراكة والإنتقال والسلام والأستقرار
وبالأمس القريب عندما أزفت نهاية الطاغية البشير ونظامه البائد كانت نفس الملامح وبنفس أسلوب الأداء القمعي حيث يعكس في داخله حقيقة الضعف والتوهان وغياب الرؤية وإقتراب وقت الرحيل وإن بدأ في شكله بغير ذلك وما أشبه الليلة بالبارحة .. وفي ظل هذا الزخم عادة ما تكثر مبادرات الحلول وبأجندتها المختلفة سواء كان على المستوى المحلي أو الأقليمي أو الدولي .. والآن ابرز المبادرات المطروحة مبادرة رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس للحوار السياسي وهى مبادرة حمَّالة أوجه إذ أنها تدعو لتفعيل الحوار والمشاركة مع العسكر في ظل أزمة حقيقة وإحتقان سياسي غير مسبوق تديره بوصلة اللاءات الثلاث ( لا تفاوض لا شراكة لا شرعية) من قبل التيار المدني الغالب وبمكوناته المختلفة بقيادة لجان المقاومة وتيار عريض من قوى الحرية والتغيير مدعوماََ الى حد كبير من الشارع .. ويتم الآن التسويق لمبادرة فولكر من أصحاب الغرض من التيار المحلي والإقليمي والمغرر بهم على أنها تحقن الدماء وتضمن الإنتقال الديمقراطي والمدني وهذا لعمري أنه دس السم في الدسم حيث أن في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب .. ورداََ على هذا التبرير الفطير والممجوج والتسويق لبضاعة كاسدة سنستصحب تجربة د حمدوك وشراكته الكارثية مع العسكر والتيار المدني الإنقلابي الم يكن نفس التبرير الذي ورد على لسان د حمدوك نفسه بأنه قبل الشراكة من أجل وقف نزيف الدماء وحقنها ثم بعد أن قبل الشراكة سالت الدماء من جديد انهارا وإرتقى الشهداء تترى وزاد الحال سوء على ما كان عليه وزادت مساحة الفارق بين المكوِّن المدني على مستوى القيادة والقاعدة من جانب والمكوِّن العسكري من جانب آخر حتى قاربت العدم إن لم تكن إنعدمت هذا مع إعتبار الخلفية التراكمية والتاريخية لمستوى التعقيدات والثقة المهزوزة للشراكة منذ فض إعتصام القيادة العامة وما صاحبها من آثار وتداعيات أثرت على المشهد السياسي كثيراََ وأصبح د حمدوك وحيداََ من غير سند وحاضنة سياسية وبعد فترة وجيزة كانت الإستقالة حيث تأكد تماماََ أن مستوى الشرخ الذي حدث لايمكن إصلاحه في ظل أي شراكة مع العسكر .. وكذلك الحركات المسلحة لم تكن شريكاََ في عملية الإنتقال ومهام المرحلة بالقدر المطلوب إذ إنها إنصرفت لمربع الذاتية بل وغابت عن قواعدها التي تدعي انها تتبنى قضاياها العادلة وذهب بعضها الى أبعد من ذلك في المساهمة الواضحة في تقويض المرحلة الإنتقالية وشق وحدة الصف وأصبحت الشراكة شكلية فقط على صحيفة الوثيقة الدستورية المعيبة والتي لم يرض عنها البرهان بكل عيوبها وثغراتها فكانت أول ضحايا إنقلابه وقضى عليها وقضى على نفسه وإن لم يشعر بذلك ولكن سيراه ولو بعد حين
همزة وصل@
يجب أن نضع النقاط على الحروف والأمور في نصابها الصحيح وذلك بأن العسكر لم يكونوا صادقين في شراكتهم مع المكوِّن المدني لكي يعبروا بالوطن الى بر أمان التحول الديمقراطي والمدني وكانوا ومازالوا يتربصون بهم الدوائر منذ إبتداء الشراكة المشؤمة والشواهد على ذلك كثيرة ورغماََ عن ذلك فقد حقق الجانب المدني على عِلَّاته إنجازات حقيقية في زمن وجيز وقياسي وأهمها فك العزلة الدولية وعقد شراكات وتفاهمات إستراتيجة وتعتبر هذه الإنجازات مكتسبات حقيقية للثورة والوطن لأنها تعتبر القاعدة التي يتم عليها البناء ولكن الآن أصبحت في مهب الريح كما ذكر السيد فولكر والسؤال من هو المتسبب في كل هذا ؟! قطعاََ الإجابة لاتحتاج الى حصيف ……..
وعليه اجدد تأكيدي بان الرحيل أصبح أقرب اليهم من حبل الوريد وهكذا حال كل الطغاة وعلى وجه الخصوص في بلادي التي ابتليت بهم على مر الأزمان ان لهم شفرة يعرفها الشعب السوداني جيداََ حين إقتراب الرحيل وهى الآن أوضح ماتكون