X

رحاب ابراهيم .. تكتب .. ” المسافات ” .. تعتذر بعد أيه !

حقيقة ان ما يجري في الساحة السودانيه شي غريب ومريب، ولعل المثل السوداني الذي يقول ” الشينة منكورة” رايناه يمشي على قدمين في الشارع السوداني حينما تم تداول خبر عن رفع الدعم الكلي عن الكهرباء والخبز خرج الناطق الرسمي باسم وزارة المالية الأستاذ أحمد الشريف وانكر هذا الحديث المنسوب إليه وانه غير صحيح لم تمضي سويعات من هذا النفي حتى أطل علينا العام الجديد وأول مشتري للكهرباء من المواطنين في الأول من يناير تفجأ بالزيادة الخرافية لتعرفه الكهرباء وبعدها عم الخبر البوادي والحضر وان الزيادة لا يتخيلها عقل وكيف سيتحملها المواطن المكلوم وهو يجابد من أجل لقمة العيش، وفي خضم هذا الهرج المالية قالت إنها لم تنفذ هذه الزيادة ومن جانبها أكدة الشركة القابضة للكهرباء ان زيادات الأسعار من صميم عمل المالية وهكذا أصبحت الشينة منكورة وزيادة الكهرباء بلا اب شرعي يدافع عنها ولكن بعد ان استسلم المواطنين لهذا الأمر خرج وزير المالية د. جبريل إبراهيم مبررا الدوافع الرئيسية لهذه الزيادة، ولا أدرى هل جبريل يدري ان بهذه الزيادة الكبيرة سيوقف حال البلد والانتاج بكل أشكاله زراعي صناعي وغيره لان الكهرباء شي اساسي في الانتاج و بالطبع زيادة الكهرباء بهذا الشكل ستؤدي الي طريقين لا ثالث لهما أما إغلاق المؤسسات الانتاجية التي تعتمد على الكهرباء بشكل اساسي و الهروب بها إلى دول أخرى او مضاعفة اسعار السلع التي تنتجها بشكل كبير ربما يؤدي إلى ركود في تلك السلع وفي الحالتين الأمر سيكون عصي على حال الاقتصاد السوداني وسيزيد من تدهوره أكثر مما هو عليه الآن.
ولكن كان الرد كالصاعقة من تجمع مزارعي الولاية الشمالية الذين ارغمو المجلس السيادي على إعلان تجميد قرار زيادة تعرفة الكهرباء وللاسف القرار ما زال في حالة اعلان فقط رغم مرور أكثر من 72 ساعة لم ينفذ على أرض الواقع والمشكلة ان هناك انباء تشير الي ان التنفيذ تأخر لاسباب سياسية علما ان تعديل التعرف لا يستغرق أكثر من دقائق معدودة، بحسب متابعاتي وجدت ان أغلبية الشعب السوداني كان يدعم وبشده الإغلاق والإعتصام الذي نظمته كيانات الشمال بمنع مرور الشاحنات التي تحمل خيراتنا الي مصر ، ورغم انهم رفعو الاعتصام بعد استلامهم خطاب التجميد إلا أن التماطل في التنفيذ ادخل البلاد في نفق ضيق حيث التأمت لجان التغيير والخدمات وتنسيقية لجان مقاومة محلية مروي وبعض الاجسام الثورية والمزارعين والمهندسين الزراعيين مساء امس الاول الجمعة في اجتماع مطول بمدينة كريمة .
وقرر الإجتماع تتريس سد مروي ابتداءً من امس السبت وسيكون السد تحت رحمة المتاريس، بجانب دعم المتاريس والمترسين علي إمتداد المحليه والمحليات الاخري والولاية، ويتحرك موكب يمثل كل الاجسام المطلبية إلتحاماً بترس شارع عطبرة و يطالب أهل الشمال بحسب بيان لهم بـ(إستلام حصة الاقليم من عائدات السد بٱثر رجعي، إلغاء تعرفة الكهرباء الجديدة والرجوع للتعرفة ماقبل السابقة، إستلام عائدات التعدين بواسطة حكومة الولاية، وإيقاف الشاحنات المصرية، بجانب إعادة تٱهيل طريق شريان الشمال، حل مشاكل الأهالي ٱسفل السد وتعويضهم).
ربما القرارات الأخيرة لكيانات المال جاءت لسببين اولهم وصف وزير المالية للاحتياجات بـ” الدوشة” والتماطل في تنفيذ التجميد..
ورغم ان جبريل تقدم بإعتزار وانه لا يقصد المعنى القريب لكلمة دوشة ولكن فات الأوان ولسان حال أهل الشمال يقول إعتزارك ما بفيدك والعمل تو كان بإيدك.