X

مجدي العجب .. يكتب .. ” بوارق ” .. كنت ..شيوعياً !

غافل من يظن أنه يمكن ان ينال قدراً سياسياً دون مدافعة الجماهير وان كنت اكثر الناس ايماناً في سالف عمري بحديث “بدر شاكر السياب ” في مؤلفه الخالد (كنت شيوعياً) فقد ذكر “السياب” أن اكبر أكذوبة روج لها الشيوعيون هي الجماهير، مقدما نقدا ذاتيا مبرحا لتجربته الشيوعية ،
ولكن فلنقدم لانفسنا نقداً ليناً لعلنا نتذكر او نخشي لان تجربة الثلاث سنوات من عمر الانتقالية التي إلتهمها الجراد الذي لم تنتصر عليه السنبلة ولو (ضحوة) في لغة المزارع البسيط
فخلال تلك السنوات المسبطة لهمم الجماهير المحبطة جداً لم يتقدم ولا حزب واحد بطرح فيه مخرج من الأزمة سوى التي كان يقدمها الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله ، فقد ظلت تلك الأحزاب متنافرة متناحرة فيما بينها متشاكسة ومتشظية في داخل مكاتبها الداخلية وبهذا فقد صنعت فجوة دون أن تعي بينها والشارع الذي ركبت سرجه لتصل إلي شراكة احتملها الشارع على مضض .
المحير في الأمر أن الأحزاب المعنية هذه لم تكن وليدة 19 ديسمبر 2019 فهي ذات الأحزاب التي صارعت الانقاذ وقاتلتها شرقاً وغرباً وجنوباً خلال فترتها المديدة ولكن التجربة الحالية اثبتت انه كان صراعاً بلا رؤى وقتالاً بلا هدف والا كيف لهذه الأحزاب مجتمعة أن تخلق فجوة بينها وبين سندها الذي ترتكز عليه فمن الغباء جداً أن تكسر عكازك الذي تقاتل به والوغي وقتئذ بلغ ذروته .
ان ما حدث في تلك الفترة السابقة هو درس للقوة السياسية والشارع معاً والاستفادة منها تطلب موقفاً شجاعاً بأن نجلس جمعنا ونجمع الشتات ونرتب الصفوف ونعطي كل ذو حق حقه وكما هو معروف لا ديمقراطية بلا أحزاب وبالتالي لن يكن الوصول إليها بالقفز فوق الشارع واستعدائه فكلاهما مكمل للاخر وشئنا أم أبينا أن الجنرالات استطاعوا اللعب في هذه المساحة الشاسعة .
لجان المقاومة باقدامها وبتقديمها للتضحيات الجسام هذه تستحق الإشادة وان تكن شريكاً اصيلاً في المرحلة ، لأن اسلوب أن رسالتكم قد وصلت وجاء دورنا هذا اسلوب فيه تعالي واجحاف وعندها فقد يحدث ما حدث لبعض قيادات القوى السياسية وحينها لا لات حين مناص
المدافعة والأقدام والروح الثورية التي لامست عنان السماء ممثلة في شباب الثورة ولجان المقاومة خلال الثلاث سنوات الماضية لو انها وجدت من يقدرها لكن الوضع غير ولما احوجتنا هذه الأحزاب ليوم ثوري آخر ولكن من المؤسف المحزن أن ذات القيادات خرجت وكأنها لم تكن جزءاً من هذه الأزمة والدماء التي اريقت على طرقات الخرطوم الحزينة .
الأمر الان يحتاج لكثير جدا من تقديم التنازلات من طرفي الثورة احزاباً ولجان مقاومة بحيث أن يقر كل باصالة الاخر ومنحه حقه أي بأن تقر الأحزاب بأنها لن تطال ما طالته من قبل دون هولاء الأشاوس وبالتالي أن الديمقراطية لن تقم لها قائمة دون هذه الأحزاب برغم قلة حيلتها ، وبالتالي على الطرف الثالث وهم شباب الأحزاب الذين يشاركون الشارع الدم والدموع مزيداً من الضغط على قيادتهم المنحدرة الانتهازية التي ما أن يلوح لها العسكر بكرسي ذو ثلاثة ارجل الا هرولت كالملدوغ
جميعنا اخفق ولذا جاء وقت لملمة الشتات والحساب لاحقاً بعد إرساء دعائم الديمقراطية