X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. هجرت الهندوسية الى الاسلام فهل تذل في بلاد السودان ؟!

نعم الظرف الذي يمر به الشعب السوداني دقيق للغاية ولا تستطيع الكلمات ان تعبر عن معاناة الاسر في مكابدتها من اجل كسب العيش وفوق ذلك دائما تجدنا نحن الصحفيون مهمومون بالقضايا الكلية مثل حلحلة القضايا السياسية التي ستحل عبرها كل قضايانا الاقتصادية والاجتماعية ، ونعلم تماما بأن هنالك ضحايا سيسقطوا حتى نصل لهذه الغاية المنشودة بسبب الثالوث القاتل الجهل ، الفقر والمرض .. ولا نملك في مواجهة هذا الخطر الا الثقة بالله وإرثنا التكافلي الذي عرف به أهل السودان .. بالتأكيد من الصعب جدا ان نكتب عن حالة فردية وبالكاد بين البيت والبيت تجد اهل بيت في اشد الحاجة لمد يد العون وكعادة اهل السودان ” تحسبهم اغنياء من التعفف ” وحتى الذين يسكنون المباني المسلحة تستر عليهم الحوائط .. ولكن اسمحوا لي ان افرد هذه المساحة للحالة الانسانية النادرة .. وهي :
قبل شهرين تقريبا سمع ابنائي الصغار ضوضاء واصوات بشر في المنزل المهجور الذي يلي منزلنا المتواضع ولكن ذاك المنزل عبارة عن سور متهالك وبه غرفة لا بأس بها وكلها مشيدة بالمواد المحلية .. في بادي الامر اعتقدنا بأن صاحب الارض اتى لاعمار هذا المنزل ولكن كانت المفاجأة بان خرج من ذاك المنزل المهجور ثلاثة طلبة بمرحلة الاساس بنتين وولد ورافقوا ابنائي لذات المدرسة الحكومية التي يدرس بها ابنائي ولما عادوا ابنائي من المدرسة اخبروا والدتهم بأن هؤلاء جيران جدد وزملاءنا في المدرسة معهم والدتهم فقط هي تبيع بعض الاشياء البلدية مثل العرديب والتبلدي والنبق وغير ذلك امام بوابة المدرسة .. فذهبت ام اولادي لتتفقد الجارة الجديدة ورحبت بها كعادة السودانيين وبكل اريحية قالت لزوجتي بانها هندية متزوجة من سوداني من ابناء المسيرية بغرب السودان وكانت هندوسية على دين اسرتها بالهند واعتنقت الدين الاسلامي فهجرها اهلها وتبرأوا منها وكانوا يسكنون في ” جادين ” بجوار حيينا بالايجار لان زوجها مغترب في لبنان وكان يبعث لهم احتياجاتهم بما تيسر له ولكن في الآونة الاخيرة ونسبة للاوضاع التي تمر بها لبنان ضاق بزوجها الحال وانقطعت به السبل وهي اصبحت المسؤلة من بنتيها الاثنتين وابنها الوحيد فواجهتها مشكلة السكن بعد ان اخرجها صاحب المنزل لعدم مقدرتها لدفع قيمة الايجار وانها وجدت هذه الغرفة المهجورة وتوكلت على الله وسكنت فيها مع ابناءها .. وخلال الشهريين الماضيين لم نر منها سوء بل تمثل رمزية للكفاح من اجل تربية ابناءها تخرج عند مطلع الشمس تأتي ببعض الخبز لتجهيز السندوتشات لابناءها وبعضه تبيعه امام المدرسة لتوفر به مصروف اليوم الثاني .. وهي في غاية الالتزام ورغم انها توطدت علاقتها مع زوجتي يتفقدون بعض ويتبادلون الهدايا فوالله لم اتاكد من شكلها حتى كتابة هذا الموضوع لشدة احترامها وتقديرها لحق الجيرة واندمج ابناءها مع ابنائي وهم يمتازون بالوعي المبكر والادب الجم وعندما تراهم في الشارع لن تعتقد بانهم يأون لذاك الكوخ .. فهم شعروا بالامان منا وشعرنا بالامان بهم وهم يبعثون الحياة في هذا المنزل الخرابة .. ولكن للاسف لحظة كتابة هذا الموضوع علمت بان احد ابنائي قال لوالدته يا ماما خالتو ” م ” تبكي بكاءا شديدا وعلى الفور ذهبت تتفقدها ووجدتها فعلا تعاني من آلام الظهر الحادة لكن الاكثر ألما وما ابكاها حقا هو بان صاحب المنزل أتى وابلغها بأنها عليها مغادرة المنزل بحجة انه يود تشييده وحملت هموم الدنيا فكيف تتصرف فابناءها في المدارس والعام الدراسي علي نهاياته وهي تعاني ألم المرض وهموم كسب معيشتها اليومي .. فبكت زوجتي لهذه الحالة التي لا تملك لها حل وتحلق حولي ابنائي وطلبوا مني بكل براءة بابا بابا ابني لهم بيت وبدون ما اشعر تعهدت بان الله لو يسر الامر ابني لهم بيتا .. وهم لا يدرون بأن أباهم لا يملك إلا هذا القلم وليس لنا حيلة إلا أن نطرق به ابواب الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس .. وتعهد ان يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله .. إنها عزيزة قوم لا نريد لها أن تذل في بلاد المسلمين .. فمن يجري الله الخير على يديه وييسر له إقالة عثرتها فاليتواصل معنا عبر هذا الهاتف ٠٠٢٤٩٩١١١٠٧٣٣٢
والله يجزي المحسنين