X
    Categories: اخبار

سبب غير متوقع للحرب التي اشعلها بوتين

الرئيس الروسي بوتين

الخرطوم : ترياق نيوز

لا شيء يمكن أن يُفسِّر الحروب مثل الجغرافيا، تنطبق هذه المقولة أكثر ما تنطبق على الحرب الروسية الأوكرانية الحالية. يمكن القول إن كل شيء بدأ من انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات، وانضمام دول أوروبا الشرقية التي طالما لعبت دور الجدار العازل بين غرب أوروبا والاتحاد السوفيتي إلى حلف الناتو، ما يعني فعليا تآكل الحدود بين الغرب والشرق وتسلُّل الغرب تدريجيا قُرب الحدود الروسية.

بالنسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان هذا التسلُّل يعني أمرين رئيسيين، الأول أن روسيا لم تعد قوة عظمى بحال لأنها فقدت التأثير في محيطها الجغرافي لصالح خصومها، وهو الشرط الرئيسي لأي قوة ترغب في فرض حضور عالمي، أما الأمر الثاني والأهم فهو أن روسيا نفسها باتت مكشوفة أمنيا أمام أعدائها، وأن أمنها القومي مُعرَّض للخطر على المدى الطويل.

من تلك النقطة تحديدا تكتسب أوكرانيا أهميتها بالنسبة إلى الروس، حيث تُعَدُّ الدولة الأوروبية الشرقية الجدار العازل الأخير بين روسيا وخصمها الرئيسي، الناتو، بما يعني أن انضمامها إلى المعسكر الغربي يعني أن صواريخ الناتو سوف تتمركز على حدود روسيا مباشرة، وهو ما يُفسِّر الحرب الشرسة التي يخوضها بوتين اليوم، ورفضه المُستميت تقديم أي تنازلات رغم العقوبات الشرسة، ما لم يُبدِ الغرب موافقة صريحة على تلبية ضمانات موسكو الأمنية، وأهمها نزع سلاح أوكرانيا والتعهُّد بعدم انضمام كييف إلى حلف الناتو.

في الفيديو المرفق من ميدان، نشرح لك ببساطة هذه المعضلة الجيوسياسية التي تواجهها موسكو منذ مطلع التسعينيات، وتقود مغامراتها العسكرية في أوكرانيا اليوم. نشرح لك عبر الخرائط التفاعلية كيف تقلَّص جدار أوروبا السميك، وكيف تلاشى تأثير روسيا في محيطها الجغرافي، لتذهب مع هذا التلاشي هيبتها بوصفها قوة كبرى. سوف تعرف في النهاية لماذا تُعَدُّ الحرب في أوكرانيا خيارا حتميا بالنسبة إلى روسيا، ولماذا لا يُنتظر أن يتراجع بوتين عنها في أي وقت قريب.

المصدر / الجزيرة