X

عثمان عبدالرحمن .. يكتب .. ” التوافق الوطني بين مطرقة التعنت و سندان الإقصاء !

 

 

 

دخلت البلاد في نفق مظلم يعج بالمصائب بسبب التصرفات الفردية و الظن الخائب بأن نظام الحكم الواحد سينجح في إدارة دولة مثل السودان ، بها مختلف الثقافات و الديانات و الخلفيات التاريخية و لسوء الحظ الشعب هو من يدفع الثمن و الساسة يحصدون المناصب السيادية و المخصصات الدستورية.

 

 

 

 

 

أعجبتني مقولة “جاك روسو” و هو أحد أبزر المنظرين للفكر السياسي و من المؤسسين للنزعة الجماعية في الحكم حيث قال : ” الحاكم و المحكوم يحقق حريته بخضوعه للقانون ، و القانون هو سجل لإرادتنا و تعبير كامل عنها “. و ليت الحكام يدركون حقيقة أن من يجلس على كرسي السلطة ليس سيداً على شعبه بل خادماً له و إن من بيدهم السلطة التنفيذية ليسوا أسياداً للشعب إنما موظفوه و خادموه و بوسع الشعب وضعهم أو خلعهم عندما يرغب في ذلك “

و المراقب للراهن السياسي يجده قد سيطرت عليه نخب سياسية فاشلة همها الأول و الأخير السلطة ، لكن إرادة الشعب قوية و متماسكة و لن تسمح بتجربة إقصائية مرة أخرى ، لأن التعنت كان شعار هذه القوى السياسية و من المعروف أن التعنت في قبول الحوار و الجلوس مع الخصوم السياسيين يضعف من كيان الدولة و حجمها على المستوى الدولي و ذلك لغياب تتفاعل إرادة الحاكم مع إرادة الشعب .

قد يظن البعض أن المناخ السياسي الحالي غير ملائم لإنطلاق الحوار الشامل و بالتأكيد لهم الحرية في الرأي و التجارب السابقة خير دليل على ذلك ، فئة أخرى تقول بأن البلاد مقبلة على حرب أهلية لتعدد الآراء و التوجهات الحزبية و الجهوية و هم أيضاً قوى فاعلة قي المشهد السياسي السوداني و لكن يبقى السؤال من جانبنا هل نسمح للبلاد بأن يزج بها في الأزمات طيلة هذه الفترة ؟ و ما الحلول العاجلة على خلاف مائدة الحوار المستديرة؟

عثمان عبدالرحمن

الناطق الرسمي بإسم حركة تمازج