X

حيدر الفكي .. يكتب .. ” حتى الآن ” .. صوت العقل !

انتشر تسجيل صوتي قيل أنه اثناء محاكمة مدبري إنقلاب 89 فيه إنحدا ر سحيق نحو مستنقع العنصرية البغيضة وكذلك البعد اللا إنساني وسب الدين وفي نهار رمضان وهو سلوك غير مسبوق على مستوى السوء والإنفلات
انتشر هذا التسجيل الصادم والخطير على نطاق واسع .. وهو مرحلة متقدمة من الكراهية والعنصرية والتردي الأخلاقي !!! هذا أمر لا يقدم عليه حتى من ليس له دين ناهيك عن من يدعي أنه يحمل لواء الدين ويدعو الى الفضيلة وصلاح المجتمع ولكن إنكشف المستور وظهر الوجه القبيح والذي كان يتدثر بثوب الصلاح .. والغريب في الأمر أن يتم مثل هذا الحوار المقيت داخل صرح من صروح العدالة في قاعة المحكمة وبين من يفترض فيهم تبني القضايا الإنسانية والزود عن الحقوق ومهما كان مستوى الإختلاف .. حقاََ منتهى السقوط الأخلاقي والديني والوحل في مستنقع العنصرية
ولكن
دعونا نقف بهدوء ونستقرأ خطورة هذا التسجيل على سلامة المجتمع والنسيج الاجتماعي مقارنة بالمكاسب السياسية على حساب التيار المعادي للثورة ونحن في زمن احوج ما نكون للإتحاد واللُحمة ونقيس على ذلك مستوى الضرر الذي يمكن أن يحدث والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تضرب في عمق التيار العريض للثورة باجسامها المختلفة ومكوناتها المتعددة علماً بأن أول شعارات الثورة كانت ضد العنصرية والجهوية (يا عسكري ومغرور كل البلد دارفور) وكان هذا هو حجر الزاوية في وعي الثوار وعظمة مبادئ الثورة حيث أنها ثورة وعي ومفاهيم ترفع شعاراتها بحقها ومستحقها .. اضف الى ذلك أن الموروث التراكمي للنظام البائد وتعزيزه وتوطينه لخطاب الكراهية والعنصرية افقدنا نصف الوطن الحبيب وسالت في دارفور دماء غالية وعزيزة ومازالت دارفور تنزف .. وعليه انه اذا لم ننتبه الى مآلات هذا التسجيل وخطورة عواقبه سنكون فتحنا ابوابا من الجحيم وإنزلقنا الى مستنقع آسن يختلط فيه الحابل بالنابل وسيصل الصدع الى جسم الكيان الثوري لأن الأمر هنا سيصبح صراع عرقي وجهوي بغض النظر عن وحدة الفكر والهدف لأن التيار الشعبوي سيكون هو الغالب وصوته أعلى وسيكون ذلك بحس الانتماء العرقي الجهوي وليس الانتماء الوطني وهنا تكمن الخطورة .. وبالمقابل سيكون ذلك في حقيقته إنتصار للتيار المعادي للثورة وإن كان في ظاهره انكسار وهزيمة لهم وهم لم يفيقوا من نشوة رجوعهم من جديد للمشهد بأمر ألإنقلابيين حيث ما زالت تداعب خيالهم أحلام مشروعهم المتوهم والذي فشلوا فيه على مدار ثلاث عقود ولن تقوم لهم قائمة بعد الآن رغم المجهود الكبير الذي يبذله الإنقلابيين في ظل غياب الحاضنة السياسية ولن يعودوا كتنظيم وإن عادوا كأشخاص فيهم كثيراََ من الإنكسار النفسي والهزيمة الداخلية .. ولذلك لابد من ان نتعامل بوعي شديد وإدراك متقدم مع هذا التسجيل وعدم الترويج له وبعيداََ عن الإندفاع لأنه يستفز الذاكرة الجمعية القريبة والبعيدة في ان واحد مع العلم ان التراكمات التاريخية ما زالت في العقل الظاهر والباطن وفي الوعي واللاوعي فقط تحتاج الى قليل من جهد المتفلتين حتى تقضي على الأخضر واليابس خاصة وإن بنيان التاسيس لقبول الآخر ما زال رخواََ وفي مراحل النمو .. عند هذا المنعطف الخطير يجب أن يعلو صوت العقل والحكمة وبعد النظر لأن تماسك الجسم الثوري أهم بكثير من إنتصار عابر على من هم اصبحوا في عداد الموتى والضرب على الميت لا يقدم ولا يؤخر وقد يكون حراماََ ..
شئ من حتى@
في مثل هذه المواقف المفصلية نحتاج الى الرجل الرشيد والذي يعرف متى يلجم جماح الإندفاع وينتصر لوحدة الصف بحكنة وإقتدار