X

عبدالباقي جبارة .. يكتب .. ” فزع الحروف ” .. المؤتمر الوطني ” الشهواني ” !

حتى لا يذهب التفكير بعيدا كلمة الشهواني في العنوان اعلاه دعونا نقف عند شهوة السلطة المتلبسة هذا الحزب الطفيلي ” المؤتمر الوطني المحلول ” ، وحتى إذا حدثت مغالطات في موضوع  الحل هذا وانكروه ذلك لان أجهزة العدالة ما زالت بيدهم يوظفوها حيث شاءوا ، ولكننا دعونا ان نقول الحزب الذي لفظه الشعب السوداني ولفظه التاريخ وإن تراءى للناس انهم يجمعون ويجتمعون ، وحتى كلمة ” طفيلي ” هذه لا تعني إساءة بل هي مرتبطة تماما بهذا الحزب الذي لم ينشأ على موروث وارضية حقيقية وهو يترصد أي تربة خصبة ليتمدد فيها كالحشائش الطفيلية التي تتمدد في الوديان ذات التربة الخصبة وتراها تملأ العين لكن وقت الحصاد صاحب الارض يحصد منها الهشيم .. لذلك لا تكترثوا كثيرا لجلاليبهم التي تشع بياضا في ساحات الافطارات الرمضانية ” كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا فوجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ” .
هذا الحزب الشهواني اتته فرصة من ذهب نهت حكمه الاجرامي الذي استمر ثلاثة عقود ، ولحكمة ربانية بان الثورة سلمية وليس انتقامية وإلا كانت أعدمتهم ” طفاي النار ” .. تخيل غبن ذوي الشهداء في دارفور الذين قضوا إحتراقا وضحايا الحروب العبثية تحت راية الجهاد والنازحين الذين هجروا ديارهم وشتت شملهم بسبب هذا الحزب المتاسلم والذين نكل بهم وما تبقى من ضحايا بيوت الاشباح واسر الذين فقدوا ارواحهم وغيبوا عن الحياة قسريا والذين نهبت ثرواتهم وفقدوا وظائهم تحت راية وسياسة التمكين وغيرهم من اصحاب الغبائن زائدا ذوي الغبن السياسي كل هؤلاء إذا مجرد ما نجحت ثورة ١٩ ديسمبر واطيح براس نظامهم وهجموا على عضوية هذا الحزب التي يتباهى بها فماذا كان تبقى منهم حتى يخرجوا اليوم وكأنهم بعث في خلق جديد ليعمروا الارض ويملأوها عدلا وسلاما بعد أن ملأت ظلما وجورا ..
هذا الشهواني اغرته سلمية هذه الثورة التي انكرها زعيمهم الجديد ” انس عمر ” الذي قال : ” لن نعترف بثورة ١٩ ديسمبر حتى يلج الجمل في سم الخياط ” وهو في قرارة نفسه يعلم علم اليقين بأن هذه الثورة التي قامت تستهدفه هو ونظامه المشؤوم لا تنتظر منه اعتراف و لا تنتظر منه مساندة ولا يمكن يكون جزء من برامجها وإلا انها تصبح لا ثورة .. لكنهم اعتبروا كل هذا للشعب لديه ” مخ سمكة ” وذاكرته خربه وسيتستقبلهم استقبال الفاتحين .
نعم بعض اصحاب الخيال الواسع يعتقدون بان هذا التنظيم الغاشم ولو فيه ذرة من عقلانية كان يوظف الثورة التي قامت لتطهيره ويبدأ مرحلة جديدة ويبدأ مشروعا صادقا غير مبني على الشعارات الزائفة ولا حشود الزيف والوهم والفتن ليستفيد من باب الرحمة الربانية الواسعة ” الذي يغفر الذنوب جميعا ” لكن يبدو أن هؤلاء احاطت بهم ذنوبهم ولن يتوبوا حتى يروا  العذاب ..
على الذين يفكرون ويرون بأن المؤتمر الوطني عاد بكل قوته وصولجانه عليهم ألا ينظروا لاي حشد مصنوع بل يجب التفكير في ماذا في امكانه ان يقدم المؤتمر الوطني إذا قدر له ان يحكم في الضوء ونقول في الضوء لانه الآن حاكم بصورة طفيلية متزرع في المؤسسات ..
فات على منسوبي هذا الحزب بان ثورة ١٩ ديسمبر قضت على اسلحتهم التي كانوا يتحكمون بها على رقاب الناس .. انتهت فزاعة الدين وبانهم حماته وتكشفت عوراتهم بانهم اقبح من ينتهك حرمات الدين والشواهد كثيرة ، سلاح العنف تشبعت الارض منهم بدماء الابرياء حتى اصبح الشباب يلاقون اجهزتهم القمعية بصدور عارية اما الحروب الاهلية واشعال الفتن اصبحت غير ذات جدوى ولم تصبح وسيلة لتحقيق مكاسب ، اما اقتصاديا ما اكتسبوه على مستوى الافراد ” سيذهب الحرام من حيث اتى ” رغم أنهم ما زالوا يوظفون جزء منه في الفتن ما ظهر منها وما بطن .. ولكنها كغعل السحرة ولن يفلح الساحر حيث اتى .. وان ” عصا الثوار تلقف ما يأفكون ” وإن بداوا لكم بثياب الواعظين .. عليه لا تلتفتوا كثيرا لحراكهم هذه الايام إنها حالة شهوانية وستقبح جماحها جذوة الثورة التي لن تنطفئ ابدا ابدا إن شاء الله حتى تجتثهم او تعيدهم لرشدهم إن كان فيهم رجل رشيد .. !